ترجمات عبرية

معاريف: انهيار السلطة الفلسطينية بسبب سياسة حكومة إسرائيل لا يمنع العمليات المسلحة

معاريف 9/9/2025، ليئور اكرمان: انهيار السلطة الفلسطينية بسبب سياسة حكومة إسرائيل لا يمنع العمليات المسلحة

العملية القاسية والفتاكة في القدس تستوجب بالطبع تحقيقا وتحليلا لاجل فهم كيف نجح المخربون في تنفيذها لكنها ليست مفاجئة في مجرد وقوعها.

 في الجانب الموضعي، وبافتراض ان القتلة وصلوا من قريتي قطنة والقبيبة، من المهم أن نفهم بان هاتين القريتين تلامسان مناطق القدس، هار أدار ومعاليه هحميشا. كل سكان هذه القرى يعملون على نحو اعتيادي داخل إسرائيل، وحتى أولئك الذين لا يعملون يكثرون من الدخول الى إسرائيل بصفة ماكثين غير قانونيين، بغياب حاجز مناسب يمنع دخول الفلسطينيين الى مناطق إسرائيل بعامة والقدس بخاصة.

عملية كهذه تستوجب على أي حال اعدادا معينا مسبقا وتزودا بالسلاح، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن هذه كانت خلية إرهاب مؤطرة. فالخفة التي لا تطاق في دخول الفلسطينيين الى إسرائيل تسمح لكل فلسطيني أن يقرر تنفيذ عملية وان يخرجها الى حيز الفعل في غضون وقت قصير.

الاحباطات الطويلة التي نفذها الشباك حتى الان تشهد على أنه بالفعل توجد بنى تحتية إرهابية ذات مغزى وكثيرة في أراضي يهودا والسامرة. في اثناء السنة الأخيرة كان كشف لبنى تحتية إرهابية كبيرة، مثل شبكة حماس التي أحبطت في الخليل، واعتقل فيها اكثر من ستين شخصا، وسلمت عشرات قطع السلاح والكثير من أموال الإرهاب واحبطت نحو عشر خلايا. ومع ذلك، يوجد انخفاض في كمية العمليات منذ بداية السنة في اعقاب اعمال هجومية في مخيمات اللاجئين في السامرة، مع التشديد أيضا على انخفاض بعشرات في المئة بالنسبة للعام 2024 في كمية العمليات الكبيرة التي نفذت.

من ناحية هجوم احباط الشباك، منذ بداية العام 2025 وحتى اليوم احبط اكثر من الف عملية جدية. هذا المعطى يشبه تقريبا عدد الاحباطات في كل العام 2024 – 1040 احباط لعمليات كبيرة وبينها اكثر من 550 عملية اطلاق نار واكثر من 450 عملية زرع عبوات.

الى جانب ذلك فانه لا يمكن المنع التام لتنفيذ عمليات فردية. مثلا، حتى أيلول 2025 نفذت 22 عملية كبيرة – 21 منها جاءت من الضفة وواحدة من القدس. هذا بالنسبة للعام 2024 الذي نفذت فيه 235 عملية كبيرة، منها 233 من الضفة واثنتان من القدس.

لكن في السياق الاوسع من المهم أن نفهم بانه فضلا عن حقيقة انه بصفتنا إسرائيليين سنواصل العيش على حرابنا امام الإرهاب الديني المجنون في الضفة وفي غزة، الواقع الحالي يملي ويخلق برنامجا خصبا لنشوء الإرهاب والعمليات، على خلفية الإحباط العميق للفلسطينيين من غياب المنفعة والفرصة لتحسين وضعهم، من استمرار القتال في غزة والمنشورات التي تزعم قتل المدنيين، من استمرار اعمال العنف لفتيان التلال والجهات المتطرفة الأخرى في كل أراضي الضفة وبلا احباط حقيقي عقب سياسة حكومة إسرائيل. للشباك توجد قدرات عالية جدا ونجاحات كثيرة لإحباط العمليات واعتقال المخربين. وبالفعل، فان الغالبية الساحقة من العمليات المخطط لها تحبط ولا تخرج الى حيز التنفيذ. ولكن في الوضع الذي يرتفع فيه مستوى الإحباط والكراهية في الميدان، فان قدرات التحكم والإحباط لدى السلطة الفلسطينية انهارت تماما وذلك أيضا واساسا على خلفية سياسة وزير اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير ضدها. لا يوجد حاجز حقيقي أمام عبور المخربين بين مناطق الضفة وإسرائيل، كما لا يوجد منع عبور حر لعرب شرقي القدس الى داخل المدينة والى إسرائيل. في مثل هذا الوضع فان قدرة المنع التام للعمليات طفيفة جدا.

بغياب توقع لوقف القتال في غزة لتخفيض مستوى العنف من فتيان التلال في الميدان وبناء سور منيع بين إسرائيل والضفة من المتوقع لنا ان نواصل المعاناة من عمليات الافراد في المستقبل أيضا واساسا على خلفية انهيار السلطة الفلسطينية بسبب سياسة حكومة إسرائيل، بالذات في الوقت الذي تدفع فيه قدما دول العالم بالاعتراف باستقلالها بصفة دولة. بلا تغيير دراماتيك في سياسة الحكومة تجاه غزة والضفة، لن نرى تغييرا إيجابيا قريبا وبانتظارنا استمرار العنف.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى