ترجمات عبرية

 معاريف– بقلم  اسحق ليفانون – دروسنا من سوريا

معاريف– بقلم  اسحق ليفانون – 17/3/2021

” عقد على نشوب الحرب الاهلية في الدولة المجاورة سوريا، نحن في وضع اسوأ مما كان عليه، والحل لا يبدو في الافق. في هذا الموضوع على اسرائيل أن تستغل توافق المصالح بينها وبين روسيا وتستخدم الخط الساخن بينهما”.

بعد وقت قصير من نشوب التمرد في درعا في جنوب سوريا قبل عشر سنوات، تنبأت الاستخبارات في الغرب برحيل الرئيس بشار الاسد من كرسي الحكم في غضون فترة زمنية قصيرة. واعطى مسؤولون كبار في اسرائيل بضعة اسابيع في اقصى الاحوال الى ان يجتمع امتعته ويسافر الى طهران لقضاء ما تبقى له من عمر. بعد عقد من هذه النبوءات لا يزال الاسد معنا، حي يرزق.

الكثير من الدروس يمكن استخلاصها مما سمي الربيع العربي السوري. كان هنا اخفاق استخباري لم يقدر الوضع على نحو سليم. استخبارات تحلل الوضع وفقا للتطورات على الارض تميل لان تفوت التقدير الدقيق. بالمقابل، فان استخبارات تحلل التيارات التحت ارضية تميل لان تفهم الواقع بشكل أفضل. ان فشل الرئيس اوباما في استعراض القوة والتصميم تجاه استخدام الاسد للسلاح الكيميائي، حسب الشهادات والتقارير المختلفة، فتح كوة واسعة جدا لدخول روسيا الى الساحة السورية. موسكو، التي تطلعت دوما لان تصل الى “المياه الدافئة” في البحر المتوسط، رأت بان الطريق  معبدة امامها. ينشأ الانطباع بانها لا تعتزم المغادرة قريبا.

قررت اسرائيل الابقاء على مسافة عما يحصل لدى الجارة، ولكن ليس لزمن طويل. فالدافع الانساني ادى بها لان  تمد المساعدة الطبية السخية للمحتاجين السوريين الذين قاتلوا ضد الاسد. من هذا لم يتبقَ الكثير، ومشكوك ان يكون كاولئك خلف الحدود ممن يرون من خارج فوهة البندقية. درس آخر هو تعزز قوة حزب الله في لبنان وتموضع ايران في سوريا. جلبنا هذا الى مواجهة عسكرية مباشرة مع سوريا، ايران وحزب  الله.

درس هام آخر هو أن الاسرة الدولية ترى في الاسد الحل، وليس المشكلة. فقد سلمت بحقيقة أن المطالبة برحيله ليست واقعية. عقد على التمرد ونحن في وضع اسوأ مما كان. الحل لا يبدو في الافق، وامكانية الاعمال العدائية كبيرة. يسيطر الاسد اليوم على ثلثي بلاده بعد أن صد اعداءه بمعونة حزب الله، ايران والروس. وهو مدين لهم ، ولا حل  للازمة المضرجة بالدماء لا يضمهم.  لقد تنازل الاسد عمليا عن السيطرة على الحدود السورية. وقرابة 20 في المئة من الحدود البرية والبحرية تسيطر عليها جهات اجنبية. رغم هذا، فان سيطرة الاسد في باقي سوريا تتيح له البقاء لفترة طويلة.  لقد نشأت مناطق نفوذ بحكم الامر الواقع. استقرار نسبي بحكم الامر الواقع. تواجد اجنبي على الاراضي السورية بحكم الامر الواقع. وانعدام حل للازمة بحكم الامر الواقع.

بخلاف كل باقي اللاعبين، فان لاسرائيل اعتبارات خاصة. وباستثناء التواجد الروسي، فان كل باقي اللاعبين في سوريا معادون لاسرائيل. وعليه، فان سلوكها يجب أن يكون خاصا؛ هجمات عسكرية فقط. يمكن أيضا دبلوماسية في قنوات هادئة. موسكو هي الافضل في ذلك. فهي لا تريد ايران، حزب الله او تركيا في سوريا. تريد أن تكون وحيدة هناك. من العجيب أن نرى كم هي المصلحة الروسية تتطابق والمصلحة الاسرائيلية. الخط الساخن بين القدس وموسكو قائم. فهيا نستخدمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى