ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  المحامي اوريئيل لين  – صفر  تسامح ..!

معاريف – بقلم  المحامي اوريئيل لين  – 17/10/2021

” بدون تعاون حقيقي للنيابة العامة وجهاز القضاء لن يكون ممكنا اسعادة الردع. وعندما نفقد الردع، تصبح مكافحة الجريمة صعبة جدا وشبه متعذرة “.

يخيل لي أن لا حاجة للعودة للايضاح بانه في كل ما يتعلق بمكافحة الجريمة المتعاظمة في المجتمع الاسرائيلي، نحن في وضع طوارىء. فقدنا الردع. العنف، الذي هو ايضا بحد ذاته يشكل جريمة،  يتعاظم هو الاخر. افراد الشرطة ممن يريدون ان يقوموا بمهامهم يتعرضون للضرب من السكان: سائق يبدي ملاحظة للفتيان بان عليهم ان يعتمروا الكمامة يضربونه بلا رحمة؛ وهذه ليست الحالة الاولى. في الجنوب يتم السطو على مناطق كاملة من الدولة على سبيل حيازتها غير القانونية. والخاوة اصبحت عادة طبيعية، في الشمال وفي الجنوب ايضا. في الوسط العربي يحصون منذ  الان اكثر من  100 ضحية  منذ بداية هذه السنة. 

دولة لا تعرف كيف تمنح سكانها أمنا شخصيا، لا تؤدي واحدة من المهام الاساسية  الملقاة على عاتقها. وفي حقيقة الامر نحن نحصد اليوم ثمار قصر النظر والاستخفاف من كل حكومات اسرائيل تقريبا منذ تأسيس الدولة في فهم الحاجة لمنع الجريمة. لدينا شرطة ليست قوية بما يكفي؛ سلطات انفاذ مثل النيابة العامة للدولة ومنظومة المحاكم لا تتعاون حقا. جريمة سرقة السيارات او الاعتداء على منازل المزارعين يمكن أن تتم برعاية حماية القانون. وانا مقتنع بان الوصف الموجز الذي اقدمه هنا لا يشتمل بعد على كل خطورة المشكلة. 

مؤخرا نشر اللواء المتقاعد اوري بارليف في هذه الصحيفة مقالا كان ينبغي له أن يجمد الدماء لدينا جميعا. فقد ادعى بكلمات صريحة بوجود علاقة بين الجريمة القومية المتطرفة والارهاب، وان منظمات الجريمة في  الوسط العربي اصبحت المشغل الاكبر بالعاطلين عن العمل في الوسط. فهم يتحكمون بالتجارة وبالحكم المحلي.  الجريمة المنظمة تنتشر الى ابتزاز الخاوة،  التهريب، تجارة  المخدرات وغيرها. وكذا شي ما قد يكون  مناسبا ليدخل الى كابوسنا: عصابات مسلحة تتجول في قواعد الجيش وتفرض الرعب على بلدات المحيط. وهذا ما يقوله لواء شرطة متقاعد كان القسم الاكبر من حياته المهنية قضاه في القيام بوظائف مهنية فقط في الجيش وفي شرطة اسرائيل. وقد كان منصبه رئيس قسم المباحث في الشرطة. 

وبالفعل، فان الحكومة استيقظت قليلا. حجم الجريمة في الوسط العربي اصبح لا يطاق بينما تتهم محافل في الوسط حتى الشرطة بدلا من أن تتهم نفسها. وعين رئيس الوزراء شخصيا كفؤا وصل الى السياسة من شرطة اسرائيل، هو نائب وزير الامن الداخلي يوآف سغلوفيتس، كمدير لمكافحة الجريمة في الوسط. 

لست واثقا من ان كل سلطات الدولة استوعبت بالفعل خطورة المشكلة. لقد بات محظورا عليها العمل وفقا لانماط العمل التي  كانت حتى الان. فبدون تعاون حقيقي للنيابة العامة وجهاز القضاء لن يكون ممكنا اسعادة الردع. وعندما نفقد الردع، تصبح مكافحة الجريمة صعبة جدا وشبه متعذرة. 

نحن  لا  نزال  نؤمن  بان ما يحصل في  أمريكا اللاتينية لا  يمكن ان يحصل في اسرائيل.  ولكن التدهور  الخطير يقول  ان علينا،  هنا والان،  ان نبدأ في صراع مصمم يشمل كل سلطات  الدولة.  دولة اسرائيل ملزمة بان تقرر موقفا واضحا من صفر تسامح تجاه العنف، وفي كل  مستويات الاعمال وكذا في مؤسسات  التعليم؟  العنف غير الملجوم من شانه ان يتدهور  الى جريمة  متواصلة.

على اللجنة التي تشكلت أن تتسع في عملها وان تعيد النظر في  حق الدفاع عن النفس الذي اعترف به عقب نهج مغلوط للنيابة العامة للدولة. 

ان شرطة اسرائيل لن تتمكن ابدا من حماية الجمهور من صناعة سرقة السيارات وهجمة بيوت المزارعين. كفانا تدقيقات قضائية تمس بشدة في المصلحة العامة. فمن يقتحم مزرعة او يسرق سيارة عليه أن يعرفبانه يعرض حياته للخطر. لكل شخص حق اساس في الدفاع عن ملكه وعن جسده. في المواجهة المباشرة مع مجرم عند ارتكابه للجريمة، لا يمكن لصاحب  السيارة او المزرعة ان يقدر مسبقا ماذا سيكون رد فعل المجرم. يمكن للمجرم أن يمتشق  سكينا ويمكنه أن يطلق النار على المزارع.  الخطر يجب ان ينقل الى المعتدي وليس الى المعتدى عليه.  

وبالطبع يجب أن يكون الهدف الاول هجوم جبهوي  على منظمات الجريمة. لعلها لم تحقق بعد السيطرة في كل مؤسسات الحكم ولكنها  امسكت منذ الان بالسيطرة على الكثير من السلطات المحلية. ويصف   اللواء المتقاعد بارليف  لنا مدى تأثيرهم على الحياة في الوسط العربي. نحن لا نريد أن نعيد الحكم العسكري، ولكن بالتأكيد يوجد مجال لاعتقالات ادارية  لفترة قصيرة  تجاه منظمات الجريمة المنظمة.

ولاحقا، وليس اقل  أهمية، يجب على النيابة العامة للدولة والمحاكم ان تتعاون حقا وبالحاح في كل ما يتعلق بمكافحة الجريمة. عليهم ان يغيروا وتيرة العمل مثلما تفترض حالة الطوارىء.جلبسريع اكثر للمحاكمة، محاكمات اسرع، عقاب متشدد. يجب أن تكون رسالة واضحة بان دولة اسرائيل تكافح ضد موجة الجريمة المتعاظمة واننا نستعيد الردع الذي فقدناه.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى