ترجمات عبرية

معاريف: ايران هُزمت وترامب سمح لها أن تبقي، هذا “في السر”

معاريف 25/6/2025، البروفيسور ابراهام بن تسفيايران هُزمت وترامب سمح لها أن تبقي، هذا “في السر”

تصريحات الرئيس ترامب الغاضبة تجاه الشريك الإسرائيلي الذي وصف هذا الأسبوع فقط بانه الحليف الأكثر ولاءً والذي وضعت انتصاراته البنية التحتية لتدمير منشآت النووي الإيرانية بطائرات “بي 2” الامريكية، ليست اقوالا مفاجئة. العكس هو الصحيح. هي تشكل تعبيرا موجزا عن فهمه للقوة العسكرية كرافعة قوية يفترض أن تؤدي الى خطوة دبلوماسية شاملة بقيادة الرئيس الـ 47.

في تفكير ترامب، الذي يتبنى النهج الواقعي لهنري كيسنجر، فان شرطا مركزيا لنجاح الخطوة العسكرية هو قدرة الطرف المنتصر على وقف القتال قبل أن يهزم العدو نهائيا، وعدم الانجرار وراء الإنجازات في ميدان المعركة. فالرغبة في احداث التصفية التامة للخصم من شأنها أن تدخل الى الساحة لاعبين إضافيين وتؤدي الى تصعيد خطير. نهج “الواقعية السياسية” هذا الذي يسعى الى تنظيم “اللعبة الكبرى” في داخل ميزان قوى يحسن للولايات المتحدة، هو الأرث الأكبر لوزير الخارجية الأسطوري.

 توازن ما من اجل السلام

في أواخر حرب يوم الغفران، عندما قلب الجيش الإسرائيلي وجه المعركة وحاصر الجيش المصري الثالث، طلب كيسنجر بحزم من غولدا مائير رفع الحصار. هدد بان تفتح قوات الاسطول السادس الأمريكي مسار انسحاب للجيش المصري المهزوم.

الدافع لهذه الخطوة تجاه إسرائيل – التي هرعت الى نجدتها إدارة نيكسون من خلال قطار جوي قبل وقت قصير من ذلك فقط – نبع من تخوف كيسنجر من أن مسيرة سياسية بين إسرائيل ومصر لن تنجح في ظروف من انعدام تماثل متطرف. استسلام الجيش المصري كان سيجسد حجم الهزيمة المهينة للقاهرة ويشطب، في نظره، النجاحات الأولية للهجوم المفاجيء في حرب يوم الغفران. وقد أتاح هذا في نهاية الامر اتفاق السلام بين القدس والقاهرة، وفرار مصر من الكتلة السوفياتية الى الكتلة الغربية.

هذا النهج ذاته ينطبق أيضا على التفكير الحالي لترامب. رغم ان إسرائيل اضرت جدا البنية التحتية العسكرية لإيران، المشروع النووي والقيادة العسكرية والعلمية لديها، فان نظام آيات الله لا يزال يقف على قدميه. لقد حاولت القيادة الإيرانية أن تسوق لشعبها المعركة كقصة بطولة حتى حيال القصف الأمريكي في فوردو. الرد الإيراني – اطلاق صواريخ قليلة على قاعدة أمريكية في قطر – كان رمزيا وعديم القيمة العسكرية، لكنه سمح لطهران بان تعرض في الساحة الداخلية صورة نصر وهمي لداوود امام جوليات.

 المصلحة العامة تغلبت

هامش الهبوط المصطنع والسخيف الذي خلقته ايران عن نتائج المعركة سمح لها بان توافق على وقف النار دون ان تعترف بالاستسلام. وشعر البيت الأبيض بالتزام لمنع رد إسرائيلي على الخروقات الإيرانية كي يمنع التدهور او الاتساع للحرب بشكل يعرض للخطر الرؤيا الدبلوماسية الكبرى للرئيس عن الاستقرار الإقليمي، وهذه المصلحة تغلبت على تقديره وتماثله مع الخطوة العسكرية الإسرائيلية.

بالنسبة لاسلوبه الفظ تجاهها، ترامب لم يتميز ابدا بلسان حساس ومنضبط، وان كان يمكن الافتراض بانه بعد استسلام رئيس الوزراء للضغط الرئاسي واكتفائه برد طفيف جدا سيطلق ترامب نغمات أخرى لطيفة اكثر على الاذن الإسرائيلية.

بعد كل شيء، لا ينبغي أن ننسى: كيسنجر أيضا، رجل هارفرد المتمرس وطليق اللسان، كان فظا جدا عندما اعترف بانه “مارس كل الأدوات وروافع الضغط التي كانت تحت تصرفه”، كي يجبر إسرائيل على رفع الحصار عن الجيش المصري الثالث، هكذا بحيث أنه من هذه الناحية على الأقل لا جديد تحت الشمس.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى