معاريف: المستوى السياسي ملزم بان يقرر كيف يتنهى القتال في غزة وتحرير المخطوفين
معاريف 22/8/2024، آفي أشكنازي: المستوى السياسي ملزم بان يقرر كيف يتنهى القتال في غزة وتحرير المخطوفين
اطلاق نحو 200 صاروخ الى الجليل والجولان في اليوم الأخير هو حدث مقلق للغاية، سواء من ناحية عسكرية ام من ناحية سياسية. دولة إسرائيل تنجر الى حرب استنزاف خطيرة في الحدود الشمالية. في هذه اللحظة لا توجد استراتيجية إسرائيلية. الجيش الإسرائيلي ارسل من قبل المستوى السياسي لتمديد الوقت في القتال ضد حزب الله، مع تعليمات بعدم السماح بالحدث في الشمال لان ينزلق الى حرب بحجم كامل او لا سمح الله الى حرب إقليمية.
هذا بالضبط مثلما كان في الجبهة الجنوبية على مدى نحو عقد، وربما اكثر. في كل مرة كانت فيها حماس أو الجهاد الإسلامي تطلق نارا اكثر قليلا الى الغلاف او الى خطوط عسقلان واسدود كان الجيش الإسرائيلي يطلق الطائرات ويقصف “مخارط”، “القاعدة البحرية لحماس” او استحكامات كرتونية على الحدود. الكل أراد الهدوء الوهمي: المستوى السياسي، الأمريكيين، دول المنطقة، الجيش الإسرائيلي وكذا مواطني إسرائيل. الكل استمتع بالخدعة فيما كان واضحا ان الكل يكذب على الكل.
والان هذه القصة تتكرر، وبعظمة، في الشمال. محظور ان نرضى عن صور الهجمات على مخازن الذخيرة في بعلبك في البقاع اللبناني. صور الانفجارات الجميلة والمبهرة، تكمل بالتأكيد النقص الذي كان لنا حين الغيت استعراضات الألعاب النارية في يوم الاستقلال الأخير بسبب وضع المزاج الوطني.
نفذ الجيش الإسرائيلي منذ بداية الشهر 150 وربما وصل الى 160 هجوما في لبنان. عدد قتلى حزب الله وصل حتى الان الى 420، واليهم يضاف نحو 100 آخرين من مخربي منظمات الإرهاب المختلفة.
غير أن الضربة لمخازن حزب الله هي تقريبا مثل قصص الضرب لمخارط حماس قبل 7 أكتوبر. لحزب الله توجد ترسانة سلاح هائلة. وعليه فان الضربة للمخازن في صور، في النبطية وفي الغور اللبناني تشبه تفريغ بحيرة طبيرا بملعقة. صحيح ان هذه الصورة منعشة ويمكن ان نعرضها كصورة نصر، لكن هذا ليس اكثر من قرص اكمول لمريض سرطان.
في الأسبوعين الأخيرين يفهم حزب الله الوضع الذي توجد فيه إسرائيل. المستوى السياسي مشغول بشرك سياسي داخلي خلقه هو نفسه حول قطاع غزة. القتال القوي هناك انتهى، ونحن بتنا عميقا في المرحلة الثالثة. كان يتعين على الجيش الإسرائيلي ان يتموضع في خطوط دفاع، في أمن جارٍ مشدد. كان يتعين عليه أن يخفف حجم القوات، وان يبعث بالمقاتلين الى راحة طويلة ويكمل فجوات الذخيرة للدبابات، الطائرات والوسائل القتالية. بعد ذلك كان يتعين عليه أن يستعد لهجوم قوي على لبنان.
بدلا من هذا، تقيد إسرائيل نفسها بمطالب ملتوية مشكوك ان تكون ضرورية حقا في هذا الوقت. ايران وحزب الله تخوضان معركة استنزاف بعدة جبهات. عندما تنخفض قوة النار في غزة، نرى اشعال نار في الضفة. لحظنا، بفضل تصميم الشباك وقيادة المنطقة الوسطى لا تزال هذه النار تحت سيطرة نسبية. وذلك رغم عدد العمليات الفتاكة التي كانت في الغور وفي شمال السامرة.
المستوى السياسي ملزم بان يتخذ قرارات حقيقية. ان يقرر كيف تنهى قصة القتال في غزة وتحرير المخطوفين، وكيف العمل بقوة تجاه حزب الله. لا ينبغي الاكتفاء بحملات شراء هدوء مؤقتة وإنتاج صور تفجيرات ليليلة – يجب الحرص على تفكيك حقيقي لقدرات حزب الله العسكرية.