ترجمات عبرية

معاريف: بغياب استراتيجية ستبقى إسرائيل بلا طريق بلا هدف

معاريف 20/8/2024، آفي أشكنازي: بغياب استراتيجية ستبقى إسرائيل بلا طريق بلا هدف

قبل أيام كتبت عن أحد سكان المركز الذي وصل الى زرعيت على حدود الشمال ورأى اشغال بناء السور الواقي، في الجانب الإسرائيلي من الحدود. عندما سأل عن معنى الاشغال، اجابه المقاول بان هذا “سور واقٍ” من النار من لبنان. قال الضيف للمقاول معقبا انه “في الكوكب الذي جئت منه، الضعيف يحيط نفسه بالاسوار اتقاء للقوي”. إسرائيل تصعد في الأيام الأخيرة وتيرة القتال في قطاع غزة. حي حمد في خانيونس، في ضواحي دير البلح، حي تل السلطان في رفح. الجيش الإسرائيلي سينهي العمليات في غزة. سيصفي بضع عشرات من الاخرين من المخربين، يأتي ببضع اسرى يسلمون انفسهم بلا معركة، يكشف بضعة انفاق أخرى ويفجرها. 

كل هذا يفعله الجيش الإسرائيلي بنجاعة منذ نحو سنة. غير أن في هذه الاثناء في الشمال يجري روتين قتال. الحقيقة ان هذه تبدو مثل معركة ضربات يومية. إسرائيل تضرب مخازن ذخيرة، قيادات، نشطاء لحزب الله. وردا على ذلك تنطلق من لبنان صواريخ ومُسيرات. أمس انتهى هذا مرة أخرى بألم. المقاتل من الجيش الإسرائيلي الرقيب محمد عمرية قتل بإصابة مُسيرة. ضابط آخر أصيب بجراح خطيرة. 

قبل وقت ما ادعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بانه على مدى فترة والجيش الإسرائيلي يراوح في المكان في القتال في غزة. كانت هذه محاولة واحدة أخرى من المستوى السياسي لاضعاف المستوى العسكري جماهيريا. بالمناسبة، لم تكن هذه هي المحاولة الأولى ولن تكون الأخيرة. فالمستوى السياس، كما يبدو، ينشغل بغير قليل من الأمور التي تبدو انها ليست بالضبط إدارة فاعلة مهنية للحرب. 

لا تدير دولة إسرائيل هنا الأمور، بل تجر اليها. اقوال المستوى السياسي عن الجيش هي محاولات للانشغال بالإجراءات وليس بالجوهر، مثلما قال في موضوع آخر في الماضي النائب السابق ايتان كابل. 

لقد فرضت حرب السيوف الحديدية على إسرائيل في 7 أكتوبر. بعد معارك صد قاسية خاضها الجيش الإسرائيلي، خرجنا الى الهجوم. حكومة إسرائيل حددت أهدافا للحرب: تفكيك القدرات العسكرية والسلطوية لحماس وإعادة المخطوفين. جميل جدا، لكن هذا هو. هنا توقف المستوى السياسي. من هنا بدأت إسرائيل تنجر. بلا طريق، بلا هدف. 

كان ينبغي للحكومة أن تسير يدا بيد مع الجيش، الشباك، الموساد، المؤسسة الاقتصادية، رؤساء الصناعة ورؤساء السلطات المحلية. فالحرب تدار ليس فقط باستخدام الضغط العسكري بل وبتوجيه كل القدرات العسكرية والمدنية الى هدف واحد. الاستراتيجية تفكك الى تكتيك: تفصيل المهام، تحديد جدول زمني، إدارة أوضاع وردود أفعال. في كل يوم تجرى رقابة وتحديثات للتحسين وللتثقيف. 

كان ينبغي لدولة إسرائيل ان تنفذ هذا في كل المنظومات السياسية: حيال المنظومة المدنية، الاقتصاد، جهاز التعليم (فيما انه بعد أسبوعين تبدأ السنة الدراسية الجديدة) – وبالطبع في المفاوضات لاعادة المخطوفين. 

هذا الأسبوع وصلنا الى درك اسفل في انعدام القيادة لدى إسرائيل. وجدنا الدولة مرة أخرى تنجر. من قبل الجميع – من الولايات المتحدة، الصديقة الأكبر عبر الوسطاء وحتى حماس. وذلك حين يكون الذئبان ايران وحزب الله يجلسان في انتظار الفرصة للهجوم. في هذه اللحظة هم مردوعون. ليس بسبب إسرائيل، بل بسبب الائتلاف الذي بنته الولايات المتحدة. 

مصر وقطر تحاولان الارتجال كل مرة من جديد في اعقاب المطالب – الاحابيل من المستوى السياسي الإسرائيلي. كل مرة يطرح شيء ما جديد. مرة تفتيش في المفترق، بعد ذلك فيتو على أسماء المخربين المحررين والان سور فيلادلفيا. 

على إسرائيل أن تفهم بان هكذا لا يمكن التصرف. وانه للمفاوضات يأتي الناس بوضوح وتركيز. لا يتحدثون بلا نهاية، بل يضعون المطالب على الطاولة. بضعة مطالب مبدئية: تحرير المخطوفين، حرية عمل في غزة وخطوط تجريد من السلاح وقطيعة في الحدود المصرية وفي الحدود حيال إسرائيل. هذا هو، قصير ومصيب. الى جانب الأمور يجب أن يتحدد جدول زمني وتعليمات للجيش. كيف يصعد ضغط فاعل، بما في ذلك على الذئاب الذين يجلسون ويراقبون. الذئاب هم في واقع الامر هم من يقررون الوضع. رأينا كيف أدت القوة التي حشدتها الولايات المتحدة هنا في المنطقة بايران وحزب الله لان يعيدا احتساب المسار. وبالمناسبة، ليس لأول مرة منذ 7 أكتوبر.

  كل هذا يسمى استراتيجية. لاسفنا، بغياب استراتيجية ستبقى إسرائيل تنجر. وحتى اسوار الدفاع، في الشمال او في الجنوب لن تغير الوضع. من هنا تطرح الأسئلة الى أين نسير وحتى متى. مشكوك ان يكون لاحد ما الجواب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى