ترجمات عبرية

معاريف: الى أن ترفع روسيا مستوى الدفاع الجوي الإيراني، فان المخاطر على ايران هائلة

معاريف 28/10/2024، البروفيسور أماتسيا برعم: الى أن ترفع روسيا مستوى الدفاع الجوي الإيراني، فان المخاطر على ايران هائلة

في هجوم في 1 نيسان على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، الذي نسب لسلاح الجو، صفي محمد رضا زاهدي، جنرال في الحرس الثوري الإيراني في سوريا وفي لبنان. قبل ذلك صفت إسرائيل ضباطا إيرانيين في سوريا، دون رد إيراني. غير ان هذه المرة طالبت الساحة السياسية والعسكرية في ايران بهجوم مباشر ضد إسرائيل. لماذا؟ أولا، ضرب القنصلية يعد كهجوم على الأراضي الإيرانية. ثانيا، القتيل كان رفيع المستوى جدا. وثالثا الساحة السياسية في ايران في ذاك الوقت كانت متطرفة. إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني في وقت التصفية وبعدها، وزير خارجيته، معظم أعضاء حكومته وكبار مسؤولي الحرس الثوري كانوا بأقصى التطرف وكانوا مندوبين في المجلس الأعلى للامن القومي الذي يوصي الزعيم الأعلى خامينئي بكيفية العمل. خامينئي هو متزمت ديني شيعي وحشي. اعدم الكثيرين من أبناء شعبه. هو كاره متطرف لإسرائيل لكنه ليس انتحاريا أو منقطعا عن الواقع. هو متطرف براغماتي اعتبارات الكلفة – المنفعة ليست غريبة عليه. ومع ذلك هام له أن يتخذ صورة المحكم. بمعنى ان يوجد في الوسط، بين اقصى المتطرفين والبراغماتيين. فقد فهم بان الخطر في حرب ضد تحالف إسرائيل والولايات المتحدة نفسها لكن لاعتبارات المكانة ما كان يمكنه أن يعتبر انهزاميا. ولهذا فقد انضم الى اقصى المتطرفين وفي 14 نيسان هاجمت ايران. 

في 19 أيار قتل الرئيس رئيسي ووزير الخارجية في حادثة المروحية. منذ نيسان فهم خامينئي بان المواجهة مع إسرائيل لم تنتهي. ولهذا فقد وجه الانتخابات كي ينتخب مسعود بزشكيان، البراغماتي الصارخ، ومثله حكومته. في القيادة الإيرانية لا يوجد معتدلون، لكن يوجد براغماتيون. وهكذا تأكد خامينئي من انه في كل أزمة مستقبلية سيجد نفسه في الوسط: بين الرئيس البراغماتي واقصى المتطرفين. 

في 31 تموز صفى احد ما في مضافة الحرس الثوري في طهران هنية. هذه إهانة قاسية للنظام الإيراني، وإسرائيل كانت المشبوهة المعتادة. غير أن هذه المرة كان للزعيم الأعلى مسار افلات. فبينما صرح اقصى المتطرفين بان ايران ستهاجم، طالب الرئيس بزشكيان الاكتفاء بالهجوم على “منشأة الموساد” في كردستان، والمح بالخطر على تصدير النفط الإيراني من رد إسرائيلي. هذه المرة، وبينما هو في الوسط، قرر خامينئي الا يهاجم. 

في 17 أيلول تفجر 5 الاف جهاز اشعار في لبنان. طهران سكتت وهكذا عادت الى نهجها التقليدي في ان ما يحصل في لبنان وفي سوريا يبقى هناك، أي “ان الرد سيأتي من حزب الله”. في 27 أيلول صفت إسرائيل نصرالله في بيروت. تصفية نصرالله رجحت الكفة: حتى الرئيس البراغماتي لم يعارض هذه المرة هجوما مباشرا على إسرائيل وهذا جاء في 1 أكتوبر.

الجواب الإسرائيلي جاء في السبت. ايران حذرت من المس بالنفط، بالنووي وباهداف الحكم. الولايات المتحدة ضغطت، إسرائيل وافقت. الضربة للأهداف العسكرية كانت قاسية، لكنها تركت لطهران إمكانية الإعلان بان إسرائيل فشلت. هكذا فعل على الفور الناطقون بلسان النظام، لكن صباح أمس جاء اعلان رئيس البرلمان، الجنرال محمد بكر كاليباف، متطرف براغماتي يشبه خامينئي: “الرد الإيراني محتم”. وكان يقصد على ما يبدو الهجوم المباشر، لكن ربما عملية إرهاب، او تفعيل العراقيين، الحوثيين او الصواريخ الثقيلة لحزب الله. لكنه لم يفسر.

في طهران المعسكران جاهزان للصراع: اقصى المتطرفين سيطالبون بهجوم مباشر فورا والإسراع نحو النووي. الرئيس البراغماتي وحكومته سيقترحان طرقا أخرى، وخامينئي سيوجد في الوسط. الى أن ترفع روسيا مستوى الدفاع الجوي الإيراني، فان المخاطر على ايران هائلة. وعليه فان ميل خامينئي سيكون ضمان الوعد بعمل في المستقبل، وفي هذه الاثناء يغلق الحدث. لكن كل شيء لا يزال مفتوحا.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى