ترجمات عبرية

معاريف – بقلم المحامي اوريئيل لين -أفق جديد

معاريف – بقلم  المحامي اوريئيل لين – 1/11/2020

يفتح اتفاق السلام مع اتحاد الامارات والاتفاقات الاخرى مع مناطق التجارة الحرة في دبي فرصا اقتصادية هائلة لدولة اسرائيل. نأمل ان تولد ايضا علاقات ودية حقيقية بين الشعبين “.

تبشر دولتنا مؤخرا بسلسلة اتفاقات سلام مع دول أجنبية، لم يكن لنا منذ قيام الدولة اتفاقات سلام معها او أنها كانت حتى بشكل علني معادية لاسرائيل – مثل السودان. احد لا يشكك بالاهمية السياسية بعيدة المدى لهذه الاتفاقات. هذه بشرى سلام حقيقية سيتعمق تأثيرها وسيتسع وسينقذ اسرائيل من وضع شبه الحصار الجغرافي – السياسي في الجانب الشرقي للدولة.

ولكن الى جانب البعد السياسي، فان الجانب الاقتصادي مهم جدا؛ ويمكن أن نشعر بحماية قطاعنا التجاري. فهل تفتح هذه الاتفاقات امام اسرائيل افقا اقتصاديا عظيم الاهمية؟ في نهاية  المطاف توجد لدولة اسرائيل اتفاقات تجارة حرة مع اكبر واغنى بلدان العالم: اتفاق تجارة حرة مع الولايات المتحدة واتفاق تجارة حرة مع الاتحاد الاوروبي.

يمكن أن نقول اليوم، بعد أن اقامت الصين والهند ايضا علاقات دبلوماسية مع اسرائيل قبل اكثر من عشرين سنة، بات العالم كله تقريبا مفتوحا امامنا للتجارة، للاستيراد وللاستثمارات المتبادلة. وبالتالي فما هي الاهمية الخاصة في اتفاقات السلام التي توجد لنا مع دولة مثل اتحاد الامارات، التي تعد 11 مليون نسمة، او مع البحرين.

ان اتفاق السلام المباشر مع اتحاد الامارات والاتفاقات الاخرى مع مناطق التجارة الحرة في دبي، في الموانيء وفي المطارات، تفتح ثلاث دوائر عمل ذات اهمية كبرى: الدائرة الاولى هي اتحاد الامارات نفسها. لهذه الدولة قوة شرائية كبيرة وحجم استيراد بـ 240 مليار دولار، نحو ضعفين ونصف استيراد اسرائيل الذي يبلغ 107 مليار دولار.

الدائرة الثانية هي دول الخليج، التي سنصل اليها عبر اتحاد الامارات ومناطق التجارة الحرة هناك. ويدور الحديث عن دول مثل قطر، الكويت والسعودية، عدد من السكان يقترب من 50 مليون نسمة. سوق كبيرة بحد ذاتها.

الدائرة الثالثة هي بلدان مثل شرق افريقيا، جنوب شرق آسيا، ماليزيا، وحتى الهند والصين. فمن خلال مناطق التجارة الحرة المفتوحة جدا في دبي والتي هي ايضا ميناء كبير ومطار كبير من أكثرها طلبا في العالم، نحظى بجسر نصل عبره الى بلدان الدائرة الثالثة. الامكانية الكامنة هي كبيرة ومبهرة، وهي بالتأكيد ستساهم في رفع حقيقي لمستوى الاقتصاد الاسرائيلي. يوجد لنا الكثير مما نعرضه عليهم، ولهم توجد مصلحة في التطويرات المتقدمة لاسرائيل:

مناطق التجارة الحرة هذه تمنح جملة متنوعة من الخدمات اللوجستية والمالية، بل وامكانية بناء خطوط انتاج. هذا هو السبب الذي يجعل قسما هاما من الشركات الكبرى في العالم تعمل هناك منذ الان ويمكن للاعمال التجارية في اسرائيل ان تقيم في المناطق التجارية هذه شركات فرعية اسرائيلية بملكية اسرائيلية كاملة او بالشراكة مع شركات من دول أجنبية.

ميزة اخرى لمناطق التجارة الحرة هذه هي الاعفاء من الضريبة. يمكن لهذه الشركان ان تطور نشاطا يطلق اذرعها سواء الى اتحاد الامارات ام الى بلدان الخليج أم الى المجال غير المحدود تقريبا لافريقيا وآسيا.

فضلا عن التصدير الاسرائيلي المطلوب، مثل الوسائل القتالية او خدمات السايبر، لاسرائيل توجد تطويرات متقدمة ستكون فيها ميزة هائلة لاتحاد الامارات ولجيرانها ايضا، مثل تحلية المياه: ادارة ناجعة لشبكات المياه وتحسين المياه؛ تطوير طاقة شمسية تحل محل استخدام النفط الخام ومنتجاته؛ الزراعة الصحراوية المتطورة بمفهومها الاوسع؛ مزروعات صحراوية؛ مزروعات جافة؛ برك سمك؛ وكله بالطبع بمساعدة تكنولوجيا الماء.

اضافة الى ذلك، يوجد في بلدان الخليج طلب كبير على الغذاء، الكيماويات، منتجات البلاستيك، المستلزمات الطبية، الخدمات الطبية والامن الداخلي وكذا خدمات البرمجة والبحث والتطوير، التي توجد لاسرائيل فيها قدرات مثبتة مقدرة في عموم العالم. هذه فرص اقتصادية كبرى، ومع تأطير خطوط الطيران بين الدولتين ستفتح سوق كبيرة وجديدة.

ولكن ليس فقط في مجال التصدير يمكن ان يكون زخم نشاط واضح. سيكون ايضا زخم نشاط في الاتجاه المقابل للتصدير من اتحاد الامارات الى اسرائيل بمنتجات النفط، الغذاء، الحجارة الكريمة، المجوهرات وخدمات السياحة.  كما أنه في مجال الاستثمارات المتبادلة المجال مفتوح. للامارات يوجد صندوق استثمار بمقدار 1.3 مليار دولار، ومثل الصين الكبرى، توجد لها مصلحة في الاستثمار في التكنولوجيات المتطورة في اسرائيل. نأمل جدا أن تولد هذه الامكانيات الاقتصادية فضلا عن اتفاقات السلام علاقات ودية حقيقية ايضا بين سكان الشعبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى