ترجمات عبرية

معاريف – بقلم ألون بن دفيد – قطر الهدف السياسي الإسرائيلي القادم

بقلم ألون بن دفيد  – معاريف 25/10/2020

هذا الأسبوع تبيّن تحت الأرض أن حركة حماس مستمرة في الاستعداد لمحاربة “إسرائيل”، وفق الأرض جهود سرية من أجل مأسسة العلاقات بين قطر و”إسرائيل”.

بدون التقليل من اهمية اتفاق التطبيع مع السودان الذي أعلن عنه الجمعة، إلا أن الاختراق أمام قطر يعتبر تغيّر جوهري في ميزان القوى في المنطقة، وتعزيز فرصة تهدئة مستقرة في قطاع غزة، هذا طبعاً مرتبط بنتائج الانتخابات الأمريكية.

الأنباء المتعلقة بالكشف عن النفق على حدود قطاع غزة  تركزت على نجاح وفعالية الجدار تحت الأرض الذي تمت إقامته على طول حدود غزة، إلا أن النجاح حسب وصف بن دافيد، كان لمنظومة متكاملة، إلى جانب العائق تحت الأرض، توجد منظومة مخابراتية وعلمية أثبت هذا الأسبوع على أنها قادرة على جمع كل الإشارات، وتحويلها لتوصيات واضحة تحدد مكان وجود النفق، في محاولة الحفر الثانية أصاب الحفار النفق، والتي لم يتجاوز عرضه ال 70 سم، وهذا حتى قبل تركيب كامل التكنولوجيا التي يحب أن تكون جزء من العائق تحت الأرض.

لتحدي هذا النفق، والاستعداد للمواجهة القادمة، حفرت حماس عمق استثنائي لهذا النفق وصلت لعشرات الأمتار، وربما كانت محاولة من جهة حماس للنزول تحت النفق، طول النفق قرابة كيلو ونصف الكليو متر، ومربوط مع شبكة أنفاق دفاعية في خانيونس.

عملية حفر هذا النفق استمرت شهور طويلة، وكلف أكثر من مليون دولار، ومئات ساعات العمل، وبعد شهر سيستكمل العائق تحت الأرض على حدود غزة، حينها يمكن القول أنه تم القضاء على خطر الأنفاق من قطاع غزة.

حقيقة أن حماس مستمرة في الاستعداد للحرب أمنامنا غير مفاجئ قال المحلل العسكري الإسرائيلي، في المنطقة بكامها الكل يتسلح وبعزز قوته، ولكن حقيقة أن عناصر حركة حماس شاهدوا بأعينهم كيف تنزع منهم “إسرائيل” كنز، ونحلوا بضبط النفس رغم ذلك، مؤشر على أن حماس معني بتهدئة لا بمواجهة.

والصور من داخل النفق التي التقطها الجيش الإسرائيلي، ستعرض على الوسطاء القطريين والمصريين، وسيعرض عليهم طلب إسرائيلي قطعي، لن تكون تهدئة في قطاع غزة مادامت حماس مستمرة في حفر الأنفاق.

هنا، ستدخل قطر للصورة، القطريون مع الأتراك هم الرعاة لجماعة الإخوان المسلمين في المنطقة، ومن ضمنهم حركة حماس، حتى الآن قطعوا طريقاً طويلاً، الدولة التي اعتادت إدخال أموال من تحت الطاولة للذراع العسكري لحماس في قطاع غزة، تساعد حماس بشكل علني في العامين الأخيرين، اتصالات أجريت مع قطر مؤخراً، ضمنت مساعدات قطرية مستقرة لقطاع غزة حتى نهاية العام الحالي، وفي العام القادم.

الجهود المبذولة الآن تهدف لإقناع قطر التوقف عن توزيع الأسمال على سكان قطاع غزة، إلى توزيع شباك الصيد، وبدلاً من مصروف الجيب لعشرات آلاف العائلات في قطاع غزة، أن تقدم مشاريع تجعل غزة تقف على رجليها، يوجد نوايا قطرية للذهاب بهذا الاتجاه، وعلامات السؤال على الجانب الإسرائيلي، والتي تشترط أي تقدم أمام قطاع غزة باستعادة جثامين الجنود والمفقودين من القطاع.

صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس سيكون لها ثمن، حماس لن تحصل فيها على كل مطالبها، و”إسرائيل” لن تحصل على صفقة بدون ثمن، وقيادة حركة حماس تفهم ذلك، إلا أن القيادة الإسرائيلية لم تقرر بعد إن كانت جاهزة لدفع ثمن كهذا لاستعادة الجنديان والمدنيان.

المفتاح لمأسسة العلاقات مع حركة حماس يكمن في قدرة الولايات المتحدة و”إسرائيل” في إصلاح العلاقات بين قطر وجيرانها في الخليج، وإزالة الكراهية المتزايدة بين مصر وقطر ستكون صعبة جسر الهوة فيها،  تصريحات وزير المالية الأمريكي الذي زار قطر، تشير لإمكانية إصلاح العلاقات بين قطر والإمارات والسعودية والبحرين.

لقطر كانت دائماً رغبة في التأثير على مستوى الإقليم، لهذا أسست قبل 24 عاماً قناة الجزيرة، التي لها تأثيرها في المنطقة، وكانت أحد عوامل إشعال الربيع العربي، كما كان لقطر تدخلات كثيرة في الشؤون الداخلية للدول العربية، من خلال المساعدة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، أومن خلال دعم متمردين في سوريا وليبيا.

مملكة الغاز الصغيرة دائما حرصت في الجلوس على الحدار، تكون حليف قريب من الصين، وتحاغظ على علاقات جيدة مع إيران، وتستضيف على أراضيها معسكر كبير لسلاح الجو الأمريكي، وفي سنوات ال 90 أقامت علاقات علنية مع “إسرائيل”.

وكانت قناة الجزيرة من أولى القنوات في العالم العربي التي وفرت منصة للمتحدثين الإسرائيليين، على الرغم من الخط الواضح المعادي ل”إسرائيل” في بثها الآن، بعد ست سنوات من مقاطعة جيرانها، تريد العودة إلى العالم السني، وتعتقد أن بإمكان إسرائيل تمهيد الطريق لها.

خلال الأيام القادمة سيحتفلون هنا بالعلاقات مع العروس الإفريقية الحديدة السودان، والتي تظهر وكأنها اغتصبت للدخول في علاقة زوجية مع “إسرائيل”، ولكن بعد السودان، تظهر قطر الاختراق الجديد القادم بالنسبة ل “إسرائيل”، وإن تم ذلك، فسيكون الأمر عبارة عن إنقلاب.

* الون بن دافيد المحلل العسكري الإسرائيلي للقناة 13 العبرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى