معاريف: بتصميم وبصلابة
معاريف 28/11/2024، آفي أشكنازي: بتصميم وبصلابة
بعد اقل من يوم من دخول وقف اطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ واذا به يسجل عدة احداث لخروقات موضعية للاتفاق.
في كل الاحداث عمل الجيش الإسرائيلي بتصميم. بضعة مخربين خرجوا من أماكن الاختباء في قرى الجنوب – صفوا.
أربعة منهم اعتقلوا، وكان أيضا مخربون أصيبوا وفروا.
الجيش الإسرائيلي بالتأكيد يثبت مستوى عال من التصميم منذ الساعات الأولى لوقف النار. لكن، في نظرة أوسع، بعد يوم من وقف النار، يبدو أن الدولة في حالة ما بعد الصدمة – وتوجد كل الأسباب لمواطني إسرائيل بان يكونوا مترددين وقلقين.
أولا، نحن بعد صدمة 7 أكتوبر. ثانيا، الجمهور يتذكر جيدا الاقوال التي قالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد حملة الجرف الصامد في 2014 وبعد حملة “حارس الاسوار” في العام 2021، حين سوق اتفاقات وقف النار.
الحقيقة هي انه يبدو ان من كتب اقوال رئيس الوزراء أول امس مساء تكاسل ونسخ على ما يبدو اقوالا قالها رئيس الوزراء في توقفات سابقة للنار. ما العمل، الجمهور يعرف انها لم تصمد وما كانت تساوي الورق الذي وقعت عليه.
لقد اكتسب سكان الشمال باستقامة الحق في التفكير بان الحكومة، الجيش وجهاز الامن – يخادعونهم. هذا حسن تماما، واضح أنه سيستغرق الحال زمنا آخر الى أن تبنى الثقة من جديد. وحتى عندها، فان هذه على ما يبدو ستكون بشكل جزئي.
ولا يزال، ينبغي التوقف للحظة لنرى الصورة الكبرى لكل ما حصل في الجبهة الشمالية.
إذ انه، مثلما في لعبة الشطرنج، اتخذت هنا خطوات بعيدة المدى.
الخطوة الأهم هي ما خلقته إسرائيل في الحرب. فقد ضعضعت النظام السياسي في لبنان. اضعفت بشكل كبير قوة حزب الله والطائفة الشيعية. والان المستوى السياسي الإسرائيلي ملزم بان يجري خطوة دبلوماسية واسعة يمكنها أن تغير وجه الشرق الأوسط كله.
كما أن إسرائيل حطمت لإيران طوق الخنق الذي بنته حولها في سنوات. إسرائيل أبقت حماس وحدها، ايران مكشوفة، اما سوريا فتلقت رسائل واضحة: “اختاروا جانبا”. الرسالة من يوم امس الى سوريا هي انه اذا اخترتم جانب حزب الله، فانتم تلعبون بالنار.
ان مسألة تصميم ترتيبات الامن على حدودنا الشمالية، على حدود سوريا – لبنان، في البقاع او في الضاحية – هي شأن إسرائيلي فقط.
بالضبط مثلما تعمل إسرائيل في الجو، في البر وحسب منشورات اجنبية في البحر أيضا، في المجالات السورية، هكذا ينبغي لها أن تعمل في لبنان في كل مرة يحاول فيها حزب الله او أي منظمة إرهاب أخرى تحديها.
لقد استعادت إسرائيل لنفسها بالخطوات الأخيرة غير قليل من الثقة بالذات، من الردع في الحي ومن الكرامة الذاتية. والان عليها أن تترجم كل هذا الى خطوات أخرى. حقيقة أنه حسب منشورات اجنبية يجري رئيس الشباك رونين بار اتصالات في تركيا ليست موضوعا هامشيا. فحكم الرئيس رجب طيب اردوغان يفهم جيدا ما حصل هنا في الشهرين الأخيرين. كما أنه يفهم ما سيحصل هنا قريبا. ليس صدفة انه يسمح بالاتصالات، وبهدوء تام دخل الى دور الوسيط في صفقة مخطوفين.
في الشرق الأوسط من المهم للمرء ان يعرف كيف يلعب الشطرنج. لكن من المهم أيضا ان يعرف كيف يقلب الطاولة أحيانا وان يلعب النرد – وهي اللعبة التي يعرفها الناس في حارتنا جيدا.