معاريف: الدعم الأمريكي لن يدوم الى الابد

معاريف 16/3/2025، شوكي فريدمان: الدعم الأمريكي لن يدوم الى الابد
الدعم المعلن من الرئيس ترامب لإسرائيل، بعد مواجهات الحكومة مع إدارة بايدن صب في القدس سكرة قوة لطيفة. استطلاع “غالوب” الذي نشر في الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة يظهر أن الواقع خارج البيت الأبيض مختلف. الدعم لإسرائيل في درك أسفل خطير، والدعم للفلسطينيين في ارتفاع. الى جانب التعاون مع الإدارة الحالية، فان أصحاب القرار في إسرائيل ملزمون بان يكونوا على وعي بالتآكل الحاد في الدعم للدولة والعمل بموجب ذلك.
يبين الاستطلاع بان الدعم لإسرائيل في أوساط الجمهور في الولايات المتحدة لا يصل الا الى 46 في المئة، نقطة درك أسفل منذ 24 سنة. وبينما في الحزب الجمهوري الدعم لإسرائيل عال (75 في المئة)، في الحزب الديمقراطي، مقابل 59 في المئة يؤيدون الفلسطينيين، 21 في المئة يعطفون على إسرائيل.
المعطيات هي نتيجة تغييرات ذات مغزى في الولايات المتحدة، لكن سياسة إسرائيل ساهمت فيها بشكل لا بأس به. فالعناق الذي منحه ويمنحه نتنياهو لترامب، والمواجهات (المبررة أحيانا) مع الإدارة الديمقراطية، والسياسة الإسرائيلية في يهودا والسامرة، سحقت الدعم لإسرائيل حتى قبل الحرب. بعد عقود من الدعم من الحزبين، اتخذت إسرائيل صورة كمن تختار الجانب الجمهوري بشكل واضح. بعد أن ارتفع التأييد لإسرائيل في الأشهر الأولى من الحرب، فانه كلما عمقت إسرائيل الدخول الى غزة والصور القاسية من هناك ظهرت على الشاشات في الولايات المتحدة، هبط الدعم الى الدرك الأسفل الحالي في الجمهور العام والى الهوة في الحزب الديمقراطي.
في أوساط اليهود أيضا، ولا سيما في الجيل الشاب، الدعم في إسرائيل تآكل. الجيل السابق من اليهود الأمريكيين رأى في إسرائيل جزء لا يتجزأ من هويته اليهودية، اما الشباب – ولا سيما الليبراليون والتقدميون – فيرونها بشكل مختلف. إسرائيل لم تعد تعتبر في نظرهم قدوة أخلاقية بل دولة تقمع الفلسطينيين وتدفع قدما بسياسة دينية وقومجية. صحيح أن الحرب واللاسامية المتصاعدة في الولايات المتحدة دفعتا قسما من اليهود للعودة الى دعم إسرائيل بشكل اكبر، لكن جماعات في اليسار اليهودي اختارت ان تدير لها الظهر.
كلما واصلت حكومات إسرائيل تجاهل التغييرات في الولايات المتحدة، هكذا تتعاظم الاحتمالات لان يصبح الضرر اللاحق بالعلاقات بين الدولتين غير قابل للتراجع. الميول في الولايات المتحدة واضحة: الشباب يصبحون قوة سياسية ذات مغزى، الهسبانيون هم مجموعة تتسع بسرعة والدعم لإسرائيل في أوساط الافنجيليين يتآكل، والحزب الديمقراطي يبتعد عن الموقف المؤيد لإسرائيل الذي كان يتميز به. لاجل تغيير الميل، إسرائيل ملزمة بان تتخذ بضع خطوات: ان ترمم العلاقات مع الديمقراطيين، تنمي العلاقة مع يهود الولايات المتحدة، تستثمر في جماهير إضافية هناك، واساسا في الأقلية الهسبانية لكن أيضا في الطائفة الافروأمريكية، حماية وتعزيز الدعم في أوساط الافنجيليين.
إسرائيل هي دولة ذات عظمة اقتصادية وجيش قوي. ولا يزال، يوجد لها تعلق وجودي بالولايات المتحدة. بدون استعداد امريكي ببيع السلاح لإسرائيل وتوفير مظلة دبلوماسية لها في الولايات المتحدة، سيصعب على إسرائيل جدا، باقل تقدير، الازدهار وحتى البقاء.