ترجمات عبرية

معاريف– بقلم اسحق ليفانون – خطيئة التسريبات

معاريف– بقلم  اسحق ليفانون – 11/11/2020

المباحثات بين اسرائيل ولبنان على الحدود البحرية يجب أن تبقى في داخل الغرفة والامتناع عن استخدامها لاغراض داخلية“.

ان تسريبات محافل اسرائيلية الى وسائل الاعلام عن جوهر المحادثات مع لبنان لترسيم  الحدود البحرية تعرقل المحادثات، ومن شأنها ان تمس بفرص التسوية السريعة. تابعت وسائل الاعلام اللبنانية منذ بدء المحادثات ووجدت تقارير تتحدث عن الاجواء، الموعد التالي للقاء، ولا يوجد اي ذكر لمضمون المحادثات في داخل الخيمة في الناقورة.

جاء لبنان الى المحادثات مع غير قليل من التوتر الداخلي. وطالب حزب الله ان يشارك في الوفد اللبناني العسكريون وليس المدنيين كي يضفى على اللقاء طابع عسكري بين طرفين معاديين. وبضغط امريكي، رفض رئيس الدولة ميشيل عون، حليف نصرالله، الطلب واثار التوتر حوله. ينتظر حزب الله فرصة للمس بالمحادثات. وطالب نبيه بري، رئيس البرلمان اللبناني، وهو شيوعي ايضا، ان تكون المحادثات على ترسيم الحدود البحرية ترتبط بالمحادثات على الحدود البرية. وهو الاخر ينتظر في الزاوية. تعالوا لا نساعدهم.

ان المنشورات عن خرائط “استفزازية” عرضتها اسرائيل زعما ردا على تلك التي تقدم بها لبنان – ستدخل فقط الطرفين في حالة دفاع سيكون من الصعب الخروج منها. في محادثات الناقورة، مثلما في كل مفاوضات، تطرح الاطراف مطالبات قصوى، وتتراجع عنها رويدا رويدا وفقا لتطور المحادثات، الى ان تصل الى نقطة اللقاء. اما التسريبات لوسائل الاعلام في مرحلة مبكرة من المحادثات فمحرجة وتتسبب بتشديد زائد للمواقف.

في المحادثات بين اسرائيل ولبنان يوجد ضلعان آخران، يجب مراعاتهما: الامريكيون والامم المتحدة. والتسريبات من داخل المحادثات تصعب عليهم الامور  وتطيل  الزمن للوصول الى تسوية. اما الدبلوماسية الهادئة، عديمة التسريبات، فناجعة اكثر.  

سطحيا توجد مصلحة اسرائيلية ولبنانية للوصول الى ترسيم مقبول من الطرفين. كما يوجد فهم بان اي  من الطرفين لا يريد ان يأخذ شيئا من الطرف الاخر، وبالتأكيد ليس الذخائر خارج المثلث  موضع الخلاف من 860 كيلو متر  مربع. فما بالك أن لبنان واسرائيل اودعا في 2010 لدى الامم المتحدة خرائط مع الحدود التي كل دولة ترى فيها حدودها النهائية. بتعبير آخر، يوجد اساس للمباحثات. والتسريبات التي تفيد بان لاسرائيل خطين، واحد استفزازي وآخر معتدل، تشكل مسا بالمحادثات.

سيجري اللقاء اللتالي بعد بضعة ايام. ينبغي الايضاح للطرف اللبناني بان ما نشر في وسائل الاعلام الاسرائيلية لا يعكس موقف اسرائيل. ينبغي الايضاح للبنانيين الا يقعوا في خطيئة التسريبات. ينبغي ابقاء المحادثات في داخل الغرفة والامتناع عن استخدامها لاغراض داخلية.

ان ترسيم الحدود، عندما يتم، لن يكفي لاحلال الهدوء بين الطرفين. توجد صعوبة لكل طرف في انتاج الغاز أو النفط في منطقة الخلاف حيث  الذخائر في قلب البحر. ويحتمل تداخل لطرف في الطرف الاخر. وللتغلب على هذا طرحت فكرة لا تزال فجة في أن تنتج الشركة الفرنسية توتال التي استأجرها لبنان الغاز في كل المثلث المتنازع عليه وتوزعه بين الطرفين وفقا لمفتاح متفق عليه. وهذا يسمى  تعاون لبناني اسرائيلي من خلال طرف ثالث. كما أن هذا مدخل لاتصالات مستقبلية يمكنها في ظروف معينة أن تتطور الى واقع آخر بيننا وبين جارنا من الشمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى