ترجمات عبرية

معاريف– بقلم بن كسبيت – اختفى الخوف

معاريف– بقلم  بن كسبيت – 18/10/2020

يوجد عدد كبير لا يحصى من خريجي جهاز الامن، المنظومة الاقتصادية، المنظومات السياسية، يجدون أنفسهم يتظاهرون. احساس بالاختناق، بانه لا يمكن اكثر من ذلك، يتشارك فيه الكثيرون. ان الاحتجاج ضد بنيامين نتنياهو وكل ما يمثله – لا يذهب الى اي مكان “.

ان قرار اغلاق ملف الاسهم وعدم التحقيق مع رئيس الوزراء في ملف الغواصات، الهجوم منفلت العقال على المستشار القانوني للحكومة، عروض الرعب التي تقدمها ميري ريغف، ميكي زوهر واوسنات مارك، تفكيك الاحتجاج المركزي الى مئات الاحتجاجات الجانبية والمزدهرة.

كل هذا تجسد امس في المتظاهرين كي يرفعوا الاحتجاجات ضد رئيس الوزراء درجة واحدة اخرى. وحسب تقارير الاعلام السوداء، فقد تجمهر في ارجاء البلاد امس نحو ربع مليون شخص.  صعد الاف عديدة نحو بلفور. وكان ميدان رابين يعج بالناس. ومراكز عديدة في المدن المختلفة امتلأت بالمتظاهرين. اناس لم يسبق لهم ابدا ان خرجوا للتظاهر حطموا عادتهم،وضعواالكمامة،كتبوا يافطة وانطلقوا. من حاول وقف المظاهرات قام بعمل معاكس. الاحتجاج لا يخبو، انه يتعاظم.

بخلاف النظرية السائدة فانه يتحطم من حدث مركزي واحد الى احداث متوازية كثيرة، وهذا لا يضعف بل يعظم قوته.  هذا ليس إما أو، بل هذا وذاك. كل هذا، من فعل يدي نتنياهو. فالخوف/الهوس الذي في اطاره انقض بغضب على الظاهرة كي يبيدها– عمل كالسهم المرتد. الناس الذين لم يخرجوا للتظاهر في حياتهم ابدا، خرجوا بتردد للانضمام الى جيرانهم في زاوية الشارع. كان هذا تدريبا أوليا على اطلاق النار. وبعدها جاء تدريب آخر، وغيره. اما النتيجة فكان يمكن للمرء  أن يراها امس.

الى جانب تعاظم الاحتجاج، تزداد ايضا مظاهر العنف ضده. نحن في عصر يصوت فيه كل شيء، يوثق كل شيء، ينشر في الشبكة كل شيء وفي الزمن الحقيقي. كل بيضة فاسدة، كل بصقة، كل حجر، كل رشة غاز مسيل للدموع او غاز فلفل. كل مجموع لا فاميليا تصدم بالمتظاهرين (في حولون)، كل سيارة تبطيء كي يتمكن سائقها من البصق على المتظاهرين، كل شاتم مسب على “اليساريين الخونة” والذي تتفجر عروق رقبته غضبا.

لشدة العجب، هذا ايضا لا يردع المتظاهرين بل ربما العكس. فالتواجد المتواضع في ميدان بوجل في حولون تحول امس الى مظاهرة مبهرة. هم لا يتخلون عن اي مفترض أو عن أي شبر. لا يحنون الرأس.

الخوف هو الاخر يختفي. الناس الذين تواضعوا في حضورهم في المظاهرات، يصورون أنفسهم ويرفعون الصور الى الشبكة. والناس الذين تواضعوا في هوامش الجموع، يختلطون بسرور بحبله السري.

تلقيت أمس صورة من مفترق كفار هنجيد وفيها اثنان: من اليمين، مرخاي رحميم، بطل عملية سبينا، الحارس الذي صفى خاطفي طائرة ال عال على المسار في زيورخ وهو يهاجمهم بمسدس 22 ميلمتر. والى جانب وقف البروفيسور ايتان مور، مدير جهاز زرع الاعضاء في شيبا، وكلاهما خريجا سييرتمتكال.

في بلفور شوهد نائب رئيس الموساد سابقا، دافيد ميدان. “فريمو” الاسطوري  كان مدير مشروع نتنياهو لاعادة جلعاد شاليط وهو، كما يذكر، وفر البضاعة. اما أمس، بعد تسع سنوات بيوم  اقل من عدة شاليط الى السجن جاء ميدان للاحتفال بهذا اليوم الخاص في مظاهرة في بلفور.

هم ليسوا وحدهم، يوجد عدد كبير لا يحصى من خريجي جهاز الامن، المنظومة الاقتصادية، المنظومات السياسية، يجدون أنفسهم يتظاهرون. احساس بالاختناق، بانه لا يمكن اكثر من ذلك، يتشارك فيه الكثيرون. ان الاحتجاج ضد بنيامين نتنياهو وكل ما يمثله – لا يذهب الى اي مكان.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى