معاريف: الحرب حتى في شمال القطاع لا تزال طويلة

معاريف 2023-11-15، بقلم: تل ليف رام: الحرب حتى في شمال القطاع لا تزال طويلة
يجسد القتال أمس (أول من أمس) في احياء مدينة غزة والبلدات في محيطها بما في ذلك تلك التي يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي بقوات كبيرة ويسيطر في الميدان يجسد جيدا تعقيدات التحديات التي للقوات في الميدان، ولماذا يحتاج الجيش الإسرائيلي الى وقت طويل كي يحقق اهداف الحرب في الجنوب – لتفكيك القدرات العسكرية والسلطوية لحماس وإعادة المخطوفين الى الديار.
رغم أن الجيش الإسرائيلي يوجد في سيطرة عملياتية على معظم مناطق مدينة غزة وضواحيها، لا تزال المهمة كثيرة ومعقدة.
هناك حاجة لتطهير تلك الاحياء من البنى التحتية الإرهابية لحماس – استحكامات، شقق عملياتية، مخازن وسائل قتالية وفوهات انفاق. وهذا ليس بسيطاً. مع ان المبنى العسكري المرتب في اطار كتائبي في كل واحدة من هذه المناطق تضرر بشدة وفي قسم غير صغير من الاحياء كف عن أداء مهامه، يتواصل القتال. وهو الآن يتميز بنوع من قتال العصابات في منطقة مبنية.
في معظم الحالات يدور الحديث عن اشتباكات مع مخربين افراد، يعملون في محاولة للمس بقوات الجيش الإسرائيلي، من بعيد أساسا، بواسطة صواريخ مضادات الدروع، نار القنص وتفعيل عبوات ناسفة وذلك في ظل استغلال المنطقة المبنية المكتظة وفوهات الانفاق ومحاولة الفرار بعد ذلك.
استثنائية من حيث الحجم، هي المعارك التي دارت في الأيام الأخيرة في منطقة مستشفى القدس في تل الهوى. هناك، يقولون في الجيش الإسرائيلي، قتل اكثر من 20 مخربا في معركة ادارها الطاقم القتالي اللوائي 188. عندما خرج المدنيون من المستشفى، اندس مخربون مسلحون بينهم، اطلقوا نار آر.بي.جي وعادوا بعدها للاختباء في المباني المجاورة للمستشفى. هكذا دارت معارك على مدى ساعات طويلة.
حسب معطيات الجيش الإسرائيلي، كان عدد مقاتلي حماس عشية بدء الحرب نحو 30 الف مخرب، في توزيع على خمسة الوية، 24 كتيبة ونحو 140 سرية، حيث في منطقة كل كتيبة استحكامات عسكرية.
في الجيش الإسرائيلي يعتقدون ان معظم كتائب شمال القطاع لم تعد تؤدي مهامها. ومع ذلك، في الأماكن التي هزمت فيها الكتائب وقتل قادتها وقادة السرايا، يتواصل القتال مع مخربي حماس بحيث أنه من السابق لاوانه الحديث عن الاستسلام.
في الجيش الإسرائيلي اعربوا عن الرضى عن السيطرة على مخيم الشاطئ للاجئين وعلى ضرب كتيبة الشاطئ المسؤولة أيضا عن مستشفى الشفاء. في الجيش يقدرون بانه في الغارات من الجو وفي المعارك مع مقاتلي الجيش الإسرائيلي قتل نائب قائد الكتيبة، قادة سرايا ونحو 200 مخرب. في اليوم الأخير سيطرت قوات من الطاقم القتالي اللوائي للمظليين على استحكامات في مخيم اللاجئين.
في كتيبة أخرى لحماس، في حي درج التفاح، صفي قائد الكتيبة ومعظم قادة السرايا.
هكذا أيضا في بيت حانون وفي مناطق أخرى. في هذه المناطق أساسا تخرج القوات المقاتلة من ألوية المشاة والكوماندو الى اجتياحات بغطاء قريب من الدبابات والطائرات على أساس معلومات استخبارية دقيقة الى شقق الإرهاب التي توجد فيها وسائل قتالية، قيادات، فوهات انفاق، منصات اطلاق صواريخ، مسلحون ومخازن لوسائل قتالية.
عندما يتحدثون في الجيش الإسرائيلي عن تفكيك القدرات العسكرية لحماس، فان طريقة العمل العبثية تمر قبل كل شيء بضرب كتيبة حماس المسؤولة عن منطقة معينة.
بعد ذلك تبدأ مرحلة تطهير المنطقة من قبل قوات الجيش الإسرائيلي وفقا لسلم أولويات وانطلاقاً من الفهم بأنه لن يكون ممكناً الوصول الى كل فوهة نفق، شقة إرهاب، غرفة حربية او موقع لانتاج وسائل قتالية في كل حي او مخيم لاجئين.
مراكمة الكتلة في ضربة جوهرية لكتائب حماس، انفاق المترو والوسائل القتالية التي دمرت، هي التي يفترض ان تؤشر لـمسؤولي قيادة المنطقة الجنوبية الإنجازات. في احاديث مع قادة قاتلوا في الأيام الأخيرة، في قيادات الألوية المتقدمة وقيادة الجنوب يعربون عن الرضى من تقدم القتال.
لكن يوجد أيضا فهم عميق بأنه فقط بالقتال على مدينة غزة نفسها تحتاج القوات في الميدان الى أسابيع من القتال.
مثال على طبيعة القتال في المنطقة يمكن أن نتعرف عليه من بلدة بيت حانون، التي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي بشكل شبه كامل، حتى قبل كثير من بتر قوات الجيش للقطاع وسيطرتها على خط احياء الشاطئ ومن هناك الى قلب الأحياء في قلب المدينة.
لقد مر حتى الآن أكثر من أسبوع منذ ان دخلنا كصحافيين بزيارة لواء النقب في البلدة التي بقيت فارغة تماما من المدنيين. رغم ان قوات الجيش احتلت البلدة الا انها لا تزال بعيدة عن ان تكون مطهرة وفي كل يوم تقع هناك احداث مع مخربين – نار مضادات دروع وقنص وفي بعض الحالات أحداث قاسية أيضاً.
هذه الاحداث تجسد أكثر بكثير بأنه رغم أن الجيش الإسرائيلي في هذه البلدة وجه ضربة قاسية لكتيبة حماس، فان القتال غير شكله وأخذ وجه حرب عصابات.
هكذا بحيث أن للقوات القتالية من الجيش لا يزال هناك عمل كثير في مدينة غزة. مستشفى الشفاء بقي الآن كصاحب قيمة رمز ووعي أكثر بكثير من صاحب قيمة عملياتية.
المعارك الضارية التي بانتظارنا هي أساسا الاحياء التي لا تزال فيها كتائب حماس تؤدي مهامها.
مثلا، في حي الشجاعية العنيد، الذي المعركة عليه كفيلة بأن تكون مثابة المعركة التي ستسعى حماس لأن تجعلها رمز الصراع على مدينة غزة. هكذا أيضا في حي الزيتون، وبقدر كبير في جباليا أيضا، الذي عولج حتى الآن بشكل جزئي جدا.
وعليه، فإنه حتى عندما يكون رضى في الجيش من وتيرة التقدم، من المهم ان نتذكر بأنه لا يزال هناك الكثير من العمل.
مدينة غزة نفسها فقط ستشل فرق الجيش لزمن طويل. ولا يزال لم نتحدث بعد عن المعضلة اذا كنا سنوسع الحرب الى مناطق أخرى في القطاع. وذلك في الوقت الذي كلما تواصل فيه القتال في غزة وجبى اثماناً باهظة من حماس هكذا أيضا يتعاظم التوتر في الشمال واحتمال الحرب في هذه الساحة أيضاً يكون اكبر.
ما يشرح رسالة رئيس الأركان الفريق هرتسي هليفي في ختام تقويم الوضع في قيادة الشمال: “نحن نستعد بشكل قوي مع خطط عمل للشمال. مهمتنا تحقيق الامن. الوضع الأمني لن يبقى على الشكل الذي لا يشعر فيه سكان الشمال بامان للعودة الى بيوتهم”. بهذه الجملة يتناول رئيس الأركان هدفاً إضافياً من اهداف الحرب في الشمال، والذي يعني بالحدى الأدنى ان تنسحب قوة الرضوان ونشطاء حزب الله آخرون الى خلف نهر الليطاني.
هذا سواء بتدخل دولي ام بعد مواجهة عسكرية. في الجيش يعتقدون ان في نهاية الحرب، الوضع في حدود الشمال أيضا يجب أن يتغير تماماً.
بعد ضربات عديدة تعرض لها حزب الله حسن قدرته على البقاء. هكذا تقع في المنطقة احداث اكثر من اطلاق النار على اهداف في إسرائيل وارتفاع في عدد المصابين.
على أي حال، التطورات الأخيرة في الساحة الشمالية، هدفها تشديد الضغط على إسرائيل وتقييد عملها في الجنوب. القيادة الإسرائيلية ستكون مطالبة بأن تجد الطريق للخروج من هذا الفخ، كي تفي بمهام الحرب في غزة.