ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  أفرايم غانور – اليوم التالي

معاريف – بقلم  أفرايم غانور – 3/1/2022

” في الوقت الذي يقف فيه الموضوع الايراني على رأس جدول الاعمال مرغوب ان نتعلم من التاريخ: حتى الهجوم العسكري الاكثر نجاحا قد يتسبب بنتائج محملة بالمصيبة “.

في الشهر الماضي، في 7 كانون الاول، احتفلت الولايات المتحدة واليابان 80 سنة على الهجوم المفاجيء الفتاك لطائرات الامبراطورية اليابانية على بيرل هاربر الذي في هاواي، في حينه القاعدة المركزية للجيش الامريكي في المحيط الهاديء؛ هجوم ترك أثره العميق في  الوعي الامريكي كوصمة عار قومية واساسا كالفشل الاستخباري الاخطر في تاريخ الولايات المتحدة، حتى عمليات 11 ايلول. كان الهجوم الياباني مخططا جيدا والحق بالامريكيين خسائر فادحة: 2.402 جندي و 571 مواطن قتلوا، واصيب نحو 1.750 آخرين.

كان الدافع المركزي للهجوم الجسور اياه هو تطلعات قومية تطورت في حينه في اليابان كان هدفها التوسع والسيطرة اليابانية على مناطق اخرى في المحيط الهاديء وفي آسيا. وشدد هذا الميل في حينه التوتر بين الامبراطورية اليابانية وبين الولايات المتحدة وادى الى فرض عقوبات امريكية اقتصادية على اليابان بينها حظر النفط واغلاق  قناة بنما امام السفن اليابانية.

في غداة الهجوم اعلنت الولايات المتحدة الحرب رسميا على اليابان، فيما أنه في رد مضاد اعلنت المانيا النازية وحليفتها ايطاليا الفاشية الحرب على الولايات المتحدة. عمليا هجوم  اليابانيين الذي كان هدفه طرد الامريكيين من ساحة المحيط الهاديء، ادت بالامريكيين للانضمام الى الحرب العالمية الثانية في جبهة اوروبا وشمال افريقيا واساسا اصبح سهما مرتدا ضد اليابان التي لم تتوقع على نحو سليم الرد الامريكي على عار بيرل هاربر. بمعونة حلفائها بريطانيا، استراليا، نيوزيلندا، كندا وجنوب افريقيا ادارة الولايات المتحدة ضد اليابان حرب ابادة لاربع سنوات انتهت في 6 آب  1945 مع القاء القنبلة الذرية الاولى في التاريخ على هيروشيما. في اعقاب ذلك، اعلن الامبراطور الياباني عن استسلام بلا شروط للامريكيين وهكذا انتهى احد الفصول الاكثر ظلامية في التاريخ الانساني. 

قصة الهجوم على بيرل هاربر التي نأتي بها هنا ذات صلة أساسا في ضوء النقاش المحتدم الجاري هذه الايام في دولة اسرائيل حول النووي  الايراني وسبل التصدي لهذا التهديد الحقيقي على وجود دولة اسرائيل. لا خلاف  في أن دولة اسرائيل لا يمكنها أن تسمح بوجود قدرة نووية لمن يعلن عن نيته ابادتها. غير أنه في الوقت الذي يقف فيه الموضوع الايراني في رأس جدول الاعمال، مرغوب فيه ان نتعلم من التاريخ. قبل الخروج الى حرب مزعومة على النووي الايراني، بكل الاكاذيب عن خطط الهجوم والابادة – ان نعد سيناريو لـ “اليوم التالي”: كيف ستبدو دولة اسرائيل، وكيف سيبدو الشرق الاوسط والعالم عموما بعد هجوم اسرائيلي وضربة فتاكة للنووي الايراني؟ 

من التاريخ القريب، مثلما ايضا من اخطاء اليابانيين في بيرل هاربر، تعلمنا ان حتى الهجوم العسكري الاكثر نجاحا من شأنه ان يؤدي الى نتائج محملة بالمصيبة. ليس صدفة أن حتى قبل نحو عقد عندما كنا قريبين جدا حسب المنشورات من هجوم على النووي الايراني، اوقف الخطة معارضون ذوو وزن في مواقع حسم في المنظومة الامنية لاسرائيل ممن فكروا باليوم التالي.  وكما تقول العبارة: “في الحرب يعرف الناس كيف يدخلون اليها لكنهم لا يعرفون كيف يخرجون منها.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى