معاريف: القتال على مدى قرابة سنة يسحق جيش، مجتمع، اقتصاد إسرائيل
معاريف 19/8/2024، آفي أشكنازي: القتال على مدى قرابة سنة يسحق جيش، مجتمع، اقتصاد إسرائيل
يضغط الامريكيون بكل القوة لانهاء القتال في غزة وحدود الشمال، لتحرير المخطوفين ولمحاولة أن يستقر في المنطقة ائتلاف دول عربية معتدلة وإسرائيل حيال ايران ودول محورها. الجيش الإسرائيلي يعمل في الهجوم كآلة مزيتة ويفكك لحماس الذخائر التي راكمتها على مدى السنين.
غير مرة يسلم قادة في حماس أنفسهم للجيش الإسرائيلي بدون معركة، ويضعون أسلحتهم في مداخل المبنى وهم منهكون.
مثلما في “حملة الجدة”: بدأ الجيش الإسرائيلي بأقوى قوة وبعدها صعد. دخل الى المناورة في غزة بقوة عظيمة، وبعد فترة مراوحة يبدو أنه يصعد في الآونة الأخيرة الوتيرة في غزة وفي لبنان. في رفح تعمل قوات اللواء 401 من المدرعات ولواء الناحل في حي تل السلطان، الحي الأخير الذي لم يعالج حتى النهاية في رفح. في خانيونس يعمل لواء 7 من المدرعات ولواء المظليين في حي حمد وفي دير البلح. في محور نتساريم يعمل الجيش الإسرائيلي على كشف المنطقة المبنية منعا لحماس من ان تلاحق القوات العاملة. في حدود لبنان يمكن ان نرى ارتفاعا في وتيرة هجمات قيادة المنطقة الشمالية وسلاح الجو.
على الرغم من الألم الهائل على الشهداء، الخوف على سلامة المخطوفين والجرحى ومعاناة المخلين في الشمال وفي الجنوب. يلوح في هذا الوقت ان وضع الجيش الإسرائيلي ودولة إسرائيل لا يزال افضل بكثير من وضع حماس وحزب الله. ولكن لا ينبغي أن نتشوش: القتال على مدى قرابة سنة يسحق الجيش الإسرائيلي، المجتمع الإسرائيلي، الاقتصاد، أطفال إسرائيل، جنود الاحتياط وغيره وغيره.
في العالم التكنولوجي، عندما تفحص في المختبرات قوة طينة مبنى هندسي او آلي – يسمى هذا “تحليلا”. تحليل قوة الطينة يحدد جهود مقاومة الطينة لاعمال كالشد، الضغط، اللي والطي – كما يفحص ملاءمة المبنى او الالة للصلابة المطلوبة منه.
هكذا أيضا إسرائيل الان. رئيس الوزراء صرح أمس في جلسة الحكومة: “نحن نجري مفاوضات أخذ وعطاء وليس عطاء وعطاء. توجد أمور يمكننا ان نكون مرنين فيها وتوجد أمور لا يمكننا ان نكون مرنين فيها – ونحن نصر عليها. وعليه فان الضغط يجب أن يوجه الى حماس والسنوار وليس الى حكومة إسرائيل. الضغط العسكري القوي والضغط السياسي القوي هو السبيل لتحقيق تحرير مخطوفينا”.
من حيث المبدأ ينبغي الموافقة على هذه الاقوال، باستثناء انه لاجل العمل بالحذر الواجب، على رئيس الوزراء أن يفحص في كل يوم تحليل دولة إسرائيل: أهلية قوات المدرعات وطائرات سلاح الجو التي تقاتل بلا توقف، سنة كاملة، بقوى عالية: ان يفحص مناعة رجال الاحتياط، الذين استدعوا حتى الان لجولة ثالثة، ان يفحص مدى تراجع الاقتصاد الإسرائيلي، ان يفحص وضع المجتمع الإسرائيلي – وليس فقط في استطلاعات الرأي العام، كم مقعدا يحصل عليه في مواجهة بيني غانتس، يئير لبيد أو نفتالي بينيت – بل أيضا كم عائلة احتياط فتحت ملفات طلاق في الحاخامية، كم واحدا أفلس وما مدى الجريمة في الشوارع.
في لجنة التحقيق في كارثة ميرون ادعى نتنياهو “لم يشدوا طرف معطفه”. على المأساة في 7 أكتوبر قال فقط انه “يأسف”. وبرأي مقربه الوزير دودي إمسلم كان هذا على الاطلاق اخفاقا عسكريا. قبل سنوات تعلمت في ثانوية روتمان في كريام يام بان مسافة جهود مقاومة الطينة لاعمال كالشد، الضغط، اللي والطي – يمكن أن تكون قصيرة وغير مرة تكون صعوبة في توقع مراحل انهيار الطينة المفحوصة. لإسرائيل يوجد في هذه اللحظة زخم جاء من القوة، من العظمة للوصول الى اتفاق تحرير المخطوفين، لوقف النار ولاعادة تنظيم الجيش، المجتمع والدولة. يجب أن يستغل هذا الزخم انطلاقا من العظمة والقوة، وليس في المستقبل انطلاقا من الضغط، القطع، اللي والطي.