ترجمات عبرية

معاريف: الصفقة تحتاج القرار فقط

معاريف 26/7/2024، جاكي خوجي: الصفقة تحتاج القرار فقط

“الشروط لاعادتهم تنضج”، قال رئيس الوزراء عشية سفره لزيارة واشنطن يوم الاثنين. تنضج، أي لم تنضج بعد. هذا الأسبوع اكتملت خمسة اشهر من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، واقوال رئيس الوزراء تحتاج الى إيضاح. لماذا النضج بطيء بهذا القدر، وعلى ماذا يتحدثون هذا القدر الكثير.

الجواب ليس متفقا عليه. لا حاجة لانضاج آخر ولا يوجد الكثير مما يمكن عمله. المقترح يتضمن عشرات البنود الواضحة جدا، والتي بحثتها الأطراف في عدد لا يحصى من الجولات، تأكدت، اختلف فيها، وفحصت صبح مساء من كل الأطراف. إسرائيل وحماس تعرفان جيدا ما الذي تريده كل واحدة من الأخرى. عندما لم تعرفا طلبتا ايضاحا وتلقتاه. كان لهما الوقت. 

قبل بضع ساعات من خطابه في الكونغرس أول أمس اعلن بنيامين نتنياهو بانه سيلتقي الرئيس جو بايدن وأضاف بان احد أسباب اللقاء هو الدفع قدما بمنحى الاتفاق لتحرير المخطوفين. هذه الاقوال أيضا تثير السؤال. ما الذي يحتاجه الزعيمان كي يحققا اختراقا في الطريق؟ لو كان لدى أي من الطرفين أسئلة، لكان ممكنا حلها منذ زمن بعيد. 

خمسة اشهر هو زمن كثير لمحادثات بهذا القدر من الكثافة. وهي ليست مكثفة فقط، بل وتجرى أيضا على المستوى الأعلى. لا يوجد مستوى اعلى من هذا: من الجانب القطري – رئيس وزرائهم محمد بن جاسم، ابن عائلة الأمير. مصر بعثت الى المهمة برئيس المخابرات العامة عباس كامل، من المقربين للغاية من الرئيس عبد الفتاح السيسي. الولايات المتحدة يمثلها واحد ليس غير رئيس الـ سي.اي.ايه وليم بيرنز. من الجانب الإسرائيلي يدير الوساطة رئيس الموساد دادي برنياع، والى جانبه مندوبون من الجيش الإسرائيلي ورئيس الشباك روني بار. 

يمكن بالطبع مواصلة هذه الاتصالات لخمسة اشهر أخرى والقول للجمهور انها تنضج. كما يمكن اتهام الطرف الاخر بانه لا يريد صفقة. هكذا فعلت حكومات إسرائيل في محادثات السلام على مدى السنين. القت على العرب بالمسؤولية، وهكذا امتنعت عن اجتياز الروبيكون. يمكن وصف مطالب الطرف الاخر بانها غير منطقية، وبذلك تبرير عدم القفز الى الماء. هذا أيضا فعلناه في اثناء المفاوضات الحالية. لكن الحقيقة هي ان في هذه الاتصالات، التي لا تجرى لاجل اتفاق سلام بل لاجل الإنقاذ السريع لاسرى إسرائيليين حياتهم في خطر، لا توجد أي حاجة أخرى للتباحث او لعملية انضاج. الامر الوحيد الذي نحتاجه كي يكون اختراق للطريق هو قرار. وهذا القرار يوجد في يد إسرائيل وفي يد حماس. حماس ليست مطالبة بان تقرر في شيء، اذ انها ليست في مكانة من يقرر. إسرائيل هي التي ينبغي لها أن تقرر، وهي تجد صعوبة في عمل ذلك. 

القرار الذي ينبغي اتخاذه هو هل نوقف الحرب. ببساطة ان ننهيها. جهاز الامن يقول انه يمكن انهاؤها وانه اذا كانت حاجة فسنعرف كيف نتصدى للتحديات التي تأتي بعد ذلك. والان يوجد القرار في يد رئيس الوزراء. وقف الحرب معناه أيضا الانسحاب من محور فيلادلفيا المحاذي لرفح، الانسحاب من محور نتساريم، الذي بتر القطاع الى قسمين في وسطه وكذا الى اخراج القوات من القواعد والمواقع في ارجاء القطاع. كما أنه ينطوي أيضا على تحرير سجناء قتلة. بالمقابل، تتلقى إسرائيل عشرات الرهائن الاحياء وجثث المقتولين.

“نحن نوجد في ذروة جهود حثيثة لاعادتهم الى الديار”، قال اول امس نتنياهو في خطابه امام مجلس الكونغرس في واشنطن. “اؤمن انها ستنجح”. هو لم يذكر موعدا، ولا حتى بالتقدير. هكذا قال في شباط، في اذار وبعد ذلك أيضا. 

هذه صفقة عسيرة على الهضم، وربما لهذا السبب يتردد رئيس الوزراء من السعي اليها. فهي تعيد ليحيى السنوار حياته. مؤقتا بالطبع. وهكذا أيضا لالاف المسلحين من حماس الذين لم تصل اليهم الذراع الطويلة للجيش الإسرائيلي بعد. وهي تمنح الحرية لمئات السجناء الأمنيين الذين حكموا بالمؤبدات او بسنوات حبس طويلة. بسبب كل هذا فانها ستثير فينا حفيظتنا، لكن كيف قالت تاليا، حفيدة اليكس تنتسيك عضو كيبوتس نير عوز الذي قتل في اسره في غزة – حان الوقت لاعادة القلب الى المكان. 

في اثناء هذه الأشهر استعرضت كصحفي المفاوضات عبر الطرف العربي. جئت بالمعلومات من مصادر بشرية ليست إسرائيلية، وكذا من وسائل اعلام عربية. على عادة الاتصالات العصبية وعديمة الثقة، ترافقت المفاوضات في مناورات التأثر، التسريب لأغراض التنويم (للجمهور او للطرف الاخر) وخطوات استهدفت تخريب المحادثات او اخضاع الطرف الاخر. 

مرات عديدة انهارت المحادثات، وكان مشوقا ان نرى كيف لا ييأس الوسطاء ويعملون على احيائها. من زاوية نظري يمكن أن أقول بأسف، بعد خمسة اشهر من الحشر والتلوي، ان التسريبات التلاعبية للغاية لم تأتي بالذات من الطرف العربي. 

بطانية عسكرية قصيرة

أسم العقيد “أ” ممنوع من النشر من الصحافيين في إسرائيل. “أ” هو قائد قاعدة سلاح الجو في رمات دافيد. هو ابن 44 ونصف وتسلم مهام منصبه قبل سنتين. موعد ولادته، للمعنيين، هو 1 كانون الأول 1979. 

بزعم حزب الله، كشفت المنظمة اسمه وصورته في الفيلم الذي نشرته في بيروت. الفيلم كرس كله لقاعدة رمات دافيد. فقد صورت، على حد قول حزب الله هذا الأسبوع في سماء القاعدة من مُسيرة اطلقوها الى هنا من مسافة 46 كيلو متر من الحدود اللبنانية. 

واضح في الفيلم ان المُسيرة أخذت وقتها على مهل. في الصور مرتاحة، بجودة عالية ومفصلة. طول الفيلم ثماني دقائق ونصف، لكن المادة الخام على أي حال ابكر بكثير.

في الفيلم يكشف لنا رجال الاستخبارات من حزب الله قائمة الاسراب التي تعمل في القائمة. بزعمهم، هم يعرفون اين توجد قيادة كل سرب، ويبرزنها من خلال التقرير. كما يشيرون الى موقف المركبات التحت ارضي الذي تخبأ فيه (هكذا على الأقل يقولون) الطائرات القتالية، ويصورون بارتياح المسارات. في القاعدة توجد ثلاث بطاريات للقبة الحديدية وهي أيضا مصورة من مسافة طيران العصفور. بل ان مخزن الذخيرة مصور، ومبان أخرى هامة وهامة اكثر.

بشكل مفاجيء بادر الى الفيلم خبراء حزب الله لأغراض دفاعية. فهو يستهدف ردع إسرائيل من التدهور الى حرب أوسع، او بدء معركة شاملة في لبنان. رجال حزب الله يريدون التلميح الى أنه في حالة الحرب، فان الأماكن الأكثر حساسية لدينا توجد على كف يدهم. فاذا كانوا وصلوا اليها للتصوير فانه يمكنهم أيضا ان يصلوا اليها للقصف. لديهم صواريخ دقيقة لهذا الغرض.

إضافة الى ذلك سعوا لان يظهروا بان في وسعهم ان يبقوا في إسرائيل اسرائريل لزمن طويل دون ان ينكشفوا. كما سعوا لان يظهروا قدرة على الوصول الى معلومات موضعية حساسة. بنشر صورة العقيد “أ” سعى حزب الله لان يري بانهم هم أيضا، مثلنا، يعرفون قادتنا مثلما يعرف الجيش الإسرائيلي قادتهم بل ويصل اليهم ويقتلهم. 

الهدف العام لحزب الله من هذا الفيلم، ومن الفيلمين السابقين هو اظهار التماثل. ميزان قوى. صحيح ان هذا تماثل غير متوازن، لان الاستخبارات الإسرائيلية في تفوق ساحق لكن الارتياح الذي يظهر من الفيلم مقلق حقا. فهو يذكر كل من يدعو هنا الى الحرب او يشجعها بان الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يكون في كل مكان كل الوقت ولا يمكنه أن يحمل كل قاعدة وكل بلدة. 

الجيش الإسرائيلي هو جيش صغير، مع قوة نار مقنونة ورأس ما بشري محدود. من لم يفهم هذا في 7 أكتوبر تلقى هذا الأسبوع تجسيدا باللون وبالصورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى