ترجمات عبرية

معاريف– بقلم اسحق ليفانون – خطأ تكتيكي

معاريف– بقلم  اسحق ليفانون – 28/12/2020

في الوقت الذي يتبقى للرئيس ترامب في البيت الابيض على اسرائيل ان تصلح الخطأ وان تصر على وجود علاقات دبلوماسية على المستوى الاعلى وعلنا.  لقد حصل الملك على ما طلبه في الصحراء ويمكنه ان يثيبنا بالاستجابة لمطلبنا “.

ان الرابح الاكبر من استئناف¬العلاقات  الدبلوماسية مع المغرب هو الملك محمد السادس. كما أن الرابح الاكبر من الاعتراف الامريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية  هو الملك. فالحماسة الظاهرة في البلاد للاستئناف الرسمي للعلاقات مع المغرب مفهومة بسبب حقيقة أن الحديث يدور عن المغرب وعن كل ما تمثله لمئات الاف الاسرائيليين الذين تعود اصولهم الى هذه الدولة الخضراء والجميلة.لقد كانت لنا علاقات رسمية مع المغرب في منتصف التسعينيات، وكمن كان مسؤولا عن تطوير العلاقة  المتبادلة، زرت مرات عديدة بل وكنت ضيفا، مع وزير الخارجية في حينه ايهود باراك في قصر الملك الحسن الثاني. ليس عندي الا ذكريات لطيفة  عن  ذاك العهد.

ودون المساس بفرحة العلاقة المتجددة، ينبغي تبريد الحماسة الى مستوى النظرة السلمية الى الواقع. وكما اسلفنا، فانه رغم العلاقة  الخاصة التي تتواصل منذ سنوات عديدة بين الدولتين، وتضمنت التعاون في كل المستويات بما فيها تلك الحساسة يجدر بنا أن نتذكر بانه مع اندلاع الانتفاضة الثانية، لم يتردد الحسن الثاني والد الملك الحالي في قطع العلاقة معنا واغلاق مكاتب المصالح والممثليات في اسرائيل. في حينه بدا لنا هذا كذريعة.

اما في الجولة الحالية، والتي تختلف جوهريا عما كان في التسعينيات، بعد اتفاقات اوسلو، فليس واضحا لي لماذا لا نزال نتحدث عن فتح مكاتب مصالح ونترك فتح السفارات الى المستقبل. فمقابل استئناف العلاقات الدبلوماسية اعترفت الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. هذه خطوة في غاية الاهمية للمغرب، تستوجب خطوة موازية من جانبه علاقات علنية، وبمستوى السفارات، معنا.اما محاولة استخدام اصطلاحات مختلفة للتملص من الموافقة الصريحة على فتح السفارات – فتثير العجب.

ان الربط الذي بات علنيا بين الاعتراف بالصحراء وبين استئناف العلاقة مع اسرائيل هو في نظري خطأ تكتيكيا واستراتيجيا ايضا. فالصحراء الغربية تشكل جزءا من نزاع مغربي داخلي ليس لاسرائيل اي صلة به. وكان من الافضل ان يُبقينا خارجه. وكان يمكن لقادتنا الذين عالجوا الموضوع ان يطالبوا بان تتم الامور بشكل منفصل وعلى دفعتين: الدفعة الاولى تكون استئناف العلاقات وبعد شهر من ذلك الاعتراف بالسيادة المغربية. وظاهرا على الاقل كان يمكن القول انه لا توجد صلة بين الامرين وليست هامة التفاهمات السرية التي توصلت اليها كل الاطراف.

ان الصحراء الغربية هي في روح المغرب. والنزاع لم يحل بعد. توجد فرصة ويوجد احتمال في ان يستأنف العنف هناك. فماذا ستفعل اسرائيل اذا ما طلب منها الملك ان تؤيد في الامم المتحدة موقف المغرب في هذه المسألة؟ سيتعين على لجان وزارة الخارجية عندنا أن يجدوا صيغة انقاذية تسمح لنا بان نأكل الكعكة ونبقيها كاملة. وأنا اثق بهم. لا ثقة في أن تسير دول في العالم في اعقاب القرار الامريكي، والكثير منها بالتأكيد ستفضل ان ترى ما سيكون عليه موقف الرئيس جو بايدن. والقليل الذي يمكن قوله هو أن مسألة الصحراء هي ليست في رأس اهتمام بايدن. ما يوجد بالفعل في رأس اهتمامه، مثلما في رأس اهتمام الملك محمد السادس، هو المسألة الفلسطينية.

في الوقت الذي يتبقى للرئيس ترامب في البيت الابيض على اسرائيل ان تصلح ا خطأ وان تصر على وجود علاقات دبلوماسية على المستوى الاعلى وعلنا. لقد حصل الملك على ما طلبه في الصحراء ويمكنه ان يثيبنا بالاستجابة لمطلبنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى