معاريف: المصلحة تستوجب أن تخضع اسرائيل للاملاء الدولي وتنسحب من لبنان وسوريا
معاريف 24/12/2025، ران ادليست: المصلحة تستوجب أن تخضع اسرائيل للاملاء الدولي وتنسحب من لبنان وسوريا
كفاح حركات الاحتجاج والمعارضة البرلمانية ضد الحكومة يتركز اليوم على تقديم موعد الانتخابات. والحافز تمنحه لها حكومة تنقض كمصابة بالصرع على كل منظومة لا تزال تؤدي مهامها. كل يوم توجد فيه هذه الحكومة يلحق اضرارا عظيمة، لكن في المدى القصير يمكن إصلاحها، اذا ما قدم موعد الانتخابات وقامت حكومة تغيير فانها ستضطر الى الخضوع في غضون بضعة اشهر لاملاء العالم، للانسحاب من لبنان ومن سوريا ولفتح شق لمحادثات على مستقبل الضفة. المصلحة السياسية القومية تستوجب ان تأكل حكومة نتنياهو ما طبخته. محظور السماح لها بان تدير من الخارج كفاحا معارضا مجنونا وخطيرا. فقدر اكثر مما ينبغي من البن غفيريين الصغار يتسكعون هناك في الخارج، والضربة يفترض أن يتلقوها من حكومتهم.
لمواصلة ولاية حكومة نتنياهو يوجد معنى واهمية في كونها حكومة الاستسلام والانسحاب من لبنان، من سوريا ومن القطاع، والمسؤولة عن الانتفاضة بسبب ما تفعله في الضفة. نتنياهو وشركاؤه يخوضون حروب استنزاف من خلال كل أنواع الهجمات البطولية خلف خطوط العدو والاحداث المحلية. والحيلة هذه يفترض أن تبقي الجمهور على اطراف أصابعه وتعزز وضعا قتاليا تحت رعايته تمرر قوانين الانقلاب القضائي والنظامي.
الحقيقة، حتى حكومة التغيير هي مرحلة انتقالية. تغيير الحكومة اليوم ليس تغيير بطارية، بل كل المحرك. في هذه الاثناء نحن نُدار من قبل أناس اشرار يحولون محيطهم اليميني الى شراني أكثر. كثير من الناس العاديين، أي الاخيار، يميلون يمينا بسبب ضعف العقل وليس بسبب شرانية القلب التي يتميز بها قسم كبير من المتفرغين اليمينيين الصارخين. حملات تأثير بأسلوب “تهديد وجودي” تستغل في صالح القبول لافعال شريرة، تلاعبات كهذه او تلك. يدور الحديث عن معركة كاملة 24/7، بمعونة صفحات رسائل، صحف مجندة، مؤثرين وتسويق سياسة وفقا لمزايا الطرائد. طريقة العمل تتوقع ليس فقط تأييدا لخطوة معينة بل احاطة الطرائد بالشبكات تمهيدا للانتخابات.
بالتوازي، يجري صيد نفوس تائهة في القطاع الليبرالي، ضمن أمور أخرى بواسطة مناورة “الرسمي” العتيقة للقومجيين المسيحانيين منذ عهد الحاخام كوك الاب: حية “معا” مصطنعة لغرض إخفاء نوايا السيطرة. نتنياهو وسموتريتش يقتطعان من ميزانية اعمار الغلاف ويضخان المال الى المستوطنات ذاك المال الذي في قسم منه يمول المستوطنين الذين يأتون “للمساعدة” و “للانخراط” في الجهد لاعمار الغلاف. وفي واقع الامر، للسيطرة. مثابة معركة لـ “اخوة السلاح”، الذين يأتون لمجرد المساعدة ويشهر بهم كخونة من قبل حكومة المستوطنين. في الشمال وفي الجنوب على حد سواء يحتاج السكان الى كل فتات دعم يمكنهم أن يضعوا أيديهم عليه كي يعودوا الى الحياة. اما الموافقة على مساعدة استيطانية لانعدام البديل – نعم، لكن فقط في اطار احترمه وشك فيه واطرده في أول فرصة.
لا يوجد سبيل في العالم يرتبط فيه الوسط الليبرالي – الديمقراطي ذهنيا وايديولوجيا بالوسط اليميني عامة وبالحريدي القومي خاصة. توجد نقاط اتصال رابطة بمفاهيم صيانة الدولة لأغراض إعطاء خدمات لمواطنيها، لكن لا توجد إمكانية للشراكة في إدارة الدولة حين يكون الائتلاف الحالي يمص ضرع الوسط الليبرالي – الديمقراطي.



