معاريف: القاسم المشترك في كل الإخفاق العسكري هو غياب الانضباط العملياتي

معاريف 16/3/2025، آفي أشكنازي: القاسم المشترك في كل الإخفاق العسكري هو غياب الانضباط العملياتي
نتائج التحقيق للمعركة التي لم تكن في كيبوتس نير عوز مخزية. فهي تعرض الجيش الإسرائيلي كجيش ضعيف، مفكك. لا كلمات فارغة أكثر لوصف المهانة العسكرية التي وقعت في الكيبوتس في غلاف غزة. الجندي الأول وصل الى الكيبوتس بعد نحو 40 دقيقة من خروج المخرب الأخير منه. كل مقيم رابع في نير عوز قتل أو اختطف. حصل هذا في وضح النهار. فيما انه على مدى سبع ساعات تجول المخربون وقتلوا، خطفوا، اغتصبوا، سلبوا ونهبوا، احرقوا – والجيش الإسرائيلي لم يكن هناك.
الكثير من السياسة وتدوير الزوايا توجد في تحقيقات الجيش الإسرائيلي. ينبغي أن نقول هذا بصوت عال. في الجيش الإسرائيلي يتخذون وعن حق ما جانب الحذر لعدم المساس بالعائلات الثكلى، بذكرى الشهداء وبكرامة الجرحى. في الجيش الإسرائيلي أيضا يمتنعون عن نشر إخفاقات القادة المسؤولين ولهذا فلم ينفذوا حتى الان إجراءات التنحية والاعمال الانضباطية تجاه المسؤولين.
جذر الخلل في نير عوز هو الانضباط العملياتي. حقيقة ان المقاتلين ركضوا نحو الحجرات الآمنة حين بدأ إطلاق نار المدفعة على الاستحكامات أدى لان يعلقوا بعد دقائق من ذلك في داخل الحجرة الآمنة وغرفة طعام الاستحكام واضطروا لان يخوضوا معارك بطولة كي يخلصوا انفسهم من هناك بدلا من أن يصلوا كقوة انقاذ الى الكيبوتس ولصد الهجوم. هذا حصل ليس فقط في نير عوز بل تقريبا على طول كل الجبهة: في استحكام قائد سرية الجنوب، في كيسوفيم، في ناحل عوز، في كفار عزة، في ايرز وغيرها وغيرها.
الانضباط العسكري يبدأ ويتواصل في عدم حمل السلاح داخل الاستحكام ومنه الى عدم اعداد التأهيل العملياتي وتنسيق الحالات وردود الفعل في الأيام العادية مع سيناريوهات الحرب التي قد تنشأ – وتنتهي بعدم تنفيذ التعليمات والاوامر. في نهاية الأسبوع جاء الشريط المسجل الصادم من كتيبة الاحتياط 7015، والذي يظهر المقاتلين يطلقون النار بلا تمييز نحو قطاع غزة، حين تخفى واحد من رفاقهم في شكل مهرج، وتلا من وثيقة استر كلمة “هامان”. لقد فقد الجيش الإسرائيلي منذ زمن بعيد بوصلة الانضباط. وجاءت الذروة في حدث في لبنان في تشرين الثاني 2024، والذي قتل فيه المقاتل من الجيش الإسرائيلي العريف غور كهاتي والمواطن زئيف جابو ايرلخ وأصيب ضابطان من لواء غولاني. هناك، بقرار اجرامي لضابط برتبة عقيد، رئيس اركان لواء غولاني، ادخل مواطن لجولة في منطقة قتال. مر شهران منذ المصيبة، وفي قيادة الشمال بقيادة اللواء اوري غوردين يواصلون الطمس واخفاء استنتاجات الإخفاق الاجرامي. في الجيش الإسرائيلي يشرحون بان الموضوع لا يزال قيد تحقيق الشرطة العسكرية. مشكوك جدا أن بعد وقت طويل كهذا أحد ما في فرقة 36 وفي لواء غولاني سيدفع ثمن التسيب لهذا الحدث الانضباطي الذي كلف حياة الانسان.
رئيس الأركان الوافد الفريق ايال زمير سيفحص في قدراته على الوقوف في وجه السياسيين في وجه أهالي الجنود، في وجه زوجات الضباط ورجال الخدمة الدائمة في الجيش الإسرائيلي ليعيد غرس الانضباط داخل الجيش الإسرائيلي: هذا يبدأ بالملابس، بتصفيف الشعر، بطابور الصباح، بالتأهب مع الفجر، باجراء التدريبات العملياتية. ويصل حتى السلوك العسكري المهني في الاستحكامات، في المواقع وكذا أيضا في السعي الى الاشتباك في المعركة. نأمل أن في اعقاب ذلك لا يركض المقاتلون الى الحجرة الآمنة او يهربوا بالجيب المحصن الى سديروت بل ان يسعوا الى الاشتباك كي يدافعوا عن نير عوز، ناحل عوز، كفار عزه وبلدات أخرى.