ترجمات عبرية

معاريف: المعنوي والعملي: إسرائيل ارتكبت خطأين استراتيجيين في الحرب

معاريف 27-5-2024، ايهود ياتوم: المعنوي والعملي: إسرائيل ارتكبت خطأين استراتيجيين في الحرب

خطآن استراتيجيان ارتكبتهما حكومة إسرائيل وأساساً رئيسها بعد قصور 7 أكتوبر: الأول، وهو الأهم، بدء المناورة البرية، دون محاولة لإعادة كل المخطوفين إلى الديار أولاً. 240 اختطفوا في ذلك اليوم الرهيب.

قبل أن تبدأ الحملة العسكرية، كان معظمهم لا يزالون على قيد الحياة. من الواجب القومي والقيمي والأخلاقي، وكمهمة عليا وحصرية، هي إعادتهم إلى الديار مهما كان الثمن. كان هذا واجب الدولة بعد أن تركت مواطنيها لمصيرهم. الذنب المباشر للحكومة ومسؤوليتها، وهي التي كان ينبغي لها أن تأخذ بيد أصحاب القرار لاتخاذ قرار فوري لإعادتهم إلى الديار وهم على قيد الحياة، والاعتراف بهزيمتنا في المعركة، بينما يكون النصر الأول بإعادة المخطوفين.

كان لازماً التنازل عن الأنا الزعامية وعن الحق الواجب في توجيه ضربة عسكرية ساحقة لمنظمات القتلة والانتظار حتى عودة المخطوفين. أما أصحاب القرار فقرروا غير ذلك.

إن رغبتهم في التكفير عن قصورهم، أدى بهم إلى قرار مغلوط وحرج، وإلى خطأ يلاحقنا منذ ثمانية أشهر، ويقلل عدد الأحياء بين المخطوفين يومياً.

إن الحاجة إلى الثأر والنصر العسكري المطلق وتقويض حماس كهدف مركزي، تغلب على العدالة القومية والأخلاقية القيمية. فكان قرارهم بائساً وأليماً للمخطوفين، ولأبناء عائلاتهم، وللمقاتلين في الجبهة الذين يسقطون يومياً، وللاجئين من سكان الشمال والجنوب، الذين أخلوا بيوتهم ولا أحد عودتهم إليها.

تأتي متأخراً خير من ألا تأتي. فبدلاً من تعميق النزاع مع صديقتنا الأكبر والأهم، الولايات المتحدة، ودول صديقة كثيرة أخرى، وبدلاً من السيطرة على رفح وفقدان رشدنا، بات على الكابنت أن يقرر وفوراً إعادة المخطوفين إلى الديار مهما يكن الثمن. بكل ثمن، الآن.

الخطأ الاستراتيجي الثاني والحرج متمثل في خطوات المناورة العسكرية. لقد كانت الحكومة ملزمة بإدارة الحرب في رأسي سهم بالتوازي. أي، دخول متداخل ومتوازٍ من شمال القطاع وجنوبه، الدخول بالنار إلى شمال غزة وجنوب رفح في بداية المناورة، حين كان العالم كله معنا، لتقويض ألوية وكتائب القتلة في المدينتين بالتوازي، ومن هناك التحرك نحو خان يونس ومعسكرات الوسط.

خطوة عسكرية لامعة كهذه سيقبلها العالم، وتمنع العقوبات التي تفرضها علينا الولايات المتحدة اليوم، وغضب العالم، واللاسامية، والتصويتات المناهضة لإسرائيل في الأمم المتحدة وما شابه.

صدمة وحرج وفقد الصواب… رافق أصحاب القرار في الأيام الأولى ما بعد الفشل. أخطاء كثيرة ارتكبت. لكن هذين الخطأين أديا بنا إلى انعدام الوسيلة وتعطل الفعل وانعطاف الحسم وفقدان الأمل في كل ما يتعلق لتحقيق أهداف الحرب كما حددها أصحاب القرار قبل نحو ثمانية أشهر.

ينبغي الإشارة إلى أن المواظبة في بث مستمر للشريط الصادم الذي تقشعر له الأبدان، ويقض المضاجع، ويصرخ النجدة، والذي بث عن احتلال استحكام مجندات المراقبة، والسيطرة الوحشية عليهن وأخذهن إلى أسر حماس وهن ينفذن مهمتهن برباطة جأش ومهنية، إنما يجسد عمق الإخفاق ووحشية العدو.

لعلها الفرصة الأخيرة من الحكومة لمحاولة القيام بواجبها القومي والأخلاقي والقيمي، لإعادة كل المخطوفين إلى الديار، بكل ثمن يلزم. يا رئيس الوزراء، هذه مسؤوليتك وواجبك.

برأيي وبرأي الكثيرين، نحن في تدهور خطير يجب وقفه وفوراً. الدفة والكوابح في يدي رئيس الوزراء الذي هو وآخرون مثل وزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان، ورئيس “الشاباك”، وقائد المنطقة الجنوبية، وكثيرين آخرين، كان ينبغي لهم أن يخلوا مكانهم ويسمحوا للآخرين بإدارة المعركة بعد فشلهم الذريع.

إن من فشل فشلاً ذريعاً كهذا لا يمكنه إدارة إعادة البناء العسكري والمدني، فما بالك من لم يتحمل المسؤولية حتى هذه اللحظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى