معاريف– بقلم العميد احتياط اللواء عوديد تيرا – وجهتنا إلى أين
معاريف– بقلم العميد احتياط اللواء عوديد تيرا ، منتدى القادة الوطني – 24/12/2020
“ جريمة القتل النكراء لاستر هورغن تشكل نداء صحوة لدولة اسرائيل الملزمة بان تبقى في كل يهودا والسامرة “.
تثير جريمة القتل النكراء لاستر هورغن من تل منشه، الرب ينتقم لدمها، مرة اخرى التفكير في مسألة الى اين وجهتنا في يهودا والسامرة؟ ويتلقى هذا السؤال مفعولا مضافا على خلفية تصريحات وزير الدفاع ورئيس أزرق أبيض بيني غانتس الذي ادعى في مقابلة مع صحيفة سعودية بانه يمكن التخلي عن معظم غور الاردن ومعظم يهودا والسامرة، وكذا يمكن اقامة عاصمة اخرى للفلسطينيين في منطقة القدس، عاصمة اسرائيل.
مع كل التقدير الذي اكنه لنزعة غانتس الرسمية، اعتقد أن اقواله لا تتطابق والواقع الذي سيكون على ما يبدو في يهودا والسامرة لاجيال اخرى. اولا، بضع حقائق: في الانتخابات الاخيرة التي جرت في يهودا والسامرة وغزة في منتصف العقد الاول من سنوات الالفين، كانت اغلبية كبيرة لحماس. حماس ورجالها يسيطرون على غزة وتسيطر عليهم عمليا القوات العسكرية الاسرائيلية في يهودا والسامرة. لا تخفي حماس كراهيتها لاسرائيل ورغبتها في ازالتها عن وجه البسيطة، حتى وان كانت مستعدة لحالات وقف نار مؤقتة حين يكون الامر مريحا لها. في المدارس الفلسطينية يعلمون ويروجون للكراهية لاسرائيل. وتغيير هذا التعليم وتأثيراته سيستغرق اجيالا عديدة.
الوضع الاقتصادي في أراضي السلطة سيكون على مدى سنوات طويلة مترديا بسبب فساد رؤساء الحكم ورجالهم، والمساعدة الاقتصادية التي تعطى للسلطة تذهب الى جيوب المجموعة الحاكمة، هكذا بحيث أن الفجوة في مستوى المعيشة بيننا وبين الفلسطينيين ستبقى على ما يبدو والفوارق الاجتماعية كما هو معروف تعزز الكراهية. بيننا وبين الفلسطينيين توجد ايضا فوارق اخرى. كل ما ذكر اعلاه يشكل وقودا لاشتعال الكراهية بين الفلسطينيين وبيننا؛ وقود يمكنها أن تشتعل في كل لحظة، اذا ما توفرت الظروف المناسبة.
يخوض الفلسطينيون ضدنا حرب ارهاب منذ سنوات طويلة. سهل نسبيا اقامة شبكة ارهاب بسبب الانكشاف المتدني للنشاط، سهل تعزيز البنية التحتية وسهل تنفيذ العمليات دون استعدادات مركبة اكثر مما ينبغي. وبسبب التغطية على مصدر منفذي هذه العمليات يكون صعبا نسبيا تعقبها. وضد الارهاب لا يمكن القتال بالدبابات، الطائرات او الصواريخ. ومن هنا وفي ضوء الوضع القابل للانفجار الذي سيكون في المنطقة كنمط حياة، ينبغي التخوف من الاشتعالات وعمل كل ما ينبغي لمنعها بشكل دائم.
ان اقتراحات غانتس تعزز قابلية المنطقة للانفجار بشكل واضح وتمنع الحلول القابلة للتحقق. فبناء عاصمة فلسطينية في داخل عاصمة اسرائيل هو وصفة للاحتكاك والانفجار الدائمين. والتنازل عن مناطق في غور الاردن او في يهودا والسامرة سيعطي حرية عمل لاقامة بنية تحتية للارهاب دون قدرة ناجعة على التصدي لها. ان جريمة القتل النكراء لاستر هورغن تشكل نداء صحوة لدولة اسرائيل الملزمة بان تبقى في كل يهودا والسامرة.