معاريف: الهدف: تركيع حزب الله
معاريف 17/11/2024، آفي أشكنازي: الهدف: تركيع حزب الله
إسرائيل ملزمة بان تحدد جدولا زمنيا بالنسبة للوصول الى تسوية في لبنان. صحيح أن هناك حاجة للطرفين لاجل الوصول الى اتفاق وليس كل شيء متعلقا بالجانب الإسرائيلي، لكن يمكننا وينبغي لنا أن ننهي شدة القوة ووتيرة النار.
في اثناء الأسبوع المنصرم تلقى القتال في الجبهة الشمالية انعطافة. والتقدير هو أنه كلما تقدمت المفاوضات للتسوية على الحدود هكذا يحاول كل طرف تثبيت الضغط على طرف آخر لاجل خلق صورة نصر. حزب الله من جهته يحاول تركيز الجهد لنار مكثفة الى مناطق مثل الكريوت والجليل الغربي. بالمقابل، يعمل سلاح الجو الإسرائيلي فيهاجم قلب الضاحية في بيروت فيسقط مبانٍ متعدد الطوابق، الامر الذي يعرض نوع من صورة النصر لإسرائيل. في نهاية الأسبوع فقط هاجم سلاح الجو الضاحية بست جولات وذلك الى جانب الغارات على صور، صيدا والنبطية.
حزب الله دحر الى الوراء. يوجد له 2250 قتيل منذ بداية المناورة قبل نحو خمسين يوما. خطوط دفاعه دمرها الجيش الإسرائيلي. كل منظومة قيادته او معظمها صفي. منظوماته اللوجستين تضررت.
رغم كل هذا، لا يزال حزب الله حيا يتنفس ويطلق النار. امس اطلق اكثر من 70 صاروخا الى كريوت، نهاريا، عكا والجليل الأعلى.
اذن صحيح، الصواريخ للمدى القصير يصعب عليها عبور خطوط كريات يام في الغرب وكريات آتا في الشمال. الصواريخ قصيرة المدى لحزب الله هي العمود الفقري المركزي له وآخر قدرتها هو الوصول الى خليج حيفا.
التوقعات المتشائمة عشية الحرب تحدثت عن سيناريو نار بالمتوسط 70 صاروخ كهذه تضرب مدينة حيفا في كل ساعة في كل يوم من القتال.
عمليا، ينجح حزب الله بصعوبة في اطلاق 90 حتى 100 صاروخ في كل يوم قتال الى كل المناطق، ويبدو أن هذه الاحداث تتناقص.
وبالنسبة للمُسيرات نحو إسرائيل أيضا الوضع صعب على حزب الله. فهو يفهم بانه يوجد مدى ضرر محدود وموضعي لهذا السلاح، لكن اثر الخوف الذي يخلقه في اثناء الملاحقة هو مثابة مضاعف ضرر هام.
هكذا، يوم الخميس الأخير قرابة مليون مواطن، من نهاريا، عكا، الكريوت، حيفا وقرى الدروز في الكرمل طلب منهم الاحتماء في الملاجيء بسبب مُسيرة تسللت الى إسرائيل وفي النهاية ضربت قاعدة الياكيم وتسببت بإصابة جنديين.
يبذل حزب الله جهودا للإبقاء على القوات التي نجت في القتال مع التشديد على قوات الرضوان وغيرها. ويرى الحزب نفسه مرة أخرى يعود لان يكون قوة عسكرية مركزية في لبنان فور الحرب الحالية.
بالتوازي مع حاجة الجيش الى اضعاف حزب الله ماديا، هو ملزم أيضا بتقزيمه امام قوى أخرى في لبنان وإعادة الطائفة الشيعية الى مكانها الطبيعي كدون امام الطوائف الأخرى في الدولة مثلما كانت عشية نشوب الحرب الاهلية في لبنان في السبعينيات من القرن الماضي.
والى ذلك، اصبح العقيد افيحاي درعي الشخصية القوية في لبنان – حين يحذر قبل الهجوم الكل يقف صامتا في لبنان. بلاغاته التي تدعو الى اخلاء المدنيين تستهدف بالطبع منع الإصابة لغير المشاركين لكنها بالتوازي تعتبر في لبنان أيضا كتحدث للقوة السيادية لحزب الله.
هذه البلاغات تفسر على سبيل الإهانة لحزب الله. صور المباني التي تسقط في الضاحية في الأيام الأخيرة تضيف فقط الإهانة لحزب الله وهدفها، بالنسبة لإسرائيل، هو إيصال الحزب الى الاستسلام.
معقول جدا ان في الأيام القادمة سيشتد الضغط الإسرائيلي من خلال سلاح الجو وستزداد الغارات ضد مباني وقيادات حزب الله في لبنان.
إسرائيل ملزمة في هذه اللحظة بتركيز جهودها المضاعفة: الأول – التقدم الى عمق الأراضي وتحييد قدرات حزب الله باطلاق النار الى منطقة خليج حيفا وعكا.
الثاني – مواصلة الدرب بقوة لمركز سيطرة حزب الله. فتفكيك المنظمة ينقل رسالة الكل الشرق الأوسط، وبخاصة الى ايران.
هذا الإنجاز يجب أن يتم قبل وقت طويل من دخول ترامب الى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني. وكلما بكرت إسرائيل هذه الخطوة هكذا ستعتبر قوية، مصممة وتتمكن من أن تستعيد، جزئيا على الأقل قدرة ردعها في المنطقة.
خطوة سريعة كهذه كفيلة بان تبكر نهاية القتال في ظل الوصول الى اتفاق مخطوفين في جبهة غزة.