ترجمات عبرية

معاريف – بقلم تل ليف رام – هدوء في الجنوب؛ توتر في الضفة وفي القدس

معاريف – بقلم  تل ليف رام  – 24/5/2021

بقي الهدوء في الجنوب منذ انتهت حملة حارس الاسوار قبل فجر يوم الجمعة، ولكن التوتر لا يزال عاليا جدا ومن المتوقع له أن يبقى في مثل هذا المستوى على مدى زمن طويل. ويمكن لبرميل البارود ان يتفجر بسهولة كبيرة في الضفة، في شرقي القدس وفي الحرم، وكذا في قطاع غزة.
رغم الضربة العسكرية التي تلقتها حماس فانها لن تتنازل عن الفرصة الاستراتيجية التي
في يدها لتعظيم سيطرتها في مناطق الضفة وفي شرقي القدس. إذ لهذا السبب بالضبط خرجت الى المعركة الاخيرة.

يرى رئيس الاركان افيف كوخافي ووزير الدفاع بيني غانتس في الحملة الاخيرة فرصة تكاد لا تتكرر لان يثبتا اخيرا ما وعدت به اسرائيل بعد فك الارتباط: نار صاروخية او تنفيذ عملية من القطاع سيرد عليهما ردا اسرائيليا عسكريا قاسيا ومختلفا جوهريا عما كان متبعا في السنوات الاخيرة. وسيوضع هذا التعهد من قيادة الدولة قيد الاختبار في الاشهر القريبة القادمة.  هذا لا  يعني أنه بعد كل بالون حارق يطلق من غزة ستدخل اسرائيل الى جولة تصعيد متجددة وان الرد سيأتي على الفور ولكن هذا يعني ان سياسة استخدام القوة التي تعهدت بها الان القيادة السياسية يفترض أن تكون مختلفة جوهريا عما كانت عليه قبل المواجهة.

عندما يصرح وزير الدفاع علنا بان ما كان لن يكون، فانه يرفق بذلك ايضا قسيمة تعهد شخصية ولكن بالمقابل من المهم ايضا تخفيض مستوى التوقعات لدى الجمهور. فرغم الحملة لن يكون هذا بسيطا، وعلى الطريق قد تنشأ تصعيدات اخرى في قطاع غزة في اعقاب تصليب الخط الاسرائيلي. من يعتزم الوقوف مع ساعة توقيت ويتوقع تغييرا فوريا – من شأنه ان يخيب ظنه. نوصي التحلي بالصبر وعدم المسارعة الى الاعلان بعد كل صاروخ او بالون حارق يصلان من القطاع بان الردع الاسرائيلي انهار. فالقيادة والجيش الاسرائيلي سيحاكمان على مدى الزمن كما ستكون مطلوبة ايضا حكمة سياسية.

وبالفعل،  في الخط السياسي تجاه غزة ايضا تتجه اسرائيل الى التغيير، حتى التقدم بالخطوات السياسية. فبقدر ما يتعلق الامر باسرائيل فان الاعمال التي ستتم حيال غزة ستكون بالاساس في المستوى الانساني الاولي. على الاقل على مستوى التصريحات  تعتزم القيادة السياسية في اسرائيل اشتراط اعمال انسانية واسعة في قطاع  غزة وخطة اقتصادية شاملة بحل موضوع الاسرى والمفقودين. وذلك رغم أن جهاز الامن على علم بان قسما من المقابل سيكون تحرير  مخربين مع دم على الايدي، وان لم يكن باعداد بالحجوم التي كانت في صفقة شاليط.

الى جانب التهديدات من قطاع غزة والتوتر الذي سيستمر في الفترة القريبة القادمة، في جهاز الامن يرون التهديد الاكبر في ما يجري في الضفة وفي شرقي القدس وبقدر معين ايضا في داخل نطاق دولة اسرائيل.

يعتقد وزير الدفاع ورئيس الاركان بانه من اجل كبح حماس وتأثيرها على المنطقة والذي من شأنه ان يؤدي الى تصعيد، ينبغي تعزيز السلطة الفلسطينية تعزيزا ذا مغزى، الغاء محاور التفافية بنتها اسرائيل مع القطريين مباشرة لحماس في غزة، تشجيع الاسرة الدولية على مساعدة السلطة الفلسطينية اقتصاديا وتعزيز مكانة الرئيس ابو مازن. في اسرائيل يعتقدون ان ادارة بايدن ارتبطت بهذا الموضوع، وبين قيادة الجيش ووزير الدفاع يوجد توافق على ان هذا هو الاتجاه الصحيح، وان لم يكن واضحا في هذه المرحلة ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الاخر يرى الامور بهذه  الروح.

كتب كوخافي  امس رسالة الى جنود الجيش الاسرائيلي، قادته وعامليه جاء فيها: “حملة حارس الاسوار انتهت بانجازات عملياتية واضحة للجيش ولدولة اسرائيل. فعلى مدى ايام الحملة تفاجأ العدو المرة تلو الاخرى بسلسلة ضربات اخرجته عن توازنه ونزعت منه قدرات وذخائر ذات مغزى”.  

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى