ترجمات عبرية

معاريف: الحصول على صورة شاملة لملابسات كارثة 7 أكتوبر يتطلب لجنة تحقيق رسمية

معاريف 26/2/2025، د. شاي هار تسفي: الحصول على صورة شاملة لملابسات كارثة 7 أكتوبر يتطلب لجنة تحقيق رسمية 

بدأ الجيش الإسرائيلي يعرض هذه الأيام أساس تحقيقاته في هجمة الإرهاب الاجرامية لحماس في 7 أكتوبر، قبل أيام معدودة من اعتزال رئيس الأركان هرتسي هليفي. وتتركز التحقيقات الجوهرية المركزية على مفهوم استعداد الجيش للتهديدات من قطاع غزة؛ على مفهوم الاستخبارات بالنسبة لحماس؛ على جملة الاحداث في الليلة بين 6 و 7 أكتوبر؛ على عمل القوات في الأيام الأولى حتى استعادة السيطرة الكاملة على بلدات الغلاف. بقدر ما هو معروف لا يفترض بالتحقيقات في هذه المرحلة أن تتضمن استنتاجات شخصية.

التحقيقات التي ستعرض هي بداية الطريق. معقول أن يكون رئيس الأركان الوافد ايال زمير مطالبا بان ينفذ تحقيقات إضافية لاستكمال الصورة العامة وفقا للنتائج الناشئة وفي كل حال سيتعين عليه أن يفحص مستقبل سلسلة من الضباط في مستويات القيادة المختلفة. يفترض بالتحقيقات أن تكون الأساس لاستخلاص الدروس وتحسين سلوك الجيش الإسرائيلي في سلسلة طويلة من المسائل الاستخبارية، العملياتية، اللوجستية وغيرها، في اعقاب انهيار ثلاثة من المداميك المركزية في مفهوم الامن لدولة إسرائيل في 7 أكتوبر – الردع، الاخطار والدفاع. وذلك أولا وقبل كل شيء لاجل الفهم العميق للأسباب التي أدت الى المفاجأة الاستراتيجية والى الإخفاقات العملياتية التي انكشفت في الساعات الأولى ما بعد هجمة حماس.

التحقيقات هي أيضا مدماك في سياقات طويلة المدى لاستعداد الجيش الإسرائيلي وبناء القوة العسكرية لمواجهة التهديدات والتحديات المستقبلية التي تقف امامها دولة إسرائيل. بطبيعة الأحوال، الحرب القادمة وميدان المعركة المستقبلي سيكونان بيقين مختلفين عما واجهه الجيش في 7 أكتوبر وتصدى لهما منذئذ. 

هدف هام آخر في التحقيقات هو تعزيز ثقة الجمهور بالمنظومة العسكرية وعلى رأسها الجيش، وإزالة الشكوك في أوساط أجزاء من الجمهور، مثلما يظهر أيضا في استطلاعات مختلفة نشرت مؤخرا بالنسبة لقدرة واستعداد الجيش لاجراء تحقيقات مصداقة، ثاقبة وغير متحيزة. من المهم للحوار الذي سيجري في اعقاب نشر التحقيقات ان يكون محترما، مهنيا ويحترم الاخرين والا يستخدم للمناكفة السياسية للمحاكم العسكرية. 

لا جدال في الأهمية الكبيرة لتحقيقات الجيش. الى جانب ذلك فان هذه التحقيقات، مثلما هي أيضا تحقيقات الشباك في سياق الطريق، يمكنها أن توفر صورة جزئية فقط إذ انها تتركز على الاجسام التي تحقق فيها. اما الطريق الوحيد الذي سيكون ممكنا بها الحصول على صورة واسعة، شاملة وعامة على المستوى الوطني بالنسبة للملابسات التي أدت الى الكارثة الرهيبة في 7 أكتوبر والى عمل المؤسسات، الهيئات والمنظومات المختلفة في الدولة، فهو من خلال إقامة لجنة تحقيق رسمية. 

هذه هي اللجنة الوحيدة التي توجد لها حسب القانون كل الصلاحيات لان تستدعي كل شخص للادلاء بشهادته لان تحصل على كل الوثائق، التسجيلات والأدلة

 المختلفة وتبلور الاستنتاجات وتصدر التوصيات في المستوى المنظوماتي والشخصي على حد سواء. 

ان القدرة على الفهم العميق لما حصل واستخلاص الاستنتاجات والاعمال اللازمة من اجل التقليص الى الحد الأدنى للاحتمالات لتكرار القصورات التي انكشفت، هي عمليا الواجب الأخلاقي، القيمي والقومي تجاه كل أولئك الذين قتلوا، اختطفوا، ماتوا واصيبوا بجراح، تجاه أبناء عائلاتهم وعمليا تجاه كل مواطني دولة إسرائيل.

ان إقامة لجنة تحقيق رسمية هي أمر حيوي لاجل استعادة ثقة الجمهور بمؤسسات الدولة والتصدي الأفضل لتحديات الحاضر والمستقبل. هذا هو امر الساعة بالنسبة لدولة إسرائيل. 

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى