ترجمات عبرية

معاريف – بقلم العقيد احتياط اوري هلفرن – فرصة لتغيير الواقع في المنطقة

معاريف – بقلم  العقيد احتياط اوري هلفرن  – المساعد الاستخباري لرئيسي الوزراء نتنياهو واولمرت وضابط الاستخبارات في قيادة المنطقة الجنوبية ، 30/4/2020

في السطر الاخير، فان الكورونا والضعف المؤقت الذي علق فيه المعسكر الشيعي يسمح للحلف الاسرائيلي– الامريكي باعادة تصميم المجال الجغرافي– السياسي في الشرق الاوسط “.

لا ريب أن أثر الكورونا هو المصمم الجغرافي – السياسي العالمي الاكبر منذ الحرب العالمية الثانية. فهو ينطوي الى جانب المخاطر التي ستأتي في اعقاب الازمة على استغلال فرص كبيرة ايضا، سيتيح تشخيصها الان الى جانب الاعمال الصحيحة الى تغيير طويل المدى.

حتى لو سبقت اسرائيل جيرانها في الخروج من الازمة، فانها لا يمكنها أن تحتمي تماما من الاثار الاقليمية التي لواقع الكورونا على جيرانها. فالساحة الفلسطينية، التي تعتمد بحبل السرة على الاقتصاد الاسرائيلي، ستوفر لنا تحديات انسانية – وكنتيجة لها امنية ايضا – لا بأس بها.

ولكن ما يجري في ايران ودول نفوذها – لبنان، سوريا والعراق –  جراء الكورونا كفيل بان يوفر فرصا ايضا. ايران التي تتصدى منذ زمن بعيد لعقوبات خانقة، اسعار نفط متدنية وناتج قومي يراوح في المكان، تشهد اليوم احدى الازمات الاعمق والاكثر تحديا التي عرفتها منذ  صعود حكم آيات الله. فالى جانب الفقر والنقص المتفاقم، يتم أيضا تفاقم اضافي في مستوى التهديد المحدق بها من جهة واشنطن. ففي الاسابيع الاخيرة حركت الولايات المتحدة الى المنطقة حاملتي طائرات اخريين. كل هذه وغيرها يشكل مؤشرات مقلقة، وعن حق، للقيادة الايرانية.

في لبنان، حزب الله غارق حتى الرقبة في محاولة لتثبيت نفسه في الساحة اللبنانية الداخلية كـ “حامي لبنان”، في ظل فرز مقدرات لمساعدة مدنية واجتماعية وبالاساس في اوساط معاقل الشيعة. ان المفهوم الذي اعتقد بانه مع انهاء مهامه في سوريا لحماية النظام سيتمكن من التفرغ بقوة اكبر للجبهة مع اسرائيل، دحر في هذه المرحلة الى ايام ملائمة اكثر. مؤشراته على اسرائيل، في شكل شق السياج الاسبوع الماضي كرد على  هجوم اسرائيلي، ليست سوى محاولة عقيمة، تستهدف كسب الوقت. وذلك بينما تغرق المنظمة في معالجة معاقلها المدنية، تحت اضطرارات مالية متفاقمة.

في سوريا المدمرة، لن يكون ممكنا مقارنة خطر الكورونا ابدا بالمشاكل الاخرى ومشكوك أن يكون الحكم يضع الموضوع في رأس اهتماماته. فالابقاء على المسارات البرية الى العراق ومنه الى ايران مفتوحة يشير الى أن الحاجة الى تعزيز المحور الشيعي وتعاظمه لا يزال في رأس سلم الاولويات الاعلى. ولكن من الصعب التصديق بان يكون الشريك الروسي، القلق من تعاظم الوباء في الداخل، سيواصل تخصيص المقدرات لترسيخ المعسكر الشيعي. يحتمل أن يقلص تدخله الذي على اي حال يوجد منذ زمن ما في ميل تقلص. ورغم ذلك، يشدد على أن المحور الشيعي لا يزال مصمما على تحقيق تطلعاته لتوسيع الانتشار في المنطقة. فايران مستعدة لان تستثمر من مقدراتها المتقلصة في تعميق تواجد الميليشيات في العراق وفي سوريا، العمل على التقدم العنيد في مشروع دقة الصواريخ وتسليح حلفائها وفوق كل شيء، فانها لا تتخلى عن ورقة النووي التي تشكل من ناحيتها بوليصة تأمين استراتيجية حيوية.

على فرض أن الضغط الاقتصادي في الاشهر القريبة القادمة على ايران وفروعها سيبقى بل وسيتعمق والضغط الامريكي لن يقل ستتسع الاحتجاجات الشعبية في الساحة الداخلية والنظام سيضطر الى تخصيص مقدراته للانشغال بها عن كثب. في ظل مثل  هذا الواقع،  تقع في ايدي اسرائيل والولايات المتحدة فرصة لاعادة تصميم الخطوط الحمراء، التي تآكلت في السنوات الاخيرة في ضوء تعزيز القوة الاقليمية لايران. في  هذا الاطار يجب  أن تتضمن الحملة ثلاثة عناصر  عمل  مركزية:

أولا، تشديد الضغوط الاقتصادية. رغم  الاثار الانسانية فان فيها ما يعمق الضغط المدني الداخلي على النظام، لتغيير سلم اولوياته الوطنية، من  النووي الى البنى التحتية الوطنية ومن تمويل الميليشيات الاقليمية ووسائل  القتال  الى اماكن  العمل والغذاء.

ثانيا، ينبغي استغلال الضعف في اوساط القوى الشيعية في سوريا لتفعيل مركز ومصمم لخطوات عسكرية لتدمير منظومات تعاظم  القوى الدقيقة في سوريا وفي لبنان، في  ظل ابعاد القوات الشيعية من سوريا الى لبنان. وكل هذا في  اعمال حكيمة، دون اعتراف علني بالمسؤولية منعا للتصعيد.

ثالثا، ينبغي تفعيل منظومة اعلان ونزع شرعية غايتها تشديد الضغط الداخلي على النظام في ايران، في سوريا، في العراق وفي لبنان. هدفها تجسيد الحاجة الى تغيير عميق في سلم الاولويات الوطنية – الى الاقتصاد، الى الصحة والى الامن الاجتماعي، بدلا من الحرب ضد اسرائيل والولايات المتحدة.

في السطر الاخير، فان الكورونا والضعف المؤقت  الذي علق فيه المعسكر الشيعي يسمح للحلف الاسرائيلي – الامريكي باعادة تصميم المجال الجغرافي – السياسي في الشرق الاوسط.

في ظل أزمة الكورونا واسعار النفط المتدنية والاستقرار الاساسي في الدول القاعدة للمعسكر الشيعي، تتوفر  فرصة مشكوك أن تتكرر، لابعاد كبير  لايران ولفروعها عن تحقيق الحلم في تثبيت تواصل شيعي استراتيجي من الخليج وحتى البحر، يقوم على اساس مظلة صواريخ بعيدة المدى دقيقة ذات قدرة مستقبلية على حمل سلاح نووي.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى