ترجمات عبرية

معاريف – بقلم الون بن دافيد – الدرك الاسفل

معاريف – بقلم  الون بن دافيد  – 15/5/2020

ايران في سوريا كي تبقى رغم أزمة الكورونا والضغوط الاسرائيلية. وما ينبغي أن يقلقنا ليس ايران بل الضم لانه سيقطع التنسيق الامني وفرص التسوية مع غزة “.

بعد وزيري دفاع “مدنيين”، يدخل الاسبوع القادم مرة اخرى جنرال الى مكتب الوزير. في  كل الـ 16 طابقا من مبنى هيئة الاركان كان يمكن سماع تنفس الصعداء لرئيس الاركان، حين تبين أن هذا سيكون رفيقه من المظليين بيني غانتس، وليس الجولان غابي اشكنازي. ولكن يبدو ان هذا سيكون آخر تنفس لصعداء رئيس  الاركان في الفترة القريبة. فلاسرائيل ما بعد هستيريا الكورونا سيكون مال أقل للتعليم، للصحة وللامن ايضا. ونقطة النور الوحيدة هي ان الضائقة الاقتصادية ستسمح للجيش الاسرائيلي بان ينجو من أزمة القوة البشرية للسنوات الاخيرة.

ليس نحن فقط، بل المنطقة ايضا تبدأ بالصحوة من فزع الوباء. الجيران حولنا دخلوا الى الازمة مع اقتصاد كان متهالكا ويخرجون منها مع اقتصاد متحطم. مغرٍ التفكير بان هذا سيدفعهم لان ينطووا على انفسهم ولكن الازمة الاقتصادية العميقة كفيلة ايضا بان تشجع على سياسة عدوانية. في الاسبوع الماضي اجتمعت هيئة الاركان في ورشة عمل حاولت تصوير الواقع الاستراتيجي ما بعد الكورونا. وتوقف اعضاء هيئة الاركان عند الدرك الاسفل في العام 1929، وكيف دهور العالم الذي كان مصدوما من الحرب العالمية الاولى الى حرب عالمية ثانية. من كل الجيرة، يبدو أن ايران تلقت الضربة الاشد. فقد دخلت هذه الازمة مهشمة من العقوبات ومع مستوى ادنى في انتاج النفط. وتخرج منها بينما الطلب على النفط ادنى بكثير ومع نظام تبين بكامل بؤسه في معالجة المرض. ولكن الكورونا ايضا لم توقف ايران عن أن تطلق قمرا الى الفضاء بنجاح، ولم تبطيء حركة أجهزة الطرد المركزي التي تواصل تخصيب المواد المشعة.

ان الشائعات عن ان ايران باتت تتراجع عن سوريا كانت سابقة لاوانها. من المجدي الحذر من أن نروي لانفسنا رواية غربية تقول انه في اعقاب الضائقة الاقتصادية ستبدأ ايران باخلاء المواقع التي بنتها في العراق، سوريا، لبنان واليمن. صحيح أنه قبل لحظة من دخول الكورونا فقد المحور الشيعي روحه الحية – قاسم سليماني. ولكن من هنا وحتى تنازل ايران عن رؤيا التوسع في المنطقة – لا يزال الطريق طويلا. فالنووي والتموضع في المنطقة يستهدفان ضمان استقرار نظام آيات الله، ولا نية لهم لان يتوقفوا عن التمترس.

ان الهجمات المنسوبة لاسرائيل في سوريا دحرت الايرانيين بالفعل عن منطقة دمشق نحو شرقي الدولة ولكنهم لا يزالون هناك وهم لا يحزمون الامتعة – بل العكس. يحاولون تثبيت تلك القدرات في القواعد الجديدة. الاسد واسياده الروس يفهمون بان التواجد الايراني هو حاجز في وجه المال السعودي لاعادة بناء الدولة، ولكنهم لن يركلوا الايرانيين الى الخارج.

ستكون اسرائيل مطالبة بان تواصل قص العشب. ولكن في هذه الاثناء يتمسك هذا بالارض. يبدو أن هذا الاعتراف قاد اسرائيل الى تغيير السيادة بحزم: فاذا كانت اسرائيل تحذر في الماضي من التسبب بمصابين، فان الهجمات الاخيرة المنسوبة لها تبدو كهجمات تستهدف ايضا اعادة الايرانيين في توابيت.

لو كان سليماني على قيد الحياة، لكان مشكوكا فيه أن تمر هذه الهجمات دون رد ايراني من الاراضي السورية. في غيابه، يكتفي الايرانيون بهجمات سايبر آخذة في التطور. في “فوكس نيوز” نشر أن الايرانيين حاولوا دون نجاح مهاجمة شبكة المياه الاسرائيلية، وفي اعقاب ذلك عقد بحث في الكابينت. ولكن الكابينت لا ينعقد بسبب هجوم واحد غير ناجح. معقول أكثر انه كانت للايرانيين نجاحات ايضا في مساعي السايبر لديهم.

تشاؤم جنوبي

ان استمرار الضغط على ايران هو ما كان في مركز زيارة وزير الخارجية الامريكي في اسرائيل هذا الاسبوع. في تشرين الاول سينتهي حظر السلاح الذي فرضته الامم المتحدة على  ايران. والولايات المتحدة، التي لم تعد شريكا في الاتفاق النووي، تعتزم مطالبة مجلس الامن بتمديد  الحظر، ولكن اذا ما اصطدمت بفيتو روسي، فستضطر الى ايجاد سبيل آخر لابقاء القيود على ايران. الامريكيون، الذين هم ايضا يرون فرصة في سحب أقدام الحرس الثوري من المنطقة قلقون من ايران بالاساس، وقلقون اقل من ضم الضفة الغربية.

من ينبغي أن يكون قلقا من الضم هو نحن. ففي الاسابيع الاخيرة يحرص الفلسطينيون على الايضاح في كل لقاء مع المسؤولين الاسرائيليين بان الضم سيكون خطوة ستحطم الاواني. لا الكورونا ولا الازمة الاقتصادية تقلقهم – الاعلان عن الضم، كما يهددون، سيقطع بضربة واحدة التنسيق الامني الناجع الذي يوجد لهم مع اسرائيل. ناهيك عما سيفعله الضم بالعلاقات الحميمة التي نسجتها اسرائيل بحكمة مع الاردن ومصر.

كما أن الجهود للوصول الى صفقة اسرى مع حماس ستقطع بخطوة كهذه. في الاسابيع الاخيرة، بعد أن خبا في غزة ايضا الفزع من الكورونا، يتعاظم التشاؤم في اسرائيل بالقدرة على الوصول الى مثل هذه الصفقة. ثمة من يعتقد أننا فوتنا نافذة الفرص. يدفع الجيش الاسرائيلي نحو العودة الى مساعي التسوية مع غزة دون صلة بالتقدم في موضوع الاسرى والمفقودين. هذا سيكون أحد المواضيع الاولى على طاولة وزير الدفاع الجديد.

سيتعين على غانتس أن يقاتل حرب الجيش الاسرائيلي على كعكة المقدرات الهزيلة المتبقية بعد الكورونا. أحرقنا حتى الان اكثر من 200 مليار شيكل، نحو 40 في المئة من ميزانية الدولة، على هذا المرض، الذي جبى حتى الان حياة أناس اقل مما سيجبيه منا اليوم الاول من حرب لبنان الثالثة. ومع ذلك، فان الازمة الاقتصادية والبطالة العميقة التي خلقناها سيسمحان للجيش الاسرائيل بالابقاءعلى الناس الجيدين في الخدمة وتجنيد جيدين آخرين الى صفوفه.

وختاما، كلمة طيبة لوزير الدفاع المنصرف: في  ولايته القصيرة في وزارة الدفاع، مثلما في ايامه في وزارة التعليم ايضا أثبت نفتالي بينيت بانه خادم للجمهور نشط، ناجع وحازم. نعم، هو يحب التصفيق، ولكنه سياسي جاء للعمل، ولم يبقى لنا الكثير مثل هؤلاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى