ترجمات عبرية

معاريف– بقلم بن كسبيت- الشخص الذي يميل لاتخاذ القرارات

معاريف– بقلم  بن كسبيت– 20/11/2020

حزب أزرق ابيض العوبة بيد نتنياهو المحتال الذي تنكر لكافة الاتفاقيات مع أزرق ابيض، وازرق ابيض بدوره صامت لا يدري ماذا يفعل “.

1.تحايل ينطوي على ثمن

قرار بيني غانتس الاستراتيجي بالتنكر لوعده الانتخابي بتشكيل حكومة وحدة متكافئة مع نتنياهو مع تناوب في منتصف الفترة، هو الذي جنب اسرائيل انتخابات رابعة ومكن نتنياهو من الادلاء بولاء القسم لمرة اضافية كرئيس للوزراء. الامر يشبه شركة توشك على الافلاس وفي اللحظة الاخيرة ينضم اليها شريك استراتيجي ينقذ الوضع ويتحول الى صاحب سيطرة مشتركة مع المالكين الاصليين. ومن هذه اللحظة يصبح لهذه الشركة مالكين اثنين لا واحدا. كل ذلك على الورق. ولكن ماذا بالنسبة للواقع؟

البند الاهم في الاتفاق الائتلافي، بند اللباب لهذا الحدث كله، كان التعهد بتمرير ميزانية ثنائية العام (2020 – 2021) فور اقامة الحكومة. ولكن ماذا فعل نتنياهو فور اقامة الحكومة؟ خرق هذا البند وتجاهله بكل صلف. لماذا فعل ذلك؟ لانه يستطيع. لم يتغير اي أمر جوهري ولم تتغير اية معطيات. الكورونا كانت في السابق ايضا، وكل شيء كان معروفا وساريا وقائما. كل شيء بما في ذلك التقدير بان العقرب لن يتردد في لسع الضفدع الساذج الذي نقله الى الضفة الاخرى من النهر.

وما الذي فعله أزرق أبيض ردا على ذلك؟  وضع موعدا انذاريا شديدا وطالب بتمرير الميزانية الضرورية فورا وتطبيق الاتفاق الائتلافي نصا وروحا. ليس من الممكن ترك من وقع على التزام قبل هنيهة بان يخرقه بمثل هذه السهولة، اليس صحيحا؟

ليس صحيحا. رغم أن قادة أزرق أبيض قد حُذروا على يد مقربي نتنياهو السابقين والذين كانوا قبل حين، الا انهم اصروا على اغماض اعينهم عن رؤية الشعار المكتوب على الجدار. “لا تصدقوا اي كلمة يقولها”، قيل لهم، “هو سيخرق اي اتفاق وسيتنكر لاي تفاهم ولن يراكم من متر واحد بعد أن يدلي بيمين الولاء لرئاسة الوزراء”. ولكن أزرق ابيض اعتمدت على القانونيين الذين صاغوا لها اتفاقا حصينا ومدرعا لا يمكن لاي احد أن يخرقه ويلتف عليه. أي احد، باستثناء بنيامين نتنياهو.

هم لم يصدقوا ان نتنياهو سيأخذ دولة باكملها رهينة فقط حتى يترك لنفسه احتمالية التنكر للتناوب. هم لم يعتقدوا ان هذا الشخص قادر على  السماح بدمار الاقتصاد والانتاج فقط من أجل ان يغرز سكينا في ظل بيني غانتس. هم لم يصدقوا ان مثل هذا السيناريو أمر محتمل. لم يصغوا للتحذيرات، تجاهلوا السوابق التاريخية. هم اخطأوا. وماذا حدث عندما اتضح لهم أنهم اخطأوا؟ لا شيء. كيف رد الجمهور؟ لم يرد. فقد تعودنا.

الضفدع لم يقم فقط بنقل العقرب الى الضفة الاخرى من النهر، بل انه اخرس في الطريق الى هناك. لان من يسير كمحتال، يتصرف كمحتال ويكذب كمحتال ويخرق الاتفاقيات كمحتال. هو محتال والجميع يعرفون ذلك منذ زمن بعيد. التحايل ينطوي على ثمن، وهذا الثمن ندفعه كلنا.

بدلا من الاصرار على اعطاء الانذار من اللحظة الاولى، أزرق أبيض أخذت ترمش. مثل كلب صغير مشاغب يتلقى ضربة خفيفة على انفه حتى يهدأ، وقد هدأ أزرق أبيض. انذارهم النهائي انتهى بتذمر: “اتفاقية هاوزر”، أتذكرونها؟ تمديد موعد تمرير ميزانية 2020 حتى 23/12. ان لم يقم نتنياهو حتى ذلك الحين بتمرير الميزانية ثنائية العام فعندئذ “سنعرف ماذا سنفعل”، قالوا في ازرق بيض. لا تغرقوا في الآمال والتوقعات. هم لا يعرفون ماذا يجب ان يفعلوا ولذلك هم لا يفعلون شيئا.

2.بايادي بيبي

قبل عدة اسابيع طالعنا غابي اشكنازي قائلا “ان لم يتم جلب الميزانية حتى نهاية تشرين اول للمداولات فسنحل الكنيست ونتوجه الى الانتخابات، تشرين اول مر والميزانية لم تطرح، بدلا منها تم دفن الموعد الانذاري وقام احدهم بحل اشكنازي بدلا من حل الكنيست. ولكن حينئذ ظهر غانتس بنفسه اخيرا وأكد على مطلب تقديم الميزانية فورا مع التأكيد على أنه لا تواريخ مقدسة، ولكنه بعد ذلك تحدث عن “الاسابيع القريبة”.

في الخامس من تشرين الثاني رئيس طاقم رئيس الوزراء البديل والذي يخصصونه لمنصب مدير عام ديوان رئيس الوزراء البديل، بجلالة قدره، رسالة حادة وقوية اللهجة للقائم باعمال مدير عام رئيس الوزراء رونين بيرتس والقائم باعمال مدير عام وزارة المالية عيران يعقوف لاحقا سيطلق عليه “مكتوب القائمين بالاعمال”. في هذا المكتوب هو يطالب بان تتجند كل الجهات ذات العلاقة على الفور لمهمة تمرير الميزانية المطلوبة لنا جميعا كالاكسجين للتنفس. هو ايضا ضم في كتابه هذا مواعيد محددة: جلسة تداول موسعة بقيادة رئيس الوزراء حتى العاشر من تشرين الثاني. طرح الميزانية وقانون التسويات للتداول في الحكومة حتى التاسع عشر من تشرين الثاني. وضع الميزانية وقانون التسويات على طاولة الكنيست حتى 3 كانون الاول وهكذا دواليك.

انها بالفعل ضربة قاضية! والان نريد أن نراهم كيف سيخرجون أنفسهم من ذلك. وماذا فعل القائمون بالاعمال؟ واصلوا شغل منصبهم كقائمين بالاعمال وتجاهلوا المكتوب بشكل صارخ. لم يصدر رد على هذا الكتاب اطلاقا حتى لحظة كتابة هذه السطور. وكأن هذا الكتاب لم يصدر ولم يرسل اطلاقا. هود بتسار يجلس في الوزارة في الطابق الثامن من ديوان رئيس الوزراء ويتصرف كشخص سيتولى منصب مدير عام رئيس الورزاء البديل، ولكن في الخلاصة هو حاضر غائب. هو كيان شفاف تماما. الان سينزع اصحاب الازرق ابيض قفازاتهم ويتحدثوامع بيبي باللغة التي يعرفها: بالقوة فقط. سيقوم بتمرير قوانين الفساد، وسيحلون الكنيست، وسيحاول تمرير حجب ثقة بناء مع رئيس الوزراء كبوغي يعلون أو عمير بيرتس لفترة عام . وعندئذ يتبين ان كل ذلك لن يحصل.  هم خائفون.

بدلا من ذلك أمر غانتس باعداد رزمة قوانين تتعلق بسلطة القانون والحكم. اين هذه الرزمة؟ يبدو أنها عالقة في البريد. هو ايضا قرر تشكيل لجنة تحقيق  في قضية الغواصات في وزارة الحربية. ولكن قبل نشر هذه المسألة بدقيقة اتضح انه لم يقرر وانما فقط “يميل للتقرير”. هذا هو نفس الشخص الذي يميل كل حياته للتقرير.

هذا الحزب الذي حصد ثلاث مرات متعاقبة ما يزيد عن 33 مقعدا في الانتخابات أفلس واعلن عن حل نفسه طواعية.

غانتس يجري كل هذا الوقت مفاوضات التفافية سرية مع نتنياهو. لا تسقطوا عن مقاعدكم ان انتهى ذلك بتنازل عن التناوب وتجميد الوضع القائم. غانتس يخاف من ظله. هو مشلول ومتجمد. هو مرتهن للتناوب الذي لم يأتِ. ليست لديه استراتيجية ويخشى من التنفس بصوت مرتفع لئلا يتذكر انه حي يرزق. ليس لديه تكتيك ايضا، وليست لديه قدرة قيادية. في الدولة التي تحتاج لقائد يعبر عن القوة، هذا الرجل يعبر عن الضعف. في بعض الاحيان يبدو أن ازرق ابيض لم تتشكل لاستبدال نتنياهو، وانما لتحقيق حلم هود بتسار، بان يصبح مديرا عاما لديوان رئيس الوزراء. هذا المنصب بالمناسبة شاغر. القائم بالاعمال رونين بيرتس فعل فعله وبامكانه ان يغادر. لماذا في واقع الامر لا  يمكن  لهود بتسار ان يحل محله، إذ ان بتسار يعمل لدى نتنياهو اصلا وينفذ اوامر نتان ايشل، أليس كذلك؟ طالما الامر كذلك فلماذا لا يصبح رسميا؟

هذه الحكومة ستصبح جماعية، كل  القرارات تتخذ معا. كل الايادي كما اجاد بالقول غابي اشكنازي خلال حملته الاقناعية بضرورة الوحدة، ستكون موضوعة على دفة القيادة. ليس فقط ايادي نتنياهو. ولكن تبين حينئذ ان هذه الدفة مزيفة وتعود الى خردة ملقاة في الباحة. دفة القيادة الحقيقية موجودة في مكان آخر. نتنياهو يفعل ما يريد واين يريد ومتى يريد. وخلال ذلك يواصل اهانتهم مرتين في الساعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى