ترجمات عبرية

معاريف – بقلم تل ليف رام – يلعبون بالنار

معاريف – بقلم  تل ليف  رام – 17/6/2021

بعد شهر من نهاية الحملة، اذا لم يسجل حتى الان انجاز سياسي – سيبدو ان الطريق الى هناك ستكون طويلة وهي ستتضمن على ما يبدو جولات تصعيد اخرى “.

في القيادة الامنية والسياسية في اسرائيل يعلنون بان سياسة الرد تجاه قطاع غزة تغيرت وان ما كان حتى حملة حارس  الاسوار – لن يكون.  

ولكن مع كل الاحترام للتصريحات، فان هذه السياسة ستختبر  على مدى الزمن – وفي الميدان. فهي تتشكل سواء من القرارات السياسة ام من الردود العسكرية، فيما أن التقدير هو انه في المدى القريب من المتوقع لحماس ان تتحدى هذه السياسة. ومن هنا ينشأ ان احتمالات التصعيد ستكون الان اعلى.

في الماضي ايضا كانت حالات أغارت فيها طائرات قتالية لسلاح الجو على اهداف لحماس ردا على حرائق اشعلت في  غلاف غزة كنتيجة لاطلاق بالونات حارقة. ولكن على مدى الزمن لم تكن طريقة العمل هذه ثابتة، واسرائيل غيرت مرات عديدة ردود فعلها كي تمتنع عن التصعيد.

في غارات سلاح الجو ليلة أول امس ايضا حافظت اسرائيل على المدى والتوازن واختارت ضرب اهداف بنى تحتية لحماس لم تكن مأهولة عند الغارة بل ولا تعد كاهداف نوعية. الموقف في الجيش الاسرائيلي هو انه بخلاف الماضي، سيواصل الجيش هذه المرة الرد بشكل ثابت ومنهاجي ضد استمرار الارهاب من القطاع.

وبالتالي، في اعقاب استمرار اطلاق البالونات، من شأن  سلاح الجو ان يواصل الهجوم في القطاع.  ولما كانت لا تزال بين اسرائيل وحماس فجوات واسعة في كل ما يتعلق بالتفاهمات بعد الحملة، فان احتمال الوصول الى تصعيد ومواجهة اضافية اعلى بكثير من احتمال الوصول الى تسوية.

ولكن تغيير السياسة تجاه القطاع لا يرتبط فقط بطريقة استخدام القوة العسكرية. فالقسم الاخر من المعادلة التي تسعى اسرائيل لتغييرها يرتبط بالقناة السياسية. من ناحية اسرائيل لم تنتهي الحملة الاخيرة بعد بانجاز سياسي يضمن الهدوء والاستقرار الامني لمواطني اسرائيل بعامة وسكان الجنوب بخاصة. فاسرائيل تطرح هذه المرة شروطا اكثر تصلبا كي تصل الى تسوية في القطاع: حل مسألة الاسرى والمفقودين وآلية رقابة اكثر  تشددا على الاموال والبضائع التي تدخل الى القطاع.

هذه الشروط لا تعتزم حماس قبولها، ومن الصعب أن نرى في هذه المرحلة توافقات بين منظمة الارهاب وحكومة اسرائيل الجديدة. وعليه فاذا ما قررت اسرائيل هذه المرة ان تقف عند المباديء التي تقررت (المعابر تبقى مفتوحة بشكل ضيق، مجال الصيد لا يتسع، المال القطري لا ينقل وغيرها) وبالتوازي لا ينجح المصريون في محاولات الوساطة وسلاح الجو يواصل الهجوم في القطاع – فان التصعيد التالي هو مسألة وقت فقط.

حتى لو سعت اسرائيل لتغيير الاتجاه السياسي او العسكري حيال القطاع، فان من يتوقع حلولا سحرية سريعة سيخيب ظنه. فالطريق للوصول الى غاية سياسية هدفها احلال الهدوء والاستقرار الحقيقي في الجنوب، لا يزال طويلا.  صحيح ان حماس هي عدو ضعيف، ولكنها عنيدة ومتطرفة، وهي لا  تعتزم التناول بسهولة.

الحملة الاخيرة، رغم تسويقها النشط كناجحة، لم تتسبب بالامر الاهم- تغيير في وعي العدو بحيث لا يكون مستعدا لاخذ المخاطرات لمواجهة عسكرية اخرى مع الجيش الاسرائيلي. بعد شهر من نهاية الحملة، اذا لم يسجل حتى الان انجاز سياسي – سيبدو ان الطريق الى هناك ستكون طويلة وهيستتضمن على ما يبدو جولات تصعيد اخرى.

الحكومة الجديدة من حقها بالتأكيد ان تطلب الصبر من الجمهور، بشرط واحد – أن هذه المرة حقا تكون طريق سياسية  تعرض اتجاها آخر. وعليه فان واجب البرهان على الحكومة فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى