ترجمات عبرية

معاريف – بقلم البروفيسور دورون بار – الحجاج الجدد

معاريف – بقلم البروفيسور دورون بار ، رئيس معهد شيخترلعلوم اليهودية وجغرافي تاريخي يختص في بحث الاماكنالمقدسة في القدس  –14/10/2020

واضح أن زيارة المؤمنين المسلمين من دول الخليج الى القدس ستعقد أكثر فأكثر الواقع المعقد السائد اليوم في الحرم الشريف “.

في اتفاق السلام الذي وقع مع اتحاد الامارات والبحرين لا تذكر الاماكن المقدسة. وفي اتفاق ابراهيم أيضا، الوثيقة المرفقة، التي توجد فيها نظرة رؤيالمستقبل الشرق الاوسط، لا يوجد تطرق لهذه الاماكن. ولكن في الاشهر الاخيرة، في وقت المفاوضات بين  الولايات المتحدة، اسرائيل واتحاد الامارات، سربت بين الحين والاخر تلميحات في أن توقيع اتفاق السلام سيسمح للمؤمنين المسلمين من الخليج الفارسي ان يؤموا الحرم  الشريف (جبل البيت)، المكان الثالث في قدسيته للاسلام، وزيارة المسجد الاقصى. وحسب الرؤيا، فانهم  سيصعدون الى طائرة في دبي، سيهبطون في مطار بن غوريون وفي غضون ساعة سيتمكنون من زيارة المباني المقدسة الاسلامية في القدس.  

لا نعرف كيف ستتطور منظومة العلاقات بين الدول، واذا كان بالتوازي مع سفريات الاسرائيليين الى دبي سيأتي سكان الخليج لزيارة البلاد. على كل حال، واضح أن زيارة المؤمنين المسلمين من دول الخليج الى القدس ستعقد أكثر فأكثر الواقع المعقد السائد اليوم في الحرم الشريف. تحاول اسرائيل  الحفاظ على منظومة العلاقات الحساسة في هذا المكان انطلاقا من الوعي بكونه برميل بارود من شأنه ان يتفجر في كل لحظة معينة.

الجواب على سؤال ماذا سيحصل حين ستصل الباصات الاولى للمؤمنين المسلمين من الخليج الى القدس معقد ومرتبط بهامش العلاقات الحساسة في المنطقة. صحيح أن اسرائيل مسؤولة عن البلدة القديمة وعن مجال جبل البيت ولكن من يدير المكان عمليا هو الاوقاف الاردنية. وتغيير الوضع الراهن سيجر اضطرابات دموية، مثلما حصل في قضية نصب البوابات الالكترونية عند مداخل الجبل في 2017. وسيسمح افراد الشرطة الاسرائيليون لمواطني الخليج بالدخول الى النطاق، ولكن ليس مؤكدا على الاطلاق ان يسمح لهم حراس الاوقاف بالدخول الى المباني الاسلامية المقدسة. فالاسرة المالكة الاردنية والحكومة هناك تخشيان من ان يمس الاتفاق بمكانتهما الخاصة والتاريخية في القدس، وكذا السلطة الفلسطينية تستخدم سلاح الفتاوى كيتردع الحجاج المسلمين من الخليج من زيارة المجال. وفي المستقبل يمكن ان ينشأ وضع بينما تمنع فيه السلطات الاردنية سكان المملكة من زيارة اسرائيل ولايتمكن ايضا الفلسطينيون الذين يعيشون خلف جدار الفصل من الوصول للصلاة في الحرم الشريف، فان سكان الخليج سيدمجون زيارة الى تل أبيب مع اداء الفريضة الدينية في القدس.

كما أن السعوديين مشاركون في هامش المصالح هذا. في القرن السابع نشأ صراع جبابرة بين مركزي القوة الهامين في العالم الاسلامي في حينه. فحكام آل أمية، الذين سيطروا من دمشق  على بلاد اسرائيل، طوروا في القدس مركزا مقدسا جديدا وحاولوا اقناع الحجاج المسلمين باستبدال فريضة الحج في مكة بالحج الى القدس. الخليفة الخامس في سلالة آل أمية، عبدالملك بن مروان، بنى قبة الصخرة الرائعة، وذلك أساسا كي يخلق وزنا مضادا للحج الى مكة. ويخلق التوقيع على اتفاقات السلام مع دول الخليج امكانية يفضل فيها قسم من مسلمين  العالم استبدال الحج الى مكة والمدينة بزيارة الى القدس. ويحتمل أن  يكون هذا الامر  ممكنا بالتعاون مع الاسرة  المالكة  السعودية،  التي تخشى من فقدان سيطرتها الدينية في العالم الاسلامي السنة الامر الكفيل بان يؤدي بها الى التعاون مع الامريكيين ومع الاسرائيليين في هذه المسيرة. كما يجدر التطرق الى النقطة اليهودية. في السنوات الاخيرة  تعاظم ميل الحاخامين لتشجيع الحج اليهودي الى مكان الهيكل الخرب، والشرطة تفرض بتشدد الحظر على صلاة يهودية عامة هناك. نحن عشية  انتخابات مصيرية في  امريكا،  وادارة ترامب  تبحث عن السبل لزيادة تأييد الجمهور الافنجيلي واليهودي. الطوائف الافنجيلية تؤيد الاستيطان اليهودي في يهودا والسامرة وتوسيع وتثبيت الحقوق اليهودية في القدس. وسيسرهم انه بالتوازي مع فتح الحرم الشريف امام الحجاج من الخليج الفارسي سيتسع حق الصلاة اليهودية في جبل البيت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى