ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  اسحق ليفانون  – حلول دائمة

معاريف – بقلم  اسحق ليفانون  – 1/6/2021

” المواجهة بين اليهود والعرب وجودية. الصراع مع غزة امني سياسي والتسوية مع الفلسطينيين ايديولوجية. الان يجب حل هذه المسائل الثلاثة من جذورها “.

بعد أن وضعت المعارك أوزارها في غزة وتوقفت النار، صعدت الى السطح ثلاثة مواضيع أصيلة. علينا أن نعالجها ثلاثتها بلا ابطاء. المواجهات بين اليهود والعرب الاسرائيليين هي وجودية. المواجهة مع حماس والجهاد الاسلامي هي سياسية في اساسها. التسوية الدائمة مع الفلسطينيين هي ايديولوجية.

كمن ولد وتربى في بلاد عربية، فاني على وعي بالمعنى الذي توليه الدول العربية للرموز. فهي جزء من طبيعة الدولة. وهي تعبر عن الفكر والقناعة الذاتية. عندما لا يرفع المتظاهرون العرب الاسرائيليون الا الاعلام الفلسطينية في المظاهرات ويمتنعون تماما عن استخدام العلم الوطني فانهم على وعي بانهم يرفعون علما يعود لكيان آخر غير اسرائيل وهذا ما يقصدونه. عندما يكرر المتظاهرون في المظاهرات في اراضي اسرائيل النداء “سيف النبي محمد سوف يعود”، فانهم يتحدثون الينا. علينا ان ننصت الى هذه النداءات لانها خطيرة جدا.

يشكل العرب الاسرائيليون نصيبا معتبرا من عموم السكان الاسرائيليين، ولكنهم أقلية. يستحقون الحقوق الكاملة مثل كل أقلية في العالم. والسلطات الاسرائيلية ملزمة بان تحرص على هذه الحقوق. على الاقلية العربية أن تحرص الا تجتاز الخطوط التي تتجاوز هذه الحقوق. كلما ازداد من يرون أنفسهم اسرائيليين ويرفعون اعلام اسرائيل، ستبدأ عملية الوعي التي ستؤدي بالضرورة الى التعايش المنشود. اذا لم يحصل هذا، يوجد خطر في أن نقترب مع الوقت الى منطقة خطيرة تميز بين مواطن الدولة وبين المقيم فيها. وعليه، فينبغي العمل على دمج عرب اسرائيل الاجتماعي الكامل في  ظل الحفاظ على تميزهم الثقافي.

اما المواجهة في غزة فهي كما أسلفنا في اساسها سياسية – أمنية. لا توجد دولة في العالم، حتى الاكثر ضعفا وبعدا، ستقعد مكتوفة الايدي عندما تمطر عليها الاف الصواريخ. عندما تقدما في المحادثات مع الفلسطينيين، بعد اوسلو، كان واضحا للطرفين ان الدولة الفلسطينية المستقلة ستكون مجردة من السلاح. في حينه كانت غزة جزءاً من السلطة الفلسطينية. ولا يزال مبدأ التجريد ساري المفعول حتى بعد أن فكت حماس ارتباطها بالسلطة. يجب العودة الى فكرة تجريد غزة بكل القوة لان غزة نقية من السلاح هي الوصفة لرفاه سكانها ولهدوء طويل المدى.

بالنسبة للتسوية مع السلطة الفلسطينية، في الظروف السائدة اليوم، فان حلا دائما لرضى الطرفين ليس واقعيا. فالفجوة واسعة جدا. وتحقيق اتفاقات محدودة، وبالتدريج، يؤدي بنا بأمان الى الحل الدائم. في كل مرحلة ستتعزز الثقة المتبادلة ويكون ممكنا التقدم نحو اتفاق آخر. اعادة الثقة هي أمر ضروري.

لما كانت  بيننا خلافات في كل موضوع وموضوع تقريبا، مما يجعل من الصعب خلق موقف موحد، فاني اكرر اقتراحا قديما سبق أن طرحته: استخدام طريقة الاستفتاء الشعبي. يطرح سؤال واضح وبسيط للشعب، وهو يجب بنعم أو لا. والجواب يكون ملزما. لا يجب الخوف من الاستفتاءات الشعبية. اسألوا سويسرا. هذا ناجح. عشت هناك ورأيت فضائلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى