ترجمات عبرية

معاريف – بقلم النائب رام بن باراك – هكذا حصل هذا

معاريف – بقلم النائب رام بن باراكنائب من يوجد مستقبل، كاننائبا لرئيس الموساد ومدير عام وزارة الاستخبارات والشؤونالاستراتيجية – 28/12/2020

بذور الاتفاق مع المغرب كانت قبل نحو سنتين ونصف عندما تلقيت توجها من المغرب حول رغبتها في العمل على ان نتدخل لدى الولايات المتحدة للحصول على اعتراف بوجودها في الصحراء المغربية “.

ان  اتفاق تطبيع العلاقات واقامة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب هو اتفاق تاريخي. إذ أنه بات تاريخا. وان لم يكن تاريخا بعيدا، ولكن مع كل الاحترام فان هذا ليس اتفاق سلام حققه رئيس الوزراء القادم بنيامين نتنياهو. فالعلاقات مع القصر الملكي في المغرب متواصلة على مدى سنوات طويلة وخرجت الى النور مع الزيارة العلنية هناك لرئيس الوزراء ووزير الدفاع الاسبق اسحق رابين في 1994، حين كانت الذروة فتح مكتبي مصالح في تل أبيب وفي  الرباط. وارتبط اغلاق مكتب المصالح في اسرائيل بظروف سياسية، على رأسها اندلاع الانتفاضة الثانية والنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، ولكن من تحت السطح بقيت العلاقات.  جهاز الامن، وضمن امور اخرى الموساد، اقام ويقيم اتصالات جارية مع المغرب بهدف تعزيز القوى المعتدلة في شمال افريقيا والمساعدة في الصراع المشترك ضد الارهاب العالمي الذي تقوده ايران.  يخوض المغرب صراعا عنيفا على الاعتراف الدولي بمنطقة الصحراء الغربية ويتصدى لاعمال الارهاب التي تقوم بها  منظمة “جبهة البوليساريو” للدعم الرسمي من الجزائر ومن ايران، الى جانب قوات من حزب الله تسللوا مؤخرا الى المنطقة ويساعدون في التدريب والتسليح لمقاتلي البوليساريو.

لقد رأت دولة اسرائيل دوما في المملكة المغربية حكما معتدلا ذا نفوذ عظيم في العالم العربي،  وشعبية الملك محمد السادس في اوساط زعماء العالم ومكانته الخاصة في الجامعة العربية يشكلان ميزة هائلة من ناحية سياسية واستراتيجية. وكانت خطوة الملك – الذي اعاد في ايار 2018 السفير المغربي في ايران وطرد السفير الايراني من الرباط – اعطت الاشارة لجدية الملك في صراعه ضد الارهاب العالمي. وقبل نحو سنتين ونصف تلقيت توجها حول رغبة المغرب في الحصول على اعتراف دولي من القوة العظمى الاولى في العالم، الولايات المتحدة بسيطرتها على الصحراء الغربية، الى جانب الرغبة الحقيقية في تنفيذ مخططات امنية ومنح الحقوق للسكان المحليين. وعرف المغاربة ان المفتاح الى البيت الابيض يوجد في القدس ايضا، وهذا محور يمكنه أن يساعد في اروقة واشنطن. استجبت للطلب ولكن فقط بعد أن فهمت بانه يوجد احتمال عال ان في اطار الاعتراف الامريكي سيوافق المغرب على رفع مستوى العلاقات مع اسرائيل، اعادة فتح مكتب المصالح في تل أبيب والسماح بالرحلات الجوية المباشرة من اسرائيل. ولتأكيد العرض عقدت لقاءات مع محافل  رسمية ورفيعة المستوى من المغرب وسمعت بصوتهم ان الملك مستعد للقيام بخطوة سياسية اقليمية كهذه. توجهت الى مسؤولين امريكيين مقربين من الادارة وفور ذلك  عقدت لقاءات في البيت الابيض مع  مستشار الرئيس جيسون غرينبلات، ممثلي مجلس الامن القومي ووزارة الخارجية.

لا شك ان هذا اختراق له معان جغرافية استراتيجية واسعة في مجالات الاقتصاد، التجارة، الزراعة، المياه، الطاقة وبالطبع المجالات الامنية والسياسية. ولسياسة الملك محمد السادس القاضية لان يقف على رأس حربة الدول المعتدلة – توجد مساهمة مباشرة للامن القومي لدولة اسرائيل وتعزيز مكانتها بين  الدول العربية. ووجدت هذه السياسة تعبيرها ضمن امور اخرى، في الشكل الذي يسمح به المغرب لكل الاديان و التيارات بالتعايش فيه بسلام ولا سيما في الزاوية الدافئة التي يكنها الملك للجالية اليهودية في المغرب. لمئات الاف سليلي المغرب في اسرائيل توجد ذكريات  طيبة واشواق  للوطن الذي جاءوا منه.

ليس مثلما مع دول عربية اخرى، لاسرائيل والمغرب شبكة علاقات وقيم مشتركة راسخة في اساسات مستقرة قديمة. من المحادثات واللقاءات التي اجريتها مع المحافل الرسمية في المغرب فهمت بان وجهة الملك محمد السادس هي لسلام حقيقي، دافيء وشجاع، وبزعامته الخاصة سيؤدي الى علاقات لا هوادة فيها او امكانية للتراجع الى الوراء. ومع ذلك، للمغرب التزام صادق وحقيقي في تحقيق السلام وايجاد حل للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني في صيغة  دولتين للشعبين. وبرأيي انا ايضا لا بديل عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى