ترجمات عبرية

معاريف: اليوم التالي في غزة: نموذج المناطق «ب» في الضفة.. أو أقل!

معاريف 2023-11-09، بقلم: البروفيسور يعقوب نيغل: اليوم التالي في غزة: نموذج المناطق «ب» في الضفة.. أو أقل!

 مسألة “اليوم التالي” في غزة مهما كانت مهمة، هي ثانوية في هذه اللحظة بالنسبة للحرب الجارية هناك – في البر، في الجو، في البحر، من تحت الأرض وفي الجبهة السياسية.

 

القيادة السياسية والأمنية ملزمة بالتركيز على النصر الكامل وباستيفاء أهداف الحرب، كما حددها “الكابينت”: الرفض التام لوجود “حماس” في غزة، تدمير قدراتها العسكرية، السلطوية والتنظيمية، وقتل كل زعمائها (دون صلة بمكان تواجدهم الجسدي) ومن شارك في تخطيط وتنفيذ الهجوم البربري وأولا وقبل كل شيء إعادة كل المخطوفين والجثث لإسرائيل، دون إنجازات للقتلة من “حماس”.

النصر التام والذي لا لبس فيه ضروري لغرض استمرار وجود إسرائيل في المنطقة كدولة قوية، مستقلة وديمقراطية، أعداؤها مردوعون من قدراتها، ولإعادة سكان الجنوب إلى بيوتهم بأمن كامل. النصر مهم جدا أيضا ليهود العالم. فحين تعد إسرائيل ضعيفة ومردوعة، فإن اللاسامية وملاحقة اليهود تتعاظم، ولهذا فإن يهود العالم يصلون للنصر الكامل والمطلق لإسرائيل، من أجلهم أيضا.

لن أدخل في تفاصيل القتال، لكن مسؤولية والتزام إسرائيل بعد المفاجأة التي تعرضت لها، هي تغيير قواعد اللعب من أساسها، إيضاح أن رب البيت جن جنونه، مفاجأة “حماس” بقوة الرد الشاملة وهزيمتها بشكل نهائي. ينفذ الجيش الإسرائيلي هذا جيدا، ومحظور عرقلته. محظور أيضا أن يقود التفكير في اليوم التالي أو يؤثر على استراتيجية القتال أو يشكل كابحا لإنهاء المهمة. توجد مسؤولية مباشرة وواضحة لإيران عن الهجوم، بما في ذلك التمويل، التدريب، التسليح والتوجيه حتى لو لم يوجد دليل على تعليمات إيرانية عن الساعة الدقيقة لتنفيذ الهجوم. هذا جزء من تطلع ايران لجر إسرائيل إلى حرب متعددة الساحات، لتحقيق الهيمنة في الشرق الأوسط، وفي المستقبل التحول إلى دولة نووية وإبادة إسرائيل. المشكلة الإيرانية ومشكلة حزب الله سنعالجهما لاحقا. لقد بدأ العالم يفهم، وان كان ببطء، أن المشكلة الإيرانية ليست مشكلة إسرائيلية فقط.

الحل “لليوم التالي”، لكن فقط بعد أن ننهي الحرب بانتصار كامل، سيقوم باختصار شديد على المبادئ التالية، كما عرضتها في الأسابيع الأخيرة.

تغيير جوهري في مفهوم الأمن لإسرائيل، بالتأكيد تجاه منظمات الإرهاب. ليس هناك ردع، اخطار، دفاع وحسم بعد الآن. الدرس الواضح مما حصل هو أن قوائم الردع والاخطار يجب أن تتغير من الأساس، إلى جانب تعزيز قوائم الدفاع (في كل الأبعاد) والحسم.

أوسلو، فك الارتباط والخروج من غزة – كانت أخطاء جسيمة، لكن في غزة بعد الحرب لن يكون مع من يمكن الحديث، ومحظور على إسرائيل أن تتحكم مرة أخرى بالحياة اليومية المدنية لملايين الغزيين.

إسرائيل غير معنية بتسوية في غزة وباتفاقات سلام، وعليه فمحظور ربط الوضع في غزة بأي حلول سياسية، وبخاصة في ضوء الأصوات التي بدأت تنطلق في هذا الاتجاه.

لا يهم من هي الجهة التي ستتلقى مسؤولية مدنية عن غزة، غزة ستتحول إلى مكانة “مشابهة” أو اقل من مكانة المناطق “ب” في الضفة. وإسرائيل ستكون هي التي تحدد الواقع والمسؤولية الأمنية في المنطقة لسنوات طويلة.

السلطة الفلسطينية، دون صلة بالزعيم الذي يقودها، لن تكون بأي حال جزءا من المسؤولية المدنية عن القطاع. يوجد الكثير من الحلول التي ستبحث فيها إسرائيل لاحقا، بالتعاون مع أصدقائها الذين اثبتوا دعمهم في الحرب، ولا سيما الولايات المتحدة وأوروبا.

القطاع كله سيكون مجردا من السلاح ولن يتضمن أنفاقا، سلاحا وقدرات إنتاج للسلاح والصواريخ.

كل ما يدخل إلى القطاع سيكون مراقبا بكامله من إسرائيل، وقوات الأمن الإسرائيلية يمكنها أن تدخل إلى القطاع في كل زمان وفي كل مكان والتأكد من إزالة كل تهديد محتمل.

إضافة إلى ذلك، ستبنى منطقة أمنية جديدة بعرض بضعة كيلومترات على طول الجدار القديم والذي لن يحدد فقط كمجرد من السلاح بل كمنطقة قتل، بكل ما ينطوي عليه ذلك. في هذه المنطقة، التي ستكون مكشوفة تماما، كل من يتحرك دون إذن يكون في خطر الموت الفوري.

إلى أن تصل إسرائيل إلى حل مستقل، يقوم على أساس هذه المبادئ، ستمر إسرائيل في طريق “معركة متواصلة”، لكن بشروطها، دون تخوف دائم من التدهور أو الامتناع عن الأعمال اللازمة في المنطقة كنتيجة لمثل هذا التخوف.

جزء من الخطة قد يبدو مثاليا، لكن لا خيار آخر لإسرائيل كي تستعيد لنفسها الردع في وجه دائرة النار التي بنتها ايران حولها، وتعيد للشعب الثقة بالجيش الإسرائيلي وبقادته.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى