معاريف – بقلم اسحق ليفانون – أدوات متداخلة

معاريف – بقلم اسحق ليفانون – 6/9/2020
“ حان الوقت لان يتلقى لبنان علنا رسالة حازمة منا فيستوعب جدية نوايا القدس بشأن ردها اذا ما اصيب رجالنا او جنودنا بأذى“.
اذا كان لاحد ظل شك في ان دولة لبنان الرسمية والتنظيم الارهابي حزب الله هما كجسم واحد فقد جاءت الحادثة في كيبوتس منيرا كيف تذكرنا بهذا الواقع البشع. من اطلق النار على جنودنا في منيرا كان رجال حزب الله ، أما من اشتكى ضدنا لمجلس الامن فقد كانت بالذات حكومة لبنان. وبمناسبة عاشوراء، وهو الاحتفال الديني الذي يجلد فيه الشيعة انفسهم، هدد نصرالله بالثأر من اسرائيل ومرت حكومة لبنان عن ذلك مرور الكرام.
الجيش اللبناني لم يحذر حزب الله من رد ضدنا، حين سمع كل العالم نصرالله يعلن بانه يريد الثأر لموت احد رجاله في سوريا. كما أن الجيش اللبناني لم يمنعه من اطلاق النار على جنودنا في منيرا. الجيش اللبناني هو الوحيد الذي يسمح له بحمل السلاح قبل الحدود مع اسرائيل. وهو مسؤول عن منع الاخرين من عمل ذلك بموجب قرار مجلس الامن 1701، الذي اتخذ بعد حرب لبنان الثانية.
شخصان، يحملان ذات اسم العائلة، ولكنهما غير قريبين، يبسطان رعايتهما على حزب الله، الاول هو رئيس الدولة، ميشيل عون، الذي اقام حلفا استراتيجيا مع حزب الله جعله يحظى بكرسي الرئاسة. وبالتالي، يوجد له دين لنصرالله. الثاني، هو جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني الذي لا يفوت اي فرصة كي يطلق تصريحات تهدد اسرائيل بروح شعارات حزب الله.
هذان الشخصان يوجدان في مركزي قوة هامين في الفسيفساء السياسية اللبنانية الداخلية. لرئيس الدولة، ميشيل عون، صلاحات واسعة لا يمكن تجاوزها، بينما قائد الجيش هو المرجعية لادارة شؤون الدولة في حالة الطواريء. وقبالتهما ماذا نرى؟ تصريحات سياسية، مقالات رأي وبعض الضغط الدولي.
يشخص حزب الله ضعف معارضيه ويفعل كما يشاء. وهو يتصرف وكأن الانفجار في مرفأ بيروت، الذي وقع الشهر الماضي لم يحدث كارثة خربت جزء كبيرا من العاصمة، خلفت مئات القتلى والاف الجرحى؛ وكأنه لم يسمع الاتهامات الموجهة له كمسؤول عن تخزين الامونيا في المرفأ والذي تسبب بالكارثة؛ وكأن المحكمة الدولية في لاهاي لم تعلق اغتيال رئيس الوزراء الحريري على رقبة حزب الله. وهو ببساطة يتجاهل كل هذا.
الشخص الوحيد الذي يقف امام حزب الله بكل الصلاحيات الاخلاقية والدينية هو البطريارك الماروني بشارة الراعي، رئيس الكنيسة الذي في مواعظه الاسبوعية يدعو الى الاعلان عن لبنان دولة حيادية بل وطلب جمع السلاح المخبأ في قلب السكان المدنيين؛ تلميح شديد الوضوح بسلاح حزب الله.
لا ينبغي لاسرائيل أن تعفي حكومة لبنان من المسؤولية عما يجري على اراضيها. فعلى لبنان ان يمنع تواجد مسلحين من حزب الله قرب الحدود مع اسرائيل.
تكثر الاصوات ضد حزب الله، وعليه فقد حان الوقت لان يتلقى لبنان علنا رسالة حازمة منا فيستوعب جدية نوايا القدس بشأن ردها اذا ما اصيب رجالنا او جنودنا بأذى.
******



