معاريف: السنة الاولى للإدارات الامريكية تبشر بمصاعب لإسرائيل لكن ليس إدارة ترامب

معاريف 5/2/2025، لني بن دافيد *: السنة الاولى للإدارات الامريكية تبشر بمصاعب لإسرائيل لكن ليس إدارة ترامب
وصول رئيس الوزراء نتنياهو الى واشنطن كالضيف الأجنبي الأول للرئيس دونالد ترامب يعد شرفا عظيما. فالاثنان يعرفان الواحد الاخر جيدا. لكن نتنياهو لا يزال بحاجة لان يشد حزام الأمان. في الأسابيع الأولى لترامب كرئيس، فان سياسة جديدة تخرج من واشنطن تأتي بقوة بوتيرة تشوش الأعداء والأصدقاء.
ان دخول إدارة جديدة الى المنصب، بخاصة من حزب سياسي مختلف، هو كحاملة طائرات ضخمة – قوية لكن تنتظر الأوامر والتوجيه. وهذا كفيل بان يستغرق وقتا. ثمة من يدعي بانه ليس نزيها ان نحاكم إدارة في سنتها الأولى، والتي تعتبر في أحيان كثيرة سنة سيئة. هذه ليست الحالة مع إدارة ترامب: تيار من المراسيم الرئاسية، اعمال حاسمة في مواضيع الابعاد والماء في كاليفورنيا، تعيين أعضاء كابنت بسرعة مدوية وغيرها. في السياسة الخارجية سجل فرض جمارك، تقليصات في المساعدات الخارجية وفي تمويل الأمم المتحدة، وهجمات عسكرية على قواعد داعش في الصومال وفي سوريا. “السنة الأولى لكل إدارة جديدة هي بشكل عام صعبة على إسرائيل”، هكذا علمني مؤسس ايباك يشعياهو كنن. فقد شرح بانه استغرق اشهر الى أن نفذت السياسة والتعليمات الجديدة ونقلت من أروقة وزارة الخارجية الى سفارات الولايات المتحدة.
في 1969 في السنة الأولى لادارة نيكسون ترددت الولايات المتحدة في تزويد طائرات فانتوم اف 4 لإسرائيل. بعد احتجاج متظاهرين بقيادة منظمات يهودية ضد الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو، احتجاجا على قرار فرنسا عدم بيع السلاح لإسرائيل “غضب” نيكسون واعلن عن الغاء قوانين السلاح لإسرائيل. في شهرها الأول، استأنفت إدارة ترامب توريد الذخائر الثقيلة لإسرائيل بعد أن حظرت عليها إدارة بايدن.
متلازمة السنة الأولى كانت واضحة أيضا في إدارة أوباما. فقد عين جورج ميتشل مبعوثا خاصا للسلام في الشرق الأوسط وفي 2009. وضغط لعمل امريكي اكثر كثافة ضد إسرائيل في مواضيع مثل المستوطنات وتقسيم القدس. في تلك السنة، عندما سافر الرئيس أوباما الى الشرق الأوسط تجاوز إسرائيل والقى خطابه الشهير عن علاقات الولايات المتحدة والمسلمين في جامعة القاهرة.
في جهودها المتواصلة لتحسين العلاقات مع ايران في العام 2021 شطبت إدارة بايدن الحوثيين عن قائمة منظمات الإرهاب الأجنبية والغت عقوبات اقتصادية خطيرة على ايران. اما الان فالمرسوم الرئاسي لترامب الذي أعاد تعريف الحوثيين كارهابيين جاء “لتصفية قدرات الحوثيين واعمالهم، ونزع المقدرات منهم وبذلك انهاء هجماتهم”.
نتنياهو سيجد أن “متلازمة السنة الأولى” هي ظاهرة قديمة: الرئيس ترامب ليس باي حال او بشكل رئيسا غراً. يبدو انه يواصل ولايته الأخيرة حين اعترف بالقدس كعاصمة إسرائيل، اعلن عن هضبة الجولان تحت سيادة إسرائيل واوجد اتفاقات إبراهيم. إدارة ترامب، بمرافقة وزيري خارجية ودفاع بل ومدعوم في الكونغرس يشق الطريق لايام مؤيدة لإسرائيل.
*باحث في المركز المقدسي لشؤون الخارجية والامن
مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook