معاريف: الولايات المتحدة، إسرائيل وايران اداروا المعركة بشكل عاقل

معاريف 30/6/20، ميخائيل هراري: الولايات المتحدة، إسرائيل وايران اداروا المعركة بشكل عاقل
وقف النار في الحرب ضد ايران تمنح هدنة وتسمح لكل الأطراف، مع التشديد على ايران والولايات المتحدة، العودة الى المسار الدبلوماسي. وللحقيقة، فان هذا المسار كان على مدى كل الطريق، بالتوازي مع الضربات العسكرية. الحرب التي بدأت في 13 حزيران دارت في اطار تنسيق امريكي – إسرائيلي وثيقة ومبهر. فضلا عن ذلك كان حتى نوع من التنسيق الأمريكي الإيراني، في ضوء الرد الإيراني في الهجوم على القواعد الامريكية في قطر وفي العراق والذي كان مقنونا جدا.
يمكن أن نستخلص من ذلك بضعة اقانيم أساسية:
اللاعبون الثلاثة، الولايات المتحدة، إسرائيل وايران اداروا المعركة بشكل عاقل. ايران فوجئت تماما بالهجوم الإسرائيلي. وكما كان متوقعا ردت بقوة. والحقت اضرارا جسيمة بالارواح وبالممتلكات، لكن على الأقل حاليا يبدو أنها قننت خطواتها بحكمة. هكذا أيضا بعد الهجوم الأمريكي.
اللاعبون الاقليميون، ومعظم الاسرة الدولية، وفروا دعما للهجوم الإسرائيلي. لا ينبغي الاستخفاف بذلك، في ضوء مكانة إسرائيل في السنتين الأخيرتين حول الحرب في غزة. معقول أن يكون تواصل الخروقات الإيرانية مثلما جد الامر تعبيره في التقرير الأخير لوكالة الطاقة الذرية اثار قلقا لدى هذه الدول.
التشاؤم النسببي من جانب روسيا والصين مثير للاهتمام. الدولتان شجبتا، كما كان متوقعا، الهجمات من جانب إسرائيل، دعتا لانعقاد مجلس الامن، لكنهما لم تتخذا خطوات فاعلة. يبدو ان الرئيس بوتين اعتقد ان لا مصلحة له لتحدي او احراج إدارة ترامب الان على امل ان يجديه هذا في الغداة، في موضوع الحرب في أوكرانيا.
أسعار الطاقة ارتفعت اقل بكثير مما كان متوقعا، ولم تنشأ فوضى في السوق العالمية. ينبغي ان يعزى هذا لجودة التنسيق الوثيق الذي بين واشنطن وحلفائها في الخليج مثلما يعزى أيضا لاستقلالية الطاقة للولايات المتحدة في السنوات الأخيرة.
لقد خرجت إسرائيل، صحيح حتى الان، باحساس مبرر بالانجاز. قد نجحت في ان تحصل على ضوء اخضر للهجوم من الولايات المتحدة، حلم نتنياهو منذ سنين بل وضم واشنطن لهجوم هام على منشآت النووي. بقي انتظار التطورات. في المدى الزمني القصير، في مسائل استقرار وقف النار ومدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني. في المدى الزمني الابعد ستكون حاجة للرد على السؤال اذا كانت الحرب لم تعمق بالذات التصميم الإيراني على الوصول الى قدرة نووية عسكرية. مسألة انهيار النظام غير قابلة للتقدير. واضح أنه ضعف، لكن التداعيات لن تتضح الا لاحقا.
على إسرائيل أن تتصدى للفكرة التي تجد لها موقعا في الدول العربية، وبالتأكيد في الساحة العامة في موضوع رغبتها في أن “تفرض في الشرق الأوسط اجندة هيمنتها”. من شأن حكومة إسرائيل أن تخطيء بالدفع قدما بسياسة مغرورة وخطيرة. المسؤولية في هذا الشأن تقع على الرئيس ترامب. اذا تمكن من لجنة الاماني الهاذية لدى محافل في الحكومة وربما اهم من ذلك اذا ما استغل الملابسات الخاصة الناشئة كي ينهي الحرب في غزة. تغريداته الأخيرة والمكالمة الهاتفية الغاضبة مع نتنياهو أثبتت انه يستطيع.