معاريف – بقلم اسحق ليفانون – الهدف : سوريا

معاريف – بقلم اسحق ليفانون – 27/11/2019
مثلما أوضحت اسرائيل بانه اذا تحدانا حزب الله عسكريا، فان لبنان نفسه سيتضرر – هكذا ينبغي تبليغ دمشق بانه اذا هاجمتنا ايران، فان سوريا ستعاني.
قبل نحو ثماني سنوات نشبت حرب اهلية في سوريا. وفي حينه كان تقدير افضل خبراء الاستخبارات عندنا وفي العالم ان أيام نظام بشار الاسد معدودة. فقد اعطى الاسخياء منهم الطاغية في الشمال ثلاثة اشهر. وبدأ الكثيرون يستعدون لفترة ما بعد اسقاطه. وقد خاب ظن الجميع. لقد تغير الوضع اليوم مرة اخرى في صالح الاسد. يعرف الرئيس السوري كيف يوجه ويجند المؤيدين: ايران، حزب الله ولاحقا روسيا أنقذوه وانقذوا نظامه.
وقد عاد اليوم ليسيطر على معظم اراضي سوريا. ولم تعد أي دولة تشترط الحل السياسي في الدولة بخروجه من الحكم واحد لا يشكك بشرعيته.
اذا كان هذا هو الوضع، فيجب الايضاح للاسد باننا نرى فيه مسؤولا عما يجري في ساحته، ومن الافضل له ان يقيد النشاط الايراني الذي من شأنه ان يمس بحكمه. ضربات مباشرة من جانبنا لاهداف ايرانية في سوريا تضعنا على مسار الصدام المباشر مع طهران. اما الاسد، الذي يسمح لهذا أن يحصل ويدع الايرانيين يبنون في بلاده قدرات عسكرية ضدنا، فيما هو ينظر من الجانب المحصن من كل عقاب، فيجب ان يتغير.
ان ضربنا لمصالح حيوية سورية، والايضاح للاسد بان نظامه في خطر بسبب ما يسمح به للايرانيين عمله في بيته، كفيل بان ينتج ضغطا سوريا على حزب الله وعلى الايرانيين لتقييد نشاطهم. كما سيؤدي هذا الى تدخل روسي لدى الاسد بهدف تقييد الايرانيين، كي لا تفقد موسكو انجازاتها العسكرية والسياسية في سوريا.
قريبا ستنتهي الحرب وسوريا ستنتقل الى مرحلة الحل السياسي للازمة. في هذا الاطار يجب المطالبة باخلاء كل القوات الاجنبية من اراضيها. اما ضرب نظام الاسد فسيشجعه على قبول مخطط الحفاظ على الوحدة الاقليمية لبلاده نقية من القوات الاجنبية.
يدعي الايرانيون بانهم يتواجدون في سوريا بناء على طلب من دمشق . هذا صحيح، ولكنه ذريعة قديمة ومكشوفة لغرض البقاء في المنطقة. وفقط اذا ما شعر الاسد بان حكمه قد يتضرر، فانه سيطلب من الايرانيين الامتناع عن اعمال من شأنها ان توقع مصيبة عليه. ومثلما أوضحنا ما هو الثمن الذي سيدفعه لبنان على اعمال معادية من حزب الله ضدنا واستوعبت الرسالة في بيروت – حان دور دمشق لسماع هذا منا.