معاريف: الهدف الحقيقي ضرب النووي الايراني
معاريف 29/9/2024، موشيه بوزايلوف: الهدف الحقيقي ضرب النووي الايراني
إسرائيل، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عرضت مؤخرا خطوة استراتيجية ذكية ومخططة جيدا، أدت الى تصفية حسن نصرالله، زعيم حبز الله الى جانب معظم قيادة المنظمة.
تصفية نصرالله تشكل علامة طريق في تاريخ الصراع ضد منظمة الإرهاب، واكثر من ذلك، تؤشر الى بداية خطوة أوسع، هدفها ضرب المشروع النووي الإيراني وضمان مستقبل الشرق الأوسط.
الخطوة التي أدت الى تصفيته لم تكن حدثا وحيدا او مصادفا. هذه نتيجة حيلة استراتيجية ذكية، في اثنائها، على الأقل حسب تقارير اجنبية، نجحت إسرائيل في ان تخترق منظومات الاتصال الداخلية لحزب الله من خلال استخدام أجهزة البيجر المفخخة.
هذه الحيلة، التي أدت الى جلبة في أوساط مستويات قادة السرايا وحتى مستوى أصحاب القرار، استهدفت تشويش وانهاك مدرج القيادة في المنظمة. خلقت هذه الحيلة نقطة ضعف عملياتية خطيرة، استخدمها الجيش في ساعة الذروة، تصفية كل مدرج قيادة حزب الله في هجوم مخطط جيدا على مقر قيادة المنظمة في الضاحية في جنوب بيروت.
التصفية هي فقط مرحلة واحدة في خطة استراتيجية أوسع. فقد أعدت إسرائيل نفسها مسبقا لرد محتمل من جانب ايران، التي توجد تحت ضغط شديد في ضوء الخسائر الجسيمة التي تكبها حزب الله.
التوقعات واضحة: ايران سترد، وهي ستضطر لعمل ذلك بشكل يحافظ على مكانتها في العالم الشيعي. ليس صدفة ان في اثناء خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة، قبل نحو ساعتين من الهجوم، حذر ايران من ان “أيام تجلد إسرائيل انتهت”.
مما قاله رئيس الوزراء في الخطاب، أفهم ان إسرائيل تتوقع ردا إيرانيا. اقدر بانه حسب الفهم الاستراتيجي لنتنياهو وجهاز الامن الإسرائيلي، فان ردا إيرانيا واسعا، سواء من خلال هجمة صواريخ او هجمة وكيل في المنطقة، سيوفر الشرعية اللازمة لإسرائيل للعمل بشكل أوسع – ومهاجمة المشروع النووي الإيراني مباشرة. نتنياهو، بتشجيع من قيادة الامن مفعم بالفهم بان التهديد النووي الإيراني هو الخطر الأكبر على إسرائيل وعلى الشرق الأوسط كله.
ان تصفية قيادة حزب الله في هذا التوقيت ليست الا وسيلة لاجل تحقيق الهدف الأكبر: تصفية البرنامج النووي الإيراني.
الرد المتوقع من جانب ايران – ليس فقط سيخدم إسرائيل من ناحية عملياتية بل سيسمح لإسرائيل أيضا ان تجند الاسرة الدولية لعملية شاملة ضدها.
إسرائيل ستعرض نفسها كمن تعمل دفاعا عن النفس في وجه تهديد حقيقي وفوري وهكذا تحظى بدعم إضافي من جانب الولايات المتحدة وحلفاء آخرين.
ان تصفية نصرالله تشكل نقطة انعطاف في صراع إسرائيل ضد حزب الله وايران. هذه عملية تستند الى حيلة استراتيجية لامعة، تستغل نقطة ضعف عملياتية وخلق شروط جديدة في الساحة الإقليمية – لكن فوق كل شيء، هذه خطوة خطط لها بعناية انطلاقا من فهم عميق للدينامية الإقليمية، فيما أن الهدف الحقيقي هو تصفية التهديد النووي الإيراني وخلق “محور الخير” الجديد في الشرق الأوسط يمكن فيه لدول المنطقة ان تزدهر وتنمو دون خوف من انتشار النووي الإيراني.