ترجمات عبرية

معاريف – بقلم د. حاييم مسغاف – بالمرصاد

معاريف – بقلم  د. حاييم مسغاف – 22/11/2020

من المهم ان يفهموا في واشنطن ايضا بانه لن يكون تراجع للوراء. فلن تخلى مستوطنات ولن يطرد يهود من بيوتهم “.

لا أدري كيف اقول الامر بالرقة الواجبة ذلك أن الكياسة تفترض تعاطيا محترما مع قرار الحسم الذي اتخذ في الولايات المتحدة. ولكن الاحساس هو ان دولة اسرائيل توشك على أن تكون عرضة لهجمة من الفوضويين المتطرفين. غير قليل منهم اعربوا منذ الان عن ارائهم علنا – وآخرون يخفونها، حاليا؛ على امل ان يحظوا في السباق الجاري الان في جورجيا على المقعدين الاخيرين في  مجلس الشيوخ.

لا أدري، بالطبع، ماذا ستكون عليه نتائج الانتخابات هناك، ولكن اذا ما منحت الرئيس المنتخب سيطرة في مجلس الشيوخ ايضا، فان امورا سيئة كثيرة ستنقلب فوق رأسنا. وهذا هو السبب، على ما يبدو في انهم في القدس يحاولون الان تثبيت حقائق على الارض في ظل استغلال حقيقة أن ادارة الرئيس المنصرف ستبقى في مكانها حتى 20 كانون الثاني القادم.

وتتعلق الامور، بالطبع، سواء بالبناء المتسارع في نطاق القدس الموسعة، في جفعات همتوس وفي عطروت، ام بالنشاط العسكري ضد ايران في سوريا؛ ولكن كل هذا لا يمكنه أن يهديء روع من يعتقد ان دولة اسرائيل هي دولة رفض. لقد اعترفت امم العالم بحق الشعب اليهودي في أن يقيم وطنه القومي في بلاد اسرائيل وهذا ما كتب في كل الوثائق الدولية (بما في ذلك في صك الانتداب الذي سلم في حينه لبريطانيا). وعمل دافيد بن غوريون بالضبط وفقا لهذا المخطط. أقام الدولة اليهودية. وكرر هذا الاصطلاح خمس مرات في وثيقة الاستقلال. كثيرون عارضوه. حتى في اوساط اليهود وكذا في اوساط أمم العالم، ولكن بن غوريون فعل ما اعتقده صحيحا في ضوء ما قاله الحكماء، “شعب وحده يسكن – وبالاغيار لن يأبه”.  وهذا ما كنت اقترحه ايضا على بنيامين نتنياهو. فالفزع زائد تماما. البناء في يهودا والسامرة سيستمر في عهد الادارة الجديدة بل وفي عاصمتنا ايضا. واذا كان رأيي يسمع فكنت ساسارع الى تحذير كل التقدميين في المعسكر الديمقراطي من مغبة أن يحاولوا مصالحة الايرانيين. فاسرائيل لن تقف جانبا، وكفى انبطاحا.

مهما يكن من أمر، فان الدولة اليهودية هي حقيقة ناجزة وحتى المحاولات من الداخل لتحطيم ما بني هنا بكد شديد منذ بداية استيطان الحركة الصهيونية في هذا المكان – ولكن في أي مكان آخر على وجه البسيطة – لن تنجح. ما يعني ان كل من يعتقد بان هناك مجالا لان تقام غربي النهر دولة اخرى، يمكنه أن يتنكر لهذه الفكرة الشوهاء. فالجيش الاسرائيلي سيواصل السيطرة في كل المنطقة التي بين البحر والنهر، وللعرب الذين يسكنون في ما يسمى “الضفة الغربية” ستكون بطاقة مواطنة، تصدرها لهم السلطة الفلسطينية.

لقد فعل الرئيس دونالد ترامب العجائب في هذا المجال، ومن المهم ان يفهموا في واشنطن ايضا بانه لن يكون تراجع للوراء. فلن تخلى مستوطنات ولن يطرد يهود من بيوتهم. بدأ عصر جديد. اتفاقات السلام الموقعة لتوها تشهد على ذلك.

ما يعيدني الى ما يحصل في داخل بيتنا. ثمة غير قليل من الاشخاص ممن يريدون تبديل الحكم. هذا مشروع بالتأكيد. ولكن ليس بالطريقة التي يريدون السير فيها. الفوضى لن تكون هناك. انتخابات – نعم؛ فوضى – لا. وهذا ما يقلقني؛ وتقلقني اكثر من ذلك الادارة الجديدة التي تتحقق في العاصمة الامريكية.

ان كل من يكفر بحق الشعب اليهودي في أن يقيم هنا دولة يهودية يتعاون عمليا مع منظمات كل هدفها هو قضم قدرة دولة اسرائيل على مواصلة الوجود بالصيغة التي توجد فيها منذ قيامها. والطرق كثيرة ومتنوعة، ولكن النية واحدة. وهي لن تنجح برأيي ولكن يقف الوقف لها بالمرصاد.

وهذا اغلب الظن سيكون مصير الدولة اليهودية من الان فصاعدا وحتى الابد. من كل صوب سيحاولون قضمها. سبق لهذا ان حصل وينبغي الامل الا يحصل مرة اخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى