معاريف – بقلم بن كسبيت – خيار غانتس
معاريف – بقلم بن كسبيت – 17/11/2019
هو يكذب مرة اخرى، بوقاحة – اقامة أزرق أبيض وليبرمان حكومة وحدة بدعم اربعة نواب عرب (من خارج الائتلاف) ليس خطرا أمنيا ولا يرتبط بالامن القومي. الامر الوحيد الذي تعرض فيه حكومة كهذه للخطر هو استمرار اقامة العائلة المالكة في المنزل في بلفور.
لماذا؟ هذا ببساطة – حين يعمل الجيش الاسرائيلي في غزة، فليس الائتلاف هو ما يكون مطالبا بان يقر هذا. رئيس الوزراء، وزير الدفاع والكابنت يتخذون القرارات. واذا ما نشبت لا سمح الله حرب حقيقية، فستتمتع كل حكومة بتأييد كل الاحزاب الصهيونية (الليكود، يمينا والاصوليين) من الخارج، كما هو دارج في مطارحنا. نتنياهو مرة اخرى يفعل ما اصبح فنا حقيقيا – نثر الاكاذيب، تخويف الجماهير، نشر التحريض في كل صوب. فقد حل الكنيست باصوات العرب. وانتخب مراقب دولة عائلي باصوات العرب اياهم. بعث بمقربه نتان ايشل بكتابة مقالين بفضل اولئك العرب اياهم. والان، حين يكون من شأن هذا ان يرمز الى نهاية اللفة الخانقة على مؤسسات الدولة، يصبح مناهضا للصهيونية.
في اثناء السبت، أصبح الفزع الدائم في بلفور فزعا حقيقيا، تفجر بصوت صاخب كبير في منتهى السبت. مكالمة مؤتمر، وضع طواريء، “لاحراق كل شيء”، “أجننتم”، وكل هذا ليس لان مئات الصواريخ امطرت على سكان الجنوب وليس لانهم في بئر السبع لم يشهدوا سبتا هادئة. كل هذا بسبب الشائعات وشظايا المعلومات التي تسللت الى الفقاعة البلفورية، عن نية بيني غانتس تشكيل حكومة اقلية بدعم من الخارج من بعض النواب العرب.
يا نتنياهو، فليرتاح بالك – الاحتمال بان تقوم هذه الحكومة ليس عاليا. ليس بسببك. بسبب افيغدور ليبرمان، وربما ايضا يوعز هندل وتسفي هاوزر. برأيي، هم مخطئون، ولكن رأيهم هو الذي يقرر. بدلا من رؤية الفرصة والامل الهائلين اللذين تنطوي عليهما مثل هذه الخطوة، والتي تمثل انتقال منتخبي الجمهور العرب نحو الجمهور الذي انتخبهم، واختيارهم الاندماج بدلا من العزلة، سنضطر لان نستسلم للاراء المسبقة والمخاوف القديمة منهم. اضافة الى ذلك، فاني افهم المخاوف الجسيمة من مثل هذه الخطوة – حكومة تكون متعلقة بشعرة لن تتمتع بمئة دقيقة رحمة. اجزاء واسعة من الجمهور الاسرائيلي ليس ناضجا بعد لمثل هذا التعاون. والسير الى الانتخابات سنة او سنتين بعد ذلك يمكن أن يشكل النهاية السياسية لغانتس وليبرمان ويخلق انتقاما يمينيا متأخرا.
بسبب كل ما قيل أعلاه، فان الخيار الاكثر ورودا في هذه اللحظة هو السير الى الانتخابات. أزرق ابيض سيصل الى الانتخابات في وضع محسن أكثر بكثير مما كان عليه في المرة السابقة. نتنياهو سيكون يحمل على ظهره 2 – 3 لوائح اتهام. جمهور المصوتين لازرق ابيض جائع، الليكوديون تعبون، مشوشون ولبعضهم افكار كافرة. الاغلبية الساحقة من الجمهور، من كل الاتجاهات، تتهم نتنياهو بالتدهور الى الموعد الانتخابي الثالث. كل هذا يمثل شرا لنتنياهو، وكذا لطائفة المثيرين للشفقة عديمي الكرامة الذاتية الذين يتعثرون في اعقابه ومعتادون على الانتحار بامر منه.
خياران لحكومة اقلية وضعا امام قمرة قيادة أزرق ابيض – الاول، الاسوأ والمتعذر بينهما، تتضمن فقط أزرق أبيض، العمل والمعسكر الديمقراطي – او ما مجموعة 44 نائبا. المشتركة تؤيد في الخارج، مما سيوفر 13 يدا اخرى – بالاجمال 57. هذا اكثر من 55 لليكود. واين ليبرمان؟ يمتنع. مثل هذه الحكومة لن تقوم. التجمع الديمقراطي ليسوا قابلين بعد للهضم لدى الجمهور الانتخابي الاسرائيلي، وهذا متبادل. الخيار الثاني هو 52 نائبا (تجمع ا لـ 44 زائد ليبرمان) واربعة نواب عرب آخرين بالاجمال. قائمة رباعية كهذه موجودة منذ الان. اذا ما قامت مثل هذه الحكومة، سيكون من شبه المعتذر اسقاطها.
يحتاج الليكود الى 61 يدا زائد كي يسقط حكومة غانتس. اضافة الى ذلك، فان حياة الحكومة هذه ستكون مريرة وقاسية. وهي ستسقط في التصويتات وسيتعين عليها ان ترشي كل العالم كي تمرر الميزانية. وستقاتل كل يوم من جديد في سبيل وجودها. بعد كل هذا، في اللحظة التي تقوم فيها مثل هذه الحكومة، تكون السماء هي الحدود. يمكن للاصوليين أن يسترقوا طريقهم اليها. والليكود يمكنه أن يمل الشلل الذين اوقعه عليه زعيمه، والتوجه الى انتخابات داخلية والانضمام. كل شيء مفتوح.
هل هذا سيحصل؟ معقول الافتراض أن لا. هذا لا يعني أن هذا الخيار مات. يواصلون التقدم به والتحدث عنه في كل انواع المنتديات، ولكن الى أن يغرد الرجل الملتحي، ان يقول “اريد”، فان هذا لن يحصل. والان، لنراكم تقنعون افيغدور ليبرمان.
وماذا عن مخطط الرئيس؟ مثواه الجنة. لو كانت ممكنا ترجمة الغضب السائد في قيادة أزرق أبيض على الرئيس ريفلين الى طاقة، ما كنا بحاجة الى بئر لافيتان. فكلما مرت الاسابيع، يتبين ان ترجمة الليكود لمخطط الرئيس تختلف تماما عما يمكن ان يفهم منه مسبقا. “الان واضح ان بيبي يريد ان يبقى على الاقل سنة اخرى كرئيس وزراء. بعد ذلك يريد مكانة خاصة للقائم بالاعمال بالتبطل، مع مكان في الكابنت وصلاحيات. وهو يريد حصانة ايضا. في مثل هذا الوضع، لا يوجد ما يمكن الحديث فيه”، لي لي أمس كبير في أزرق أبيض. “كل شيء” قال هذا الكبير، “لان ريفلين تجاهل نتيجة الانتخابات، المنطق السليم والوعد الانتخابي الذي قطعناه، وقرر طرح مخطط مبكرا جدا ومنح نتنياهو اولوية غريبة على من انتصروا. هذا الحجر الذي القي في البحر لم يعد ممكنا اخراجه”.
العيون تتطلع الى الرجلين – بيني غانتس وافيغدور ليبرمان. كل واحد منهما يجب أن يتخذ القرار. هناك انطباع بان ليبرمان قد اتخذ القرار. اما غانتس فليس بعد. فهو ينظر الى ديوان رئيس الوزراء من مسافة صفر، وهو قريب منه جدا، ولكن يحتمل أن يتعين عليه الانتظار لجولة اخرى. وهو ممزق بين خيار الحكومة الضيقة (اذا ما استجاب ليبرمان) ومخطط الرئيس (اذا ما تنازل نتنياهو عن مطالباته المرفوضة) او الانتخابات للمرة الثالثة.هذا سيكون خيار غانتس وهو سيكون احد اكثر الخيارات صعوبة في حياته.