ترجمات عبرية

معاريف: الرهان على عودة ترامب: هذيان خطر

شلومو شمير – معاريف – 23-03-2024 عودة ترامب

مذهل. بالذات في عصر انهيار المفاهيم كنتيجة لكارثة 7 أكتوبر تلوح إمكانية متجددة ومقلقة لعودة مفهوم قديم جديد خطره وتهديده تعاظما مؤخرا واسمه دونالد ترامب.
في مقالات رأي تنشر في مواقع شائعة وفي تصريحات يطلقها السياسيون وفي ردود الفعل على خطوات موضع خلاف في مجال علاقات إسرائيل والولايات المتحدة، تطلق مؤخرا تعابير عطف ومحبة لترامب. تعابير تسعى لأن تشرح وتقنع كم هو افضل من جو بايدن وكم هو هام ان ينتخب من جديد كرئيس.
منذ وقت غير بعيد نشر استطلاع يظهر أن 44 في المئة من الإسرائيليين يفضلون ترامب كرئيس، وبين مصوتي نتنياهو يفضلون ترامب. بكلمات أخرى، فان مفهوم ترامب جيد لإسرائيل ومن المجدي نشره. هذا مفهوم وليس فقط مثابة رهان بل وأيضا خطير، مهدد وهدام للولايات المتحدة، للعالم الحر واساسا لإسرائيل. ويكاد يكون غنيا عن البيان ان إسرائيل هي دولة صداقتها مع الولايات المتحدة هي تقاليد، هي دولة مدعومة ومعونة من الولايات المتحدة اكثر من أي دولة أخرى في العالم.
في عواصم القوى العظمى الغربية والبلدات الديمقراطية المركزية التقديرات التي تفيد بان لترامب فرصاً لأن يُنتخب مرة أخرى كرئيس للولايات المتحدة، هي كابوس، حلم مزعج. فهو يذكر في هذه الأماكن كمن دمر مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى مؤثرة ورائدة. كمن أهان واذل قوى عظمى كألمانيا، فرنسا وبريطانيا. كما اعجب بطغاة مثل فلاديمير بوتين وانبطح أمامهم، وتباهى بقصة العشق التي له مع حاكم كوريا الشمالية كيم يونغ اون. وحتى في أوساط سفراء ودبلوماسيين كبار قدامى في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يتحدثون بقرف عن فرص ترامب لأن ينتخب مرة أخرى كرئيس.
هاجم ترامب هذا الأسبوع اليهود الذين يصوتون للديمقراطيين كمن “يكرهون أنفسهم وعليهم ان يخجلوا من أنفسهم”. أحقاً. من يتجرأ ويتحدث عن اليهود؟ فقد ادعى ترامب بان “هتلر فعل أمورا طيبة”، والمقابل لقول مريض مجنون ومزعج كهذا لا يزال يطلب أصوات اليهود في الولايات المتحدة. هرعت العصبة ضد التشهير ونشرت بياناً للصحافة شجبت فيه تصريحات ترامب عن أنماط تصويت اليهود كـ “لاسامية”.
كاتب مقال في “نيويورك تايمز” نشر هذا الأسبوع مقالا تحت عنوان “أتريدون ان تعرفوا ماذا يريد ترامب؟ استمعوا لما يقول”. والكاتب يفصل قائمة غير قصيرة من التصريحات التي اطلقها ترامب في السنوات الأخيرة، كل واحد منها يفهم منه بالشكل الأكثر وضوحا عنصريته، كراهيته للغريب وعداءه لابناء الأقليات، بمن فيهم اليهود.
مقال هو خلاصة مخيفة لما هو متوقع من مفهوم ترامب، بخاصة لإسرائيل.

الله يحمينا

لا يذكر في التاريخ الانتخابي للمتنافسين على الرئاسة في الولايات المتحدة مرشح يعلن صراحة ماذا سيفعل اذا ما وعندما يُنتخب كرئيس – وماذا سيفعل اذا ما وعندما سيخسر. هذا بالضبط ما يعلنه ترامب منذ أن تقرر بانه سيكون المرشح الجمهوري للرئاسة في 2024. فقد اعلن بأنه كرئيس، سيكون أول ما سيفعله هو العفو والتحرير لكل المتهمين الذين يقضون عقوبات بالسجن على مشاركتهم العنيف والإجرامية للهجوم على مبنى الكابيتول.
واعلن بأنه سيعتقل وسيعمل على حبس المسؤولين الذين برأيه عرقلوا أداءه لمهامه كرئيس ولم يطيعوا أوامره. كما أنه اعلن هذا الأسبوع للمواطنين الأميركيين بأنه أذا ما خسر في الانتخابات ولم ينتخب “فسيسفك دم في أمريكا” و “هذه ستكون الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة”. لا اقل ولا اكثر.
بكلمات بسيطة، يوضح دونالد ترامب مسبقاً وبشكل لا لبس فيه بأنه لن يقبل نتائج الانتخابات للرئاسة إذا لم تكن لصالحه، ويقول منذ الآن ويشرح مسبقاً بأنه اذا ما فاز جو بايدن فان “النتائج ستكن مسروقة”. هذا ليس مضحكاً. هذا مخيف.
ما هو مقلق بالنسبة لمفهوم ترامب الخطير هو الخوف من أنه يشكل جزء من السلوك المهزوز لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجاه الرئيس بايدن. لا يمكن استبعاد إمكانية أن يكون نتنياهو بالفعل يفكر بأنه مسموح، وعلى أي حال ليس فظيعاً جداً، تحدي بايدن والصدام به، لان في الانتخابات للرئاسة بعد بضعة اشهر سيخسر وبدلاً منه سينتخب دونالد ترامب الذي كان صديقه الكبير.
الفظيع في هذا التفكير هو أنه حتى اذا ما فاز ترامب ودخل البيت الأبيض اربع سنوات، فانه سيكون كارثة لإسرائيل. ما لا يستوعبه نتنياهو ولا يريد أن يستوعبه، هو أن ترامب اليوم ليس ترامب قبل أربع سنوات. ليس فقط هو ليس صديق نتنياهو بل هو مليء بالهزء، الاستخفاف والاستهتار بنتنياهو.
“حقيقة ان بايدن هو الرئيس في زمن الحرب ضد حماس هي هدية من السماء”، قال في حديث مسؤول يهودي قديم ومقدر في الجالية. “لو كان ترامب هو الرئيس الآن، لعله كان بعد الضغوط سيبعث ببعض السلاح لإسرائيل. لكن واضح انه لن يكون المبادر والمفكر بعرض 17 مليار دولار مساعدة مالية لإسرائيل في زمن الحرب”.
التصريحات التي اطلقها ترامب في الأيام الأخيرة حول الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد حماس ومطالبته بوقف نار فوري هي دليل على الخطر المرتقب منه على إسرائيل اذا ما انتخب كرئيس. الله يحمينا.
عملياً، وضع ترامب كمرشح، مهزوز وليس جيدا. شخصياً ليس له مال ومحاموه اعلنوا بأنه لن يستطيع دفع غرامات بمبلغ 400 مليون دولار فرضت عليه. حسب تقارير أخيرة ليس لحملته الانتخابية مال او متبرعون. ويتحدث الصحافيون عن أن الحملة ليست منظمة او مرتبة، وكبار النشطاء يتركون. في السطر الأخير الاستنتاج هو ان مفهوم ترامب الذي يتسلل بين إسرائيليين غير قليلين هو ليس فقط هذيان بل كارثة لإسرائيل.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى