ترجمات عبرية

معاريف: بعد سقوط 7 أكتوبر نهضنا واستعدنا انفسنا وحققنا نصرا مذهلا

معاريف 2/10/2024، بن كسبيت: بعد سقوط 7 أكتوبر نهضنا واستعدنا انفسنا وحققنا نصرا مذهلا

في 15 أيلول 2023، عشية رأس السنة لم نكن نعرف ما ينتظرنا. كنا عاصفين، كنا ممزقين ومنقسمين، كثيرون منا كرسوا معظم وقتهم، جهدهم وحياتهم لما رأوه ككفاح في سبيل البيت، الديمقراطية والوطن. لكننا لم نعرف اننا سنشتاق لاحقا لكل هذا. لم نتوقع أي بوابات جحيم ستنفتح علينا. سارت حياتنا بمجال المعقول. العمل، الأعياد، الاجازات، الأبناء، المهام، الرحلات الى الخارج، الخطط للمستقبل. مواطنو دولة مستقلة، مزدهرة، قوية وآمنة. نسبيا. الى أن جاء السبت إياه وسقطت السنة. علينا جميعا. 

كانت هذه السنة الأصعب في تاريخنا. في حرب التحرير كان هنا أمل. في حرب الأيام الستة انتشرت هنا نشوى. في يوم الغفران كانت صدمة حلت محلها أجراس السلام. بعد ذلك كانت انتفاضتان وحروب قصيرة واساسا “جولات”. لكن الحياة سارت في مسارها. كان واضحا لنا أننا هنا، واحد لن يتمكن من تغيير هذا.

وعندها جاء 7 أكتوبر. عالمنا القديم انهار تحته. لا امل ولا نشوى بعد ذلك. حل محلهما الرعب. من مكانة قوة عظمى عالمية وإقليمية تلعب في اعلى المستويات بين الاخيار في كل المجالات، تحولنا بين سبت كابوسي وضحاه الى دولة فاشلة، نازفة، متوقفة، تلعب جراحها وتنتظر ضربة الرحمة من اعدائها الذين يتجمعون حولها، عطاشى لدمها. 

اكتشفنا ان الجيش الإسرائيلي ليس كلي القدرة. أحيانا لا يكون. اكتشفنا أن استخباراتنا الفاخرة يمكنها أن تنهار الى فشل رهيب آخر، بعد خمسين سنة بالضبط من سلفه. اكتشفنا ان العائق في غزة لم يعد غير قابل للاجتياز بل العكس مخترق تماما. اكتشفنا ان حماس ليست عصابة حفاة بل منظمة مصممة، مركزة، إجرامية، متزمتة وعطشى للدماء. اكتشفنا كم نحن هشون. كل ما آمنا به انهار امام ناظرينا.

وحتى فرضية العمل الأساس، الفكرة التي نعتمد عليها تشققت وتفككت تحتنا: حقيقة أن وجود إسرائيل مضمون لاجيال الى الامام. في صباح سبت 7 أكتوبر استيقظنا في دولة واثقة ولا يمكن هزيمتها. في ليل ذاك اليوم ذهبنا للنوم (لكننا لم نغفو) في دولة مضروبة، هائمة، مهزومة. الى جانب اسم “إسرائيل” لاحت حتى ذاك اليوم علامة تعجب. فجأة تحولت الى علامة استفهام. مفاهيم مثل “خطة الإبادة” لإيران طلت في قاموسنا. القوة العظمى الإسرائيلية أصبحت مظلومة، طفلا يتلقى الصفعات في الحارة. حياته متعلقة، بترنح بشعرة. 

اليوم، مع نهاية سنة الكابوس هذه، يمكن أن نقرر منذ الان اننا انتصرنا. الدولاب انقلب. طوق النار حولنا، يحترق. هذا المقال كتب قبل ان تطلق الجولة الأولى من الصواريخ الباليستية من ايران الى إسرائيل. سنتناولها بشكل منفصل. اما الواقع فقد استدعى لنا الان النزال الحقيقي مع رأس الافعى الحقيقية: ايران. الظروف في صالحنا. كلب الهجوم، حزب الله، المعد لحماية ايران هذه الأيام يتخبط في دمه. ايران يجب ان نلقنها درسا. وهذا الان. والا ابدا. 

لقد هزم الجيش الإسرائيلي حماس واثبت أنها ليست مجرد قوات. فبعد نحو سنة من بدء الحرب جاء أيضا دور نصرالله. آنفذ الذكر ارسل الى باريه، الى جانب كل القيادة العليا لحزب الله، معظم المستوى القيادي الميداني الكبار منهم والصغار. المذهل أكثر من كل هذا هو حقيقة أن كل شيء بدأ بشكل غير مخطط، بتفعيل كمين أجهزة البيجر المنسوب لإسرائيل كنتيجة لاكتشاف رجال حزب الله له على ما يبدو. في الغداة تم أيضا تفعيل كمين أجهزة الاتصال، للأسباب ذاتها. من هنا لاحقا شيء أدى الى شيء آخر. 

رئيس الأركان هرتسي هليفي وقائد المنطقة الشمالية اوري غوردن عرضا خطة المراحل او “السلم” التي بموجبها نصعد درجة درجة الى الأعلى. بعد بضعة أيام ارسل نصرالله الى الأعلى. والواحد تلو الاخر صفي تقريبا كل مسؤولي حزب الله. سلاح الجو اغار على مخزونات الصواريخ الدقيقة، الثقيلة وصواريخ شاطيء بحر. ما حصل في هذين الأسبوعين هو احد الانتصارات العسكرية المذهلة في التاريخ الحديث.

لا، هذا ليس “نصرا مطلقا”. النصر المطلق هو نصر الحلفاء على النازيين في الحرب العالمية الثانية. نصر مطلق هو نصر إسرائيل في حرب الأيام الستة. نحن نقاتل الإرهاب. والإرهاب انت لا تنتصر عليه نصرا مطلقا. هذا صراع طويل، مع صعود وهبوط، إنجازات واخفاقات. وهو متواصل منذ 120 سنة ولشدة الأسف ليس مؤكدا أنه سينتهي في أي مرة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى