ترجمات عبرية

معاريف – بقلم اوريت لفي – نسيئيل – نا نا نا نتنياهو

معاريف  – بقلم  اوريت لفينسيئيل – 18/2/2021

المقابلات مع السياسيين لا ينبغي أن تكون وليدة عطف شخصي، أجر أو عقاب، والا تنبع من اعتبارات نسبة المشاهدة. صيغة العلاقة بين الطرفين يجب أن تقوم على اساس الثلاثي المقدس : الجديد، الهام والمثير للاهتمام .

مقابلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القناة 12 كانت مقلقة وغير مريحة. ليس أقل. في الخارج يعربد الوباء، اكثر من 5.400 وفاة، ازمة اقتصادية كبرى تعصف بمئات الاف المواطنين، الساحة السياسية في جنون الانتخابات بسبب نزواته، الرئيس الامريكي لم يأتِ ولا يهاتف ايضا، ولكن نتنياهو جاء ليقدم عرضا ويستمتع بكل لحظة في مسرحية الاعتداد بالذات والهزء بكل من وما هو وبالفعل… ليس نتنياهو.

رئيس الوزراء الذي في الايام العادية يبعد قدميه عن استديوهات الاخبار، درج على أن يطلق تصريحات، لا يجري المقابلات ويكاد لا يعقد مؤتمرات صحفية، تبنى، ان لم نقل اخترع، ابتكارا جديدا. عشية الانتخابات يطل ببساطة على الاستديوهات بشكل مفاجيء باخطار قصير ويسيطر على زمن البث. من يمكن أن يرفضه؟ من شبه المؤكد ان كل محرر معقول كان سيتصرف مثل محرري اخبار 12 حتى وان كان يعرف بان هذه حيلة لن تسمح للمذيعة الكبيرة لديه أن تستعد كما ينبغي للحديث. مقابلات من هذا النوع يفترض أن تكون معدة بعناية بدء من مرحلة التنسيق المسبق، اللباس، المكان، الانارة، ناهيك عن المضمون والتحرير. ومن مثل يونيت ليفي تعرف هذا جيدا.

في طريقة “المقابلة المفاجئة” المعروفة كحيلة في برنامج “راديو سياسي” من الصعب اجراء مقابلة عميقة. يمكن في اقصى الاحوال العروج على كل المواضيع التي على جدول الاعمال، وربما انتزاع عنوان ما. ليس أكثر.  هذه بالتأكيد ليست الصحافة في افضل حالها. ولكن مثلما في كل الحملات الانتخابية الاخيرة، يستخدم نتنياهو وسائل الاعلام كمنصة تسويقية لرسائله بطريقة لا تسمح بمواجهته بالحقائق والمعطيات في اثناء المقابلة، بل فقط باثر رجعي. ولا بد ان مؤيديه استمتعوا برؤية “بيبي العظيم”، الذي يملي الخط، يضرب خصومه ويصد الاسئلة المتعلقة باخفاقاته. ولا بد ان المعجبين به ذابوا من الاحتقار الذي يكنه لوسائل الاعلام بما في ذلك محاكاة يونيت ليفي. من يحتاج الى “بلاد رائعة” عندما تكون هذه الصيغة الاصلية.

ردا على المقابلة الحصرية علم ان قناة 13 قررت مقاطعة اعضاء الليكود اعلاميا احتجاجا على ان نتنياهو اختار ان تجرى المقابلة معه لدى القناة المنافسة فقط، وليهدأ القراء. فالمقاطعة لن تكون الى الابد. ونتنياهو سيجري قريبا مقابلة مع القناة 13. ورد رؤساء القناة 13 هو جزء من المشكلة وليس الحل. وهم لا يثورون ضد قواعد اللعب المشوهة بل العكس يريدون ان يشاركوا فيها مشاركة فاعلة. هم ايضا مستعدون لان يسلموا انفسهم وان يكونوا متفاجئين من رئيس الوزراء.

لا يوجد سياسي آخر تسمح له وسائل الاعلام بان يقرر متى وكيف تجرى المقابلات معه. على الاقل، كان يجدر برؤساء القناة 12 ان يرووا بشفافية كيف نسقت المقابلة مع نتنياهو. كم من الوقت مسبقا وفي اي شروط. فماذا يوجد لاخفائه؟

أما هذا الانجراف والاستخدام التعيس للاعلام ولا سيما قنوات التلفزيون فقد كان ينبغي ايقافه منذ زمن بعيد. نتنياهو لا يصنع جميلا ولا يعطي من مكارمه حين يأتي للمقابلة. ينطبق عليه، مثل كل منتخب من الجمهور واجب اعطاء الحساب للمواطنين كل السنة، وليس فقط عشية الانتخابات ولكن نتنياهو يميل الى الاستخفاف بالصحافة المؤطرة ويدير جدول اعمال اعلامي من فوق رأسها من خلال الشبكات الاجتماعية. وظهوره النادر في الاستديوهات هو استعراض مغرور وبالتالي في عصر الانباء الملفقة بالذات والحقائق البديلة والالاعيب، ناهيك عن الازمة السياسية العميقة، يوجد لمؤسسة الصحافة دور حامي الحمى الاجتماعي. عليها أن تفرز الصالح عن الطالح وان توفر معلومات مصداقة وتعطي له السياق الواسع الدقيق والحاد.

ان المقابلات مع السياسيين لا ينبغي أن تكون وليدة عطف شخصي، أجر او عقاب، والا تنبع من اعتبارات نسبة المشاهدة. صيغة العلاقة بين الطرفين يجب أن تقوم على اساس الثلاثي المقدس: الجديد، الهام والمثير للاهتمام. هذا هو. فليتفضل نتنياهو ليقف امام مقابلات فصلية وليرد على الاسئلة بشكل موضوعي ويواجه النقد. ولكن فضلا عن ذلك، في ضوء الواقع البشع كان يجمل به على الاقل ان يجتهد كي يكون جدياهو اكثر ومتعياهو أقل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى