معاريف: الغرق ليس فقط في الوحل الغزي بل وأيضا في الوحل اللبناني
معاريف 17/9/2024، آفي اشكنازي: الغرق ليس فقط في الوحل الغزي بل وأيضا في الوحل اللبناني
اللواء اوري غوردن هو أحد الالوية الأكثر إثارة للانبهار في هيئة اركان الجيش الإسرائيلي، ضابط مع سكين بين الاسنان. حرب السيوف الحديدية بدأها بخلل – مشكوك أن يكون منه، مشكوك ان يكون من مستويات فوقه. القرار باخلاء سكان الشمال من بيوتهم ينبغي أن يفحص بشكل واسع، فلاول مرة منذ إقامة الدولة، في وردية اللواء غوردن، إسرائيل تنازلت عن إقليم، انسحبت الى الوراء وخلقت شريطا امنيا في أراضينا.
في المستوى الاستراتيجي، انتصر حزب الله في المعركة حتى الان ودفع إسرائيل لان تتراجع الى الوراء. منذئذ، واللواء غوردن يحاول بكل قوته ان يغير وجه المعركة. بشكل تكتيكي إسرائيل تضرب حزب الله وتلحق به خسائر فادحة في أوساط رجاله، تضرب قيادته وتؤدي الى إصابة لقوة النار ومخازن السلاح لديه. لكن إسرائيل لم تنجح في تغيير المعادلة وخسرت استراتيجيا في الحرب في الشمال.
اللواء غوردن هو استراتيجي عسكري شديد الروح، لكن يبدو أنه فاتته دروس التاريخ. لقد بقي الجيش الإسرائيلي في لبنان على مدى 18 سنة، الى أن خرج من هناك في العام 2000. اقام الجيش الإسرائيلي شريطا امنيا حتى قبل ان تقيم ايران حزب الله او الادق تعطيه رعايتها. كل جيش دخل الى لبنان لم ينجو. لا السوريين، لا إسرائيل، لا الأمريكيين ولا الفرنسيين. لعلم اللواء غوردن، عندما استقر الجيش الإسرائيلي في الشريط الأمني في لبنان، لم تحمي القوات الجليل. فهي لم تمنع النار الصاروخية على كريات شمونا، نهاريا، شتولا، او صفد. هي بالاجمال حمت نفسها في ميدان التدريب على البطات. في نهاية كل شهر كانوا في الفرقة 91 يجرون احصاءاً شهريا. لو كان لنا 12 جنديا قتيلا، لكان هذا شهرا جيدا نسبيا، يمكن التعايش مع الاعداد. وذا كان في نهاية الشهر فوق 20 جندي قتيل، كان هذا شهرا سيئا، صعبا. وليس عبثا أن قام احتجاج جماهيري وأقيمت حركة “اربع أمهات”.
الجيش يعمل في ثلاثة اشكال: روتين، دفاع وهجوم، وجاهز لحروب قصيرة وحسومات سريعة وواضحة. في هذه اللحظة هو في حرب طويلة بلا حسم. الحل للوضع هو واحد – هجوم وحسم في حزب الله. اقتراح اللواء قائد المنطقة الشمالية يخدم الاحبولة الإعلامية – السير بلا لباس والشعور بانك لابسه. لا يوجد حقا في اقتراح اللواء غوردن تفكير عسكري منطقي. فالاستيلاء على شريط امني في أراضي لبنان لن يمنع النار الى الشمال. العكس هو الصحيح. فهي كفيلة بان تكون تحريكا لنار مكثفة من حزب الله الى حيفا، الى الكريوت والى تل أبيب.
المكوث في شريط امني هو احبولة عديمة المنفعة وذر للرماد في العيون. لا توجد هنا استراتيجية بل طريق لاعادة انتاج الوحل اللبناني. اقتراح اللواء غوردن للمستوى السياسي بسيط – هيا نواصل الغرق ليس فقط في الوحل الغزي بل وأيضا في اللوحل اللبناني. نعطي كل أم عربية ترسل ابنها الى الجيش الإسرائيلي ان تختار أين تفضل ان يغرق في الوحل – في غزة أم في لبنان.