معاريف: الغرق في حرب استنزاف
معاريف ٢١-٣-٢٠٢٤، ران ادليست: الغرق في حرب استنزاف
المفاوضات على المخطوفين هي عرض مفزع لمصالح ونوازع تدهورنا نحو حرب استنزاف في كل أراضي القطاع. كعادته يعالج نتنياهو الوفد إلى قطر بطريقة فرق تسد في داخل الوفد (دادي برنياع مقابل نيتسان الون، «الموساد» مقابل الجيش) بينما يبقي لنفسه هوامش غموض تسمح له بالتراجع عن الصفقة. الهدف الحقيقي للمفاوضات هو ليس فقط تحرير المخطوفين بل تحقيق هدوء في صالح خوض مفاوضات دولية إقليمية لوقف النار وفقا للمصلحة الأمنية سواء الإسرائيلية أم الأميركية.
ينبغي النظر إلى الواقع في عينيه. قدرة «حماس» على القيام بالعمليات في كل القطاع هي، اليوم، ليست عاملا مهددا لإسرائيل. ولا حتى تنقيط النار إلى الغلاف أو إلى دوائر أبعد. ما يشكل المنظومة ويجبي ضحايا عابثة هو حقيقة أن الحرب تتواصل لأن «الكابينت» مشلول عقب رفض نتنياهو التوجه إلى تسوية سيطرة في الميدان وهو يدير حرب خنادق في ظل إيجاد معاذير تكبح التقدم.
آمل أن يأخذ الوفد إلى الدوحة لنفسه تفويضا بالاستخفاف بروح القائد والسير إلى الأمام. بالتوازي في حرب الاستنزاف داخل القطاع، الهدف هو الغرق في الميدان والنتيجة هي الغرق في الميدان. لهذه الحرب توجد فضائل استخبارية زائد تدمير بنى تحتية وفرصة لتصفية السنوار. هذه لعبة بين منطق الجيش ومنطق «حماس» وتوجد بينهما نقاط تماس. نحن لن ننتصر بشكل «مطلق» وهم فوتوا استغلالا ناجعا اكثر لقدراتهم على خلفية غبائنا في تشخيص استخباري مسبق. في هذه المرحلة، نحن نهدد جسديا ما تبقى لقوات من «حماس» وهم يهددون عقليا ما تبقى من صبر لدى الجمهور في إسرائيل لاحتمال الخسائر ولترك المخطوفين لمصيرهم.
وهذا هو المكان لملاحظة مسؤولية وسائل الإعلام عن توفير المعلومات الصحيحة لأجل السماح لكل مواطن ومواطنة تفعيل فكر نقي وإبعاد الأنباء الملفقة والزائفة. وبالضبط في هذه الأيام هبط في القناة 13 مدير عام جديد مع بشرى قديمة. «علينا أن نساعد وان نوحد. نحن لا نحتاج لأن نتناول ما تفكر به الصناعة أو تقوده عن القناة 13. فمعظم الناس لا يهمهم هذا. نحن نصنع تلفزيونا لكل الإسرائيليين. مهمتنا هي أن نكون رقم 1 وان نجعل إسرائيل أفضل وأقوى»، كتب المدير العام الجديد اميليانو كلمزوك لعاملي القناة ولشركة الأخبار. «هذا هدفنا.
نحن لسنا هنا كي نلعب لعبة سياسية أو نثير الخلاف في شعب إسرائيل».
بالعبرية الدارجة هذا يعني أننا «نحن هنا كي نتحد في الترفيه، بالإلهام وبالإعلام ولا سيما عندما تكون بلادنا أمام إحدى الأزمات الأكبر في التاريخ. علينا أن نفكر فقط بالمشاهد في البيت؛ على هذا أن يكون هوسنا». الو؟! ماذا عن هوس السنوار أو السموتريتش؟ يوجد لك برنامج واقعي وحرب حقيقية وكلمزوك يبعث إلى غينيا الاستوائية رجالا ملتحين ونساء بالبكيني على حساب التقارير والاستقصاءات والتحليلات الحقيقية. والأسوأ: هو ليس الأسوأ.