ترجمات عبرية

معاريف: الرئيس السوري لم يتحدث في السنة الأخيرة حتى بعد ضربات حماس وحزب الله 

معاريف 14/10/2024، د. يارون فريدمان: الرئيس السوري لم يتحدث في السنة الأخيرة حتى بعد ضربات حماس وحزب الله 

تطورت الحرب في غزة الى صراع إقليمي بين كل الأعضاء في محور المقاومة المؤيد لإيران ضد إسرائيل. تعديل: كلهم باستثناء واحد – النظام السوري.

مع ان الجيش السوري تآكل جدا في اعقاب الحرب الاهلية في سوريا، لكن روسيا اجتهدت لترميمه منذ تدخلها المباشر لهذه الحرب في 2015. لا شك أن القوة المتقلصة للجيش السوري لا يمكنها أن تشكل اليوم تهديدا على إسرائيل. في 2006 أيضا امتنعت سوريا، التي كانت تمتلك في حينه قوة عسكرية مهددة اكثر بكثير عن التدخل في حرب لبنان الثانية. ومع ذلك سمح النظام السوري بنقل السلاح الى حزب الله وأيده أيديولوجيا. 

وصف النظام السوري موقفه تجاه إسرائيل كـ “ممانعة” (مقاومة سلبية) وليس “مقاومة” (بالمعنى الفاعل). منذ بداية الحرب في غزة تلقى الرئيس بشار الأسد تحذيرا من إسرائيل بان لتدخله ستكون نتائج خطيرة. وهو يعرف بان دخوله الى الحرب من شأنه أن يؤدي الى سقوط نظامه بعد أن خرج بصعوبة من حرب أهلية مضرجة بالدماء بين أعوام 2012 و2017. ودرء للخطأ، فان سياسة الأسد ليست سلبية. منذ 7 أكتوبر 2023، منع تنظيم المظاهرات تأييدا لغزة في أراضي حكمه، بينما في معظم دول العالم العربي جرت مظاهرات كبرى. لعله خشي من أن تنتقل المظاهرات الى احتجاجات متجددة ضد نظامه مثلما كان في الربيع العربي في 2011. كما أن نظام الأسد لم يسمح باي نشاط هجومي لحماس من مناطق الجولان السوري. لا ينسى الرئيس الأسد ولا يغفر خيانة حماس قبل نحو عقد عندما انضمت المنظمة الى المعارضة في الحرب الأهلية وكان نظامه في ذروة الضائقة. من ناحية عامة، في اثناء الحرب في غزة كانت اطلاقات قليلة نسبيا من الأراضي السورية. ومع ان منطقة جنوب دمشق، معسكر السيدة زينب لا يزال يشكل قاعدة مركزية للميليشيات الشيعية. ومع ذلك يسأل الكثيرون: في ضوء حقيقة أنه قبل نحو عقد تجندت ايران لإنقاذ نظام الأسد وبعثت بحزب الله ليقاتل في سوريا (المساعدة التي كلفت المنظمة حتى 1000 حتى 2000 قتيل) – أولم يكن جديرا بالاسد أن يرد الجميل ويقف الان الى جانب حزب الله؟ 

في الجواب على السؤال يجب أن يؤخذ بالحسبان بان دور ايران في سوريا كان ينبغي عمليا ان ينتهي منذ زمن بعيد. فالحرب الاهلية في سوريا انتهت في معظمها في 2017، لكن الميليشيات المؤيدة لإيران لن تخلي الدولة. وقد أصبحت سوريا مركزا “للتشيع”. قواعد للميليشيات الشيعية ومواقع للعبادة الشيعية أقيمت في ارجاء سوريا. موقعان (النقطة في حلب وقبر زينب، شقيقة الشهيد حسين بن علي، في دمشق) اصبحا مراكز حجيج جماعية للشيعة من العالم كله (نذكر انه في سوريا اغلبية سُنية واضحة). فضلا عن ذلك، حاولت ايران التخريب الى جهود روسيا لترميم الجيش السوري واجتهدت لتجنيد شبان لمليشياتها في سوريا بدلا من الخدمة العسكرية واساسا من خلال الاغراءات المالية. 

إضافة الى ذلك، فان الازمة الاقتصادية الخطيرة في ايران اثرت بشكل سلبي على موقفها من سوريا. ففي آب 2023 طلبت ايران من النظام السوري ان يعيد النفقات الإيرانية في الحرب الاهلية. وحسب منشورات في وسائل الاعلام العربية يبلغ الدين على سوريا 50 مليار دولار. وحسب وثيقة إيرانية سربت، بسبب غياب القدرة على تسديد الأموال اتفق على أن تسدد سوريا ديونها من خلال إعطاء ضوء اخضر لاستثمارات إيرانية على أراضيها لمدة 50 سنة. ومعنى الامر هو سيطرة اقتصادية إيرانية على سوريا. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى