ترجمات عبرية

معاريف: الى أن يعاد الاسرى الاسرائيليين الى بيوتهم لن يكون ممكنا تنفس الصعداء

معاريف 7/10/2024، بن كسبيت: الى أن يعاد الاسرى الاسرائيليين الى بيوتهم لن يكون ممكنا تنفس الصعداء

السنة المنصرمة منذ السبت اللعين إياه اكبر منا جميعا. القصور، الكارثة. التسييد، المذبحة. الهزيمة. البطولة. العبور من الدرك الأسفل في كل الأزمنة الى النهوض الحالي. تحويل الكارثة الأكثر رعبا في تاريخنا الى رافعة وفرصة لتحول عظيم. تجند دولة كاملة، مجتمع مدني، مواطنات ومواطنين، ضباط ومقاتلين، قوات احتياط، اسرائيليات وإسرائيليين في منتصف الطريق، او في نهايته ممن تركوا كل شيء وهرعوا لإنقاذ دولتهم. 

اليوم أيضا، بعد سنة، نحن نواصل اكتشاف الابطال. القصص المنسية. الأفعال الرائعة. وحتى القصورات الصادمة. العمى الرهيب. الغرور. غرور العظمة. السياسة الكارثية لتربية الوحوش الذين احطنا بهم. الإدمان للهدوء المؤقت. للسكينة الخادعة. التكرار العضال للدين المتراكم الى جانب النخب والرضوان على حدودنا الى ان تفجر علينا.

كل هذا سيجمله التاريخ. كل هذا يفترض أن تفحصه لجنة التحقيق الرسمية التي ببساطة لا يمكن الا تتشكل. ما ينبغي ان نقوله اليوم، بصوت مرتفع، صاف وعالٍ هو المفهوم من تلقاء ذاته: الى أن يعاد الى بيوتهم او الى قبر إسرائيل الـ 101 إسرائيلية واسرائيلي، اخواتنا واخواننا، لن يكون ممكنا تنفس الصعداء. لن يكون ممكنا الانتصار. لن يكون ممكنا العودة الى جدول الاعمال. لن يكون ممكنا النظر في المرآة. 

هذا ليس موضوع يمين ويسار. لا يوجد هنا رأي سياسي. هذا موضوع المبدأ التأسيسي لدولة اليهود. العقد الأكثر أساسية الذي ابرم بين الدولة التي أقيمت من رماد الكارثة السابقة التي وقعت لنا وبين مواطنيها. هذا العقد اخل به. بقدم فظة. اخلال لا يوجد اكثر جوهرية منه. اخلال هو نتيجة اهمال اجرامي، فظ، لا يعقل. 

الى ان نفعل كل شيء، بما في ذلك كل شيء، كي نعيدهم الى الديار، لن نتمكن من تهدئة الروح العاصفة.  لن نتمكن من انهاء الامر في هذا الفصل. لن نتمكن من أن نقيم هنا منظومة علاقات صحية بين الدولة ومواطنيها. منظومة واجبات وحقوق انهارت على رؤوسنا في 7 أكتوبر. 

هذه الأيام، أيام ما قبل يوم الذكرى للكارثة، تجلب معها مرة أخرى موجة هائلة، غير معقولة، عسيرة على الاحتواء، للقصص الصادمة والمحطمة للروح. الابطال الذين قاتلوا وانقذوا الحياة حتى نفسهم الأخير. المقتولون. العائلات التي شطبت. الحياة الضائعة، الأطفال الذين قتلوا امام عيون ابائهم وامهاتهم او الإباء والامهات الذين قتلوا امام أطفالهم. 

الان اغمضوا عيونكم. اشعروا بقصة واحدة من مئات القصص هذه. قصة تدخل لكم الى الروح. بطل او بطلة حُفروا لكم في الروح. تصوروا ان يكون ممكنا الضغط على زر واعادتهم الى الحياة. تصفير الساعة. تحديث برنامج. العودة الى 6 أكتوبر وإعادة البطل/ة هذا الى الحياة السابقة، الى حضن عائلته، الى محبيه واحبابه. 

يمكن ان تفتحوا عيونكم – توجد لنا هذه الامكانية. يوجد لنا على الأقل خمسين اخت واخ يمكنهم أن يعودوا احياء. هم احياء الان. هم يتنفسون. هم يحلمون، هم يشتاقون، هم يعانون. هم في خطر موت فوري. هم لم يخطئوا ولم يجرموا ولم يفعلوا شرا لاحد. هم مواطنون تركتهم دولتهم، مرتين. نحن يمكننا أن نعيدهم الى الحياة. كلهم. علينا أن نرغب في أن يحصل هذا وعلينا أن نكون مستعدين لان ندفع الثمن حتى كان عاليا. 

كمن عارض بكل قوته، في حينه، صفقة شاليط، ويفهم المنطق الذي بموجبه محظور الاستسلام للارهاب ومحظور اطعام الوحش ومحظور تربية حماس. اعتقد ان الوقع الحالي مختلف تماما. لقد تعرضت حماس للضربة الاقسى في تاريخها. نحو 20 الف من مقاتليها قتلوا. كل القيادة العليا والصغرى لديها اختفت. قطاع غزة كله اصبح جزر خراب. عشرات الاف الفلسطينيين قتلوا. الخطر المحدق منهم في هذه اللحظة لاغ وملغى. هذه المهمة يجب استكمالها في السنوات القريبة بتصميم، دون التنازل عن أي صاروخ، أي نفق، أي إرهابي. 

انتهت المعاذير. لا فيلادلفيا ولا “النصر المطلق”. يجب إعادة المخطوفين. اذا لم يكن السنوار معنيا بصفقة فيجب عمل كل شيء كي يغير رأيه بما في ذلك طرح اغراءات عليه. لا يوجد في العالم شركة تأمين مستعدة لان تؤمن على حياة هذه الحشرة، وعن حق. لا يوجد أي احتمال في أن نتنازل في أي وقت من الأوقات عن التصميم في ان نرسله الى المكان الذي ارسل اليه كل زملاؤه القتلة. 

لكل هذا سيكون وقت لاحقا. إسرائيل خانت مواطنيها. على إسرائيل أن تعيدهم الى الديار وان تدفع الثمن الكامل لقاء ذلك. كل نتيجة أخرى ليست مقبولة وستشكل انتهاكا أساسيا للعهد الإسرائيلي، الميثاق غير المكتوب بيننا وبين دولتنا الحبيبة.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى