ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  المحامي اوريئيل لين – الحل الوحيد

معاريف – بقلم  المحامي اوريئيل لين – 23/5/2021

” في  حقيقة الامر لا يوجد لاسرائيل اليوم خيار حقيقي غير الخيار للسعي الى تسوية سياسية شاملة مع حماس وغزة. فنحن لا نعتزم احتلال قطاع غزة من جديد والوقوف في وجه ارهاب فتاك من نوع آخر، ولكنه خطير بقدر لا يقل، مثلما كان في جنوب لبنان “.

الايام الاخيرة، ولا سيما اجازة عيد الاسابيع، منحتنا وفرة من الزمن كي نتمكن من مراجعة جولة الحرب مع حماس، كما انعكست في البث التلفزيوني المتنوع. وبالفعل تلقينا وفرة من الفرضيات الاساس. المفاهيم، توصيفات الوضع، التحليلات  عن انجازات الحاضر، توقعات عن المستقبل وتحليلات، ويمكن تصنيف موقف  الجمهور بعمومه، بما في ذلك سلطات الدولة وقوات الامن الى ثلاث مجموعات تفكير  اساسية. المجموعة الاولى ادعت، منذ ايام القتال الاولى، بان لا معنى حقيقي لاستمرار هجمات الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة وفي مدينة غزة نفسها. برأيهم استنفدنا اساس بنك الاهداف. ولاستمرار الغارات من الجو  او من البر لن تكون منفعة كبيرة، بل حتى ستولد مخاطر مصيبة كبيرة من شأنها أن تقع في غزة ويحتمل في اسرائيل ايضا. 

المجموعة الثانية كانت معنية باستمرار القتال، لمواصلة تدمير البنى التحتية والقوات القتالية لحماس. ضربهم بشدة قدر الامكان، لخلق الردع والضمان الا تكونالجولة القتالية القادمة الا بعد مسافة بضع سنوات اخرى.

المجموعتان بالطبع تتشاركان في الرأي بانه بعد وقف القتال محظور السماح، مثلما سمحنا في الماضي، مباشرة او بشكل غير مباشر لحماس ان تعزز قوتها. ومسموح الافتراض، بعد أن تعلمنا من تجربتنا باننا جميعنا بالتأكيد سنتبنى هذا الموقف.

كما توجد مجموعة ثالثة ايضا، اكثر حصرا، يمكن القول انه يتصدرها اساسا – ولكن ليس فقط – اللواء احتياط غيورا آيلند، والتي تعتقد بانه في نهاية الجولة القتالية هذه علينا أن نسعى الى تسوية سياسية. وهذا يعني توسيع اطار شروط وقف النار وبناء افق سياسي يساهم في تحسين البنى التحتية وحياة المواطنين في غزة. وفي اطار كل هذا ثارت ايضا مسألتان اساسيتان مركزيتان: الاولى، هي غزة هي دولة قادرة على النظر في اهدافها كدولة؛ ام هي مجرد اقليم مع مليوني مواطن تمنح مأوى منظمة ارهابية. والثانية، كيف ينبغي لاسرائيل أن ترد، وليس فقط في المستوى التصريحي، على اصابة الصواريخ في بلدات المحيط مقابل الاصابات في القدس او في مراكز البلاد؟ وثمة حتى من ادعى بانه يوجد مجال للتمييز في تصميم الرد الاسرائيلي على ضربة في مركز البلاد او في القدس او مقابل الضربة في بلدات المحيط. 

النقاش الاول حول تعريف قطاع غزة –يجدر ان ينقل الى الاكاديمية في مجال  العلوم السياسية. فلا يهم اذا كنا نعرف غزة كدولة أم لا. الواقع واضح للجميع وهو ما يهمنا. حماس هي منظمة ارهابية  تسيطر على دولة فجة. تسيطر سيطرة كاملة في كل المجالات الارضية والتحت ارضية. تسيطر على سكان من مليوني نسمة، مخولة لجباية الضرائب، يمكنها ان تجند قوى بشرية وقادرة على أن تربط كل مقدرات غزة باهدافها القتالية. 

وبالتأكيد اصابة الصواريخ للبلدات الجانبية مساوية لاصابة الصواريخ في القدس. ومجرد النقاش في المسألة يدل على اخفاق فكري متواصل أملى الطريقة التي ادارت فيها اسرائيل حتى اليوم صراعها ضد حماس. كل اصابة صاروخ في بلدة جانبية تمس بمبدأ سيادة اسرائيل في الاراضي المحددة كاراضي الدولة. وانعدام الرد او الاحتواء لعدد قليل من الصواريخ في البلدات الجانبية على مدى فترة طويلة هو الذي ادى الى تعاظم قوة حماس حتى اليوم ونأمل جدا ان نكون تعلمنا الدرس.

في  حقيقة الامر لا يوجد لاسرائيل اليوم خيار حقيقي غير الخيار للسعي الى تسوية سياسية شاملة مع حماس وغزة. فنحن لا نعتزم احتلال قطاع غزة من جديد والوقوف في وجه ارهاب فتاك من نوع آخر، ولكنه خطير بقدر لا يقل، مثلما كان في جنوب لبنان.

صحيح انه سيكون من الصعب الوصول الى تسوية سياسية، فلحماس مصلحة في مجال صورتها ومكانتها في العالم العربي كله. وهذه الاعتبارات فائقة بالنسبة لها مقارنة بتدمير المنازل، خراب البنى التحتية والضحايا بالارواح. وفي كل الاحوال، على اسرائيل أن تعلم اليوم عن خطة سياسية متبلورة بموجبها مقابل نزع سلاح حماس ستكون مستعدة لان تساهم في بناء البنى التحتية لقطاع غزة، تحسين الخدمات الصحية، رفع مستوى المعيشة، تطوير مناطق صناعية وتجارية وكذا خلق اماكن عمل، هذا سيبدو في البداية كالمدينة الفاضلة. ولكن هذا بالضبط هو الهدف الذي نريد الوصول اليه. اذا ما واظبنا على هذه الرسالة بوضوح وثبات، فستتغلغل في ارجاء العالم وكذا في داخل سكان غزة نفسها. كما أنها ستسهل علينا ادارة الصراعات الاخرى اذا ما لزم الامر.

ان مكافحة الارهاب عن طريق جولات قتالية ضد حماس من أجل الوصول الى الردع فقط فشل حتى اليوم، ومن  المتوقع أن يفشل في المستقبل ايضا. ستكون مسافات زمنية بين الجولات القتالية مهما كانت طويلة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى