ترجمات عبرية

معاريف: الهدف الحالي هزيمة ايران، نزع خيارها النووي واضعاف قدراتها على اشعال المنطقة

معاريف 18/6/2025، نحمان شاي: الهدف الحالي هزيمة ايران، نزع خيارها النووي واضعاف قدراتها على اشعال المنطقة 

كان نتنياهو في حالة نشوى في الـ 48 ساعة الأولى. الان حين جاء الى بات يام، إكفهر وجهه. فهو والجمهور كله رأوا الوجه الاخر للحرب. الحملة العسكرية، التي استعدت اليها إسرائيل على مدى نحو 30 سنة، خرجت الى حيز التنفيذ.

الساعات الأولى، الأيام الأولى تشير الى نجاح كبير والى إنجازات نادرة. ضمن أمور أخرى ضرب مواقع النووي، تصفية قادة كبار للجيش والحرس الثوري وبالطبع تحييد الدفاع الجوي وتدمير مخزونات الصواريخ، المُسيرات ومصانع انتاجها.

حتى هنا كل شيء طيب، والقلب يخفق لمن هم في البزات وفي غير البزات، ممن اظهروا التزاما، تمسكا بالهدف وابداعية. الرأس اليهودي اخترع لنا بالفعل ابتكارات، والمهم هو أن يسمحوا له بان يخلقها.

لكن أيام القتال حققت منذ الان نتائج مختلفة وفي اساسها الضربة في البيت، في جبهتنا الداخلية. وحتى عندما يكون كل شيء متوقعا ظاهرا والرد الإيراني يأتي بالفعل، تتراكم الإصابات في المعركة على البيت، والمفاجأة كبيرة وقاسية. “هذه ستكون حربا طويلة”، قال عن حق رئيس الوزراء فور بدئها، ورئيس الأركان زمير أضاف مساندا له: “هذه حرب تستند الى أسباب موضوعية ومهنية”، قال.

خلفية اقوال الرجلين واضحة ومفهومة. كلاهما، وليس فقط هما توقعا من الجمهور الإسرائيلي الممزق والمنقسم ان يتحد، حتى وان كان لزمن قصير، كما هو دارج في بداية الحرب، لكن بعد ذلك ينبغي الافتراض بانه سرعان ما تثور الأسئلة التي تطرح دوما. هل هذه بالفعل حرب خيار او حرب اللاخيار؟

هل يحاول نتنياهو انقاذ نفسه من ضائقة 7 أكتوبر ام ربما حقا كان الإيرانيون يوشكون على اختراق نووي وإسرائيل تدخلت في اللحظة الأخيرة، مثلما فعل في حينه في العراق وفي سوريا.

هذه أسئلة ذات صلة ولا يمكن تفاديها. بالعكس، يجب ذكرها ومواجهتها. الطريق الصحيح هو ليس فقط الإجابة بل والمواجهة أيضا. يجدر بنا مرة أخرى أن نذكر السنتين الأخيرتين اللتين مرتا على المجتمع في  إسرائيل، بعضها في صراع جماهيري لم يكن له مثيل، وبعضها في حرب في غزة وفي جبهات أخرى الى جانب مواجهة اجتماعية – سياسية قاسية.

في ضوء الحماسة للابتكارات، الإبداعية والخيال لمن يقومون بالمهمة ينبغي فحص كم من الطاقة وظفها المجتمع الإسرائيلي في هاتين السنتين في شؤونه الداخلية وكم هو أهمل الامن ومن يحملونه على ظهرهم – الجيش، الشباك وحتى الموساد.

الى أن نزلت علينا 7 أكتوبر، وكشفت كيف اهملت إسرائيل شؤونها الأمنية. بدلا من رفع مستوى قدراتنا، تلك التي نالت الان الثناء من الكثيرين غرقنا في حروب أهلية مليئة بالكراهية والعداء. من جهة حكومة تحاول تحييد احدى سلطات الحكم ومن جهة أخرى مئات الاف الإسرائيليين الذين احتجوا على ذلك تظاهروا في عدد لا يحصى من المظاهرات وانطلقوا للدفاع عن إسرائيل الديمقراطية، دولة القانون والنظام.

هذه المواجهة لم تنتهي الان. هي فقط ازيحت للحظة صغيرة عن جدول الاعمال، وانتقل الاهتمام الجماهيري الى حرب ايران – إسرائيل الأولى. هكذا بالضبط حصل في أكتوبر – لزمن قصير هدأ الاحتجاج، وبالتوازي ابطأت الحكومة وتيرة التشريع. في إسرائيل ساد فهم بان “هذا ليس الوقت” لتشريع كدي يقسم الجمهور وبالتأكيد ليس في ذروة ضائقة وطنية على هذا القدر من الشدة.

الان، مع نشوب الحرب، يطرح السؤال ماذا سيكون في “اليوم التالي”، حين يعود الهدوء – وهو سيعود. هل مرة أخرى سنسمع عن المستشارة القانونية، مرة أخرى ستعود الى جدول الاعمال “الدولة العميقة”، مرة أخرى سيسعى رئيس الوزراء بان يتهم “الكابلانيين”؟ ام ربما، على سبيل التغيير نضع من خلفنا هذه الخلافات ونفهم انها ضارة ولا داعٍ لها؟ ليس فقط لزمن قصير بل بشكل عام.

 هل سنتمكن، بعد أصوات الحرب، ان نعيد الى حياتنا بعضا من سواء العقل الذي نريده جميعنا ونؤمن به جميعنا؟  جميعنا (ليس بالضبط لكن كثيرين جدا).

كل شيء يعود الى رئيس الوزراء. الان، بينما هو يعيش لحظاته العظمى، هو ملزم بان يعلن من طرف واحد بان من ناحيته “انتهى الانقلاب النظامي”، استنفد نفسه.

في هذه اللحظة لا يوجد الا هدف واحد، هدف اعلى: هزيمة ايران، نزع الخيار النووي منها واضعاف قدراتها على اشعال الحرائق في الشرق الاوسط وفي إسرائيل. هكذا فقط تتحد الجبهة الداخلية ويبدأ المجتمع الإسرائيلي مسيرة الشفاء.

لهذا الغرض يتعين على رئيس الوزراء ان يعود ليراجع كتابات تشرشل الذي درج على ان يقرأها في ساعات فراغه. هو سيتعلم كيف اتحدت بريطانيا في صراعها ضد العدو النازي وكيف تحقق بالفعل وعد تشرشل بـ “الدم، العرق والدموع”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى