ترجمات عبرية

معاريف  – بقلم  العميد احتياط عوديد تيرا  – أضحكتمونا ..!

معاريف  – بقلم  العميد احتياط عوديد تيرا  – 2/9/2021

” في عشرات السنوات الاخيرة،  بان ايران يمكنها أن تحتوي العقوبات، والولايات المتحدة لا يمكنها ان تحتوي الحروب. وعليه فان امريكا ستحتوي ايران نووية”.

نفتالي بينيت هو رجل كفؤ، ذو قدرة تفكير واسعة، آراء سياسية صحيحة، وهو ينطق بالانجليزية الطليقة. أنا أقدره. الى جانب ذلك، كانت التهليلة الاعلامية حول رحلته الى واشنطن في نظري غريبة وخلقت عدم ثقة في الصحافيين ممن امسك ببعضهم كمن كانت كل رغبتهم هي “الا يعود بيبي”. عمليا يخيل أن بعضا من اعلامنا لا يقوم بمهامه كالعين الناقدة للحكم بل بالذات يضخم “الانجازات الهائلة” للرحلة. بل ان أحد الصحافيين بالغ فقال ان  بينيت عاد “مع سلة مليئة”.

بداية، ينبغي الفهم بان السفر الى الخارج للزعماء لا يستهدف اجراء مفاوضات، في لقاءات لساعة، لاجل تحقيق انجازات حقيقية. فالرحلة لا تنتج تغييرات استراتيجية في الساحة السياسية والامنية. والامر الهام في لقاءات الزعماء هو احيانا الحاجة الاستراتيجية المؤقتة لانعقادها. هذه اللقاءات القصيرة هي دلاء عميقة كثيرة الثقوب. والمحللون الذين يبحثون عن سبق صحفي ولا سيما اولئك الذين يريدون مساعدة الزعيم، يولون اهمية كبرى وساذجة للصغائر وللاقوال العابثة. 

ما يقرر استراتيجية كل كيان سياسي هو خريطة المصالح. ولا تؤثر على استراتيجية الدولة العلاقات الشخصية. العكس هو الصحيح، محظور أن تؤثر العلاقات الشخصية على ذلك. واعطاء اهمية للعلاقات الشخصية ومسيرة الشخصنة للسياسة الدولية هي سخافة الاعلام محبة التغطية. 

بين بينيت وبايدن لم تجرى على ما يبدو مفاوضات على لباب مصالح الدولتين. هذا لن يحصل في اللقاءات الشخصية القصيرة ولا في اللقاءات الاوسع. المباحثات الحقيقية تجرى على المستوى المهني بين رجال المهنة. ولا يمكن في لقاء قصير بين الزعيمين تغيير مواقف اساسية. 

هيا نحلل الاعلان المشترك لبايدن وبينيت الذي يقول  “لايران لن يكون سلاح نووي”. ولنحلل ايضا جملة “سينظر في وسائل اخرى اذا لم تنجح الدبلوماسية”. انا اسأل: كيف؟ كيف ستمنع الولايات المتحدة سلاحا نوويا عن ايران؟ هل ستستخدم الولايات المتحدة القوة العسكرية؟ هل ستدمر لايران منظومة الصواريخ التي لا تندرج في اطار الاتفاق النووي وتم تطويرها بشكل كبير؟ هل ستدمر الولايات المتحدة لايران اجهزة الطرد المركزي المتطورة التي تواصل تخصيب اليورانيوم؟ ام ربما تقنع الولايات المتحدة ايران بقسم الكشافة بان نصنع السلام وكل شيء يكون خيرا؟ يفهم النظام الايراني بان مجرد وجوده في الشكل السياسي الديني الحالي متعلق بالوصول الى منظومة سلاح نووية. وبالتالي مفهوم أن ليس لهم دافع للتنازل. مثلما لا يوجد دافع للمحكوم بالاعدام بان ينحف لان كونه سمينا لا يسمح له بان يجلس على الكرسي الكهربائي.

توجد الولايات المتحدة منذ  نحو عقدين في مسيرة خروج من الشرق الاوسط. وهذا لسبب انها لم تعد تحتاج الى النفط الذي ينتج هنا ولان الوزن الاقتصادي للشرق الاوسط  يقل جدا عن وزن جنوب شرق آسيا. لقد أخرجت امريكا معظم قواتها من العراق، من سوريا ومؤخرا خرجت مكللة بالعار من افغانستان. برأيي امريكا قررت احتواء ايران نوويا مثلما احتوت دولا اخرى  كالباكستان، الهند وكوريا الشمالية. اذا لم تطور ايران صواريخ عابرة للقارات فان امريكا لن تتدخل. كما قررت امريكا ايضا ان تحتوي الارهاب في الشرق الاوسط ولن تعرض جنودا امريكيين للخطر في مساعدة دول المنطقة. لقد عشقت اوروبا الساذجة وضعية الفرقة الموسيقية على دقة تايتنيك وتتمسك بقواها الاخيرة في حواف السفينة. هكذا بحيث أنه ستحتوي كل شيء  على ان يتمكن سكانها في هذه اللحظة في ان يعيشوا بشكل معقول. هكذا بحيث أن منها ايضا لن  يأتي الخلاص لحل النووي الايراني. 

اضافة الى ذلك  ثبت، في عشرات السنوات الاخيرة،  بان ايران يمكنها أن تحتوي العقوبات، والولايات المتحدة لا يمكنها ان تحتوي الحروب. وعليه فان امريكا ستحتوي ايران نووية. 

ان الاعلان بان لايران لن يكون سلاح نووي لا يساوي الميكروفون الذي سمع  منه. قال هذا كثيرون قبل بينيت وبايدن. قال هذا بوش الابن، قال هذا اوباما، قال هذا ترامب. وبينما يقول الزعماء المحترمون هذا، فان اجهزة الطرد المركزي تواصل تخصيب  اليورانيوم والصواريخ تواصل التطور. لا توجد قوة ستوقف ايران من أن تصبح قوة عظمى نووية. والاعلان  الذي هو ذرة التاج لبايدن وبينيت، في ان لايران لن يكون سلاح نووي، هو اقوال عابثة. واذا كنتم تعتقدون بان اناسا فهيمين مثل بايدن وبينيت لا يفهمون هذا فانكم مخطئون.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى